إسرائيل تؤكد استعدادها لوقف النار شرط أن تواصل احتلالها للجنوب اللبناني حتى وصول القوات الدولية

صواريخ «حزب الله» تصيب القنيطرة السورية

TT

أعلن ناطق بلسان الحكومة الإسرائيلية، أمس، الموافقة على الاقتراح بوقف النار مع حزب الله بشكل فوري ولكنه اشترط لذلك أن تواصل قواته احتلالها الحالي لبعض المناطق في الجنوب اللبناني. وهو الأمر الذي يرفضه حزب الله.

وقال الناطق الاسرائيلي بصراحة، ان شرطه هذا نابع من الخوف أن يستأنف حزب الله قصفه الصاروخي باتجاه اسرائيل وانه يريد أن تكون قواته في وضع مناسب للرد على هذه الصواريخ في تلك الحالة. وأكد ان القوات الاسرائيلية ستواصل عملياتها الحربية الجوية والبرية ضد حزب الله من دون توقف حتى تحقق أهدافها السياسية بتقويض قوة حزب الله العسكرية وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559. وتوقع أن تستمر هذه العمليات أياما طويلة وربما اسابيع، طالما ان حزب الله مصر على رفض الشرط الاسرائيلي. وجاءت هذه التصريحات الاسرائيلية عشية وصول ديفيد ولش، مساعد وزيرة الخارجية الأميركي، الى القدس قادما من لبنان، في مسعاه للتوصل الى تهدئة على نار هادئة. وقد عقب الناطق على تصريحات ولش بأنه يجب اعادة اللاجئين والنازحين اللبنانيين الى بيوتهم في الجنوب وفك الحصار على لبنان، فقال: هذه آراء مقبولة لكن تحقيقها يتطلب وقفا لاطلاق النار، ومن غير الممكن التوصل الى وقف نار من دون أجندة سياسية واضحة تغير بشكل حاد من المعادلة السياسية في لبنان.

ويتوقع ان يلتقي ولش عددا من المسؤولين الإسرائيليين، اليوم، حيث ينقل اليهم المواقف التي سمعها في بيروت. ولا يبدو أن هناك تأثرا خاصا في إسرائيل من هذه الزيارة. وهم يشيرون الى ان الولايات المتحدة لم ترسل وزيرة الخارجية الى جولات مكوكية في المنطقة، لأن واشنطن أيضا غير متعجلة للتوصل الى وقف للنار. وقال مستشار سياسي في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي، ان المفاوضات الحقيقية حول وقف النار لا تجري على مسار ولش، انما في الولايات المتحدة الأميركية مع المسؤولين الفرنسيين. وأكد ان الخلاف ما بين باريس وواشنطن ما زال قائما حول وتيرة وقف النار. ففي حين ان فرنسا تطلب الاعلان عن وقف فوري، فإن الولايات المتحدة تطلب اعلان تهدئة لفترة ما الى حين يتم التوصل الى اتفاق سياسي كامل وشامل، وفقط عندها يعلن عن وقف كامل وتصل القوات الدولية ثم تنسحب اسرائيل من المناطق التي تحتلها في الأرض اللبنانية. وجاء هذا الحديث قبل ان يعلن مسؤولون فرنسيون ان الولايات المتحدة وفرنسا توصلتا لاتفاق امس بشأن مشروع قرار لمجلس الامن التابع للامم المتحدة يدعو الى وقف القتال بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله كخطوة اولى نحو تسوية سياسية للصراع.

وقال المسؤولون ان من المقرر ان يعقد مجلس الامن الذي يضم 15 عضوا اجتماعا بكامل الاعضاء في وقت لاحق امس لمراجعة نص مشروع القرار الذي يتوقع ان يصدر خلال الايام القليلة المقبلة. ووفقا للبيان الذي اصدرته فرنسا يدعو مشروع القرار الى «وقف كامل للعمليات الحربية»، والتزام بالعمل «للتوصل لوقف دائم لاطلاق النار من اجل حل طويل الاجل».

المعروف ان الحكومة الاسرائيلية تعقد اليوم جلستها الأسبوعية العادية وستبحث في موضوع المفاوضات السياسية، لكنها ستتخذ ايضا قرارات تتعلق بتوسيع العمليات الحربية البرية في الجنوب اللبناني. فالجيش يريد قرارا يتيح له مواصلة القتال حتى الوصول الى نهر الليطاني على الأقل. وكان قائد اللواء الشمالي في الجيش الاسرائيلي، أودي آدم، قد رد على الانتقادات التي تسمع بسبب استمرار الحرب وتوسعها فطلب من الجمهور الإسرائيلي المزيد من الصبر، وقال: «أعرف ان لدى الجمهور حساسية خاصة لمسألة سقوط الضحايا، وأفهم هذا الشعور جيدا. لكنني أريد تذكير الناس بأن الجيش الاسرائيلي فقد في الأيام الأولى من حرب 1982 في لبنان ما لا يقل عن 300 جندي، بينما نحن الآن نعد خسائرنا بالأرواح بـ 45 جنديا. وبالمقابل هناك 400 قتيل في صفوف حزب الله». وقال آدم، الذي كان والده قد قتل في بيروت مع بداية تلك الحرب قبل 23 عاما، وهو جنرال ونائب لرئيس أركان الجيش ويعتبر الضابط صاحب أعلى رتبة في تاريخ الجيش الاسرائيلي الذي يسقط ميتا في المعركة الحربية، ان الحرب هي الحرب ولا توجد حرب من دون قتلى. ومن جهة اخرى، أصابت ثلاثة من الصواريخ التي أطلقها حزب الله من لبنان، أمس، أرض بلدية مدينة القنيطرة، الواقعة في الجزء المحرر من هضبة الجولان السورية. وقد حرصت اسرائيل على ابراز هذا النبأ ملحقا بتعليق، قال فيه الناطق العسكري أن الهدف من ذلك جر سورية الى الحرب مع اسرائيل. واضاف: منذ بداية الحرب يطلق حزب الله صواريخه على هضبة الجولان، وبلغ عددها حوالي 50 صاروخا، لكنه امس، ضرب في عمق الأرض السورية. وعاد الناطق الاسرائيلي ليؤكد ان كلا الحكومتين الاسرائيلية والسورية غير معنية بالتصادم الحربي بينهما. ومن جهة اخرى، قتلت ثلاث نساء عربيات من فلسطينيي48، أمس، من جراء سقوط صواريخ حزب الله على بيتهن في قرية عرب العرامشة الواقعة على الحدود مع لبنان. وبلغ عدد الصواريخ التي أطلقت على الشمال الاسرائيلي 170 صاروخا. وارتفع عدد القتلى من هذه الصواريخ الى 34 شخصا، 13 منهم عرب من فلسطينيي 48، اضافة الى الجنود الذين ارتفع عدد القتلى منهم أمس الى 45. وتحدث الاسرائيليون عن قتل 400 مقاتل من حزب الله.

وكانت اسرائيل أفاقت، صباح أمس، على أجواء فزع جديد بعد أن تبين ان صواريخ حزب الله سقطت في مدينة الخضيرة، مما يعتبر قفزة كبيرة الى أعلى في قدرات حزب الله الصاروخية. فهذه المدينة تبعد عن حيفا 45 كيلومترا، مما يعني انها تبعد عن الحدود اللبنانية حوالي 100 كيلومتر. وهذه أول مرة يصل فيها القصف الى مسافة بعيدة كهذه. وادعى الجيش الاسرائيلي ان قوات الكوماندوز البحري اهتدت الى مكان اطلاق الصواريخ على الخضيرة وذلك في حي جبل البحر شمال مدينة صور، فوصلت الى المكان وقامت بتدمير منصة الصواريخ وقتلت 8 عناصر من حزب الله ممن عملوا فيها. ولكن الصواريخ سقطت، أمس، على خليج حيفا، الذي يعتبر بعيدا. وقد توفيت امرأة يهودية طاعنة في السن ،84 عاما، بعد أن فزعت بسماع صفارة الانذار.

وقال مصدر في الشرطة الاسرائيلية، أمس، ان حزب الله خدع الاسرائيليين، أمس، إذ لم يقصف في الصباح وحتى ساعات بعد الظهر سوى 40 صاروخا. ولكن في الساعة الرابعة وحتى السادسة من مساء أمس اطلقت زخات من الصواريخ بلغ عددها 130 صاروخا، خمسون منها فوق بلدة قريات شمونة على الحدود. وقد أصاب أحدها عامود كهرباء ذا تيار عال فانقطع التيار الكهربائي عن منطقة قريات شمونة لعدة ساعات.

واعترفت اسرائيل بمقتل جندي اسرائيلي في الصباح على جبهة الطيبة قرب نهر الليطاني في الشرق، وذلك لدى اطلاق صاروخ مضاد للدبابات نحو جرافة تابعة لسلاح الهندسة حضر الى المكان بهدف تمهيد الأرض لدخول قوات الجيش النظامي الى القرية ومنطقتها. كما أصيب جندي آخر. واعترفت بأن ضابطا بارزا كان قد قتل في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول، في منطقة وادي العواضية من رصاص قناص من حزب الله واصابة جندي آخر بجراح متوسطة في هذا المكان. واعترفت باصابة ضابط كبير بجروح بليغة من جراء الرصاص الذي تلقاه وهو في قاعدة عسكرية على الحدود مع لبنان.

وأعلن الناطق العسكري ان عدد القتلى من الجنود الاسرائيليين بلغ 45 جنديا وضابطا منذ بداية العمليات البحرية.