السنيورة متفائل حيال قرار مجلس الأمن ويشيد بصمود «المقاومين»

سولانا: الاتحاد الأوروبي سيدعم لبنان سياسيا... وفي إعادة الإعمار

TT

اعرب امس رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة عن تفاؤله حيال قرار مجلس الامن الرقم 1701، مشيرا الى ان هذا القرار «يصب في مصلحة لبنان». وقال: «كما خاض لبنان المعركة الدبلوماسية خلال الحرب سيستكملها بنفس الوتيرة بعد الحرب». وشدد السنيورة في تصريحات للصحافيين على ضرورة الموافقة على القرار والبحث في سبل تطبيقه. وقال: «ان هذا القرار ان دل على شيء فهو يدل على ان العالم كله وقف مع لبنان». وعن مصير مزارع شبعا، افاد: «هذا الموضوع اصبح على طاولة مجلس الامن في حين ان هذا الامر عندما اثرناه في الماضي كان شبه مستحيل». وردا على سؤال اذا كان يتخوف من الفتنة الداخلية بعد الحرب، قال الرئيس السنيورة: «لقد مررنا بالايام الصعبة. وعندما بدأوا بالتهويل علينا تضامنا اكثر». واكد ان «صمود المقاومين في ساحة الميدان كان امرا في غاية الاهمية اضافة الى صمود الاهالي والمواطنين والتفافهم حول بعضهم البعض».

وكان السنيورة اجرى اتصالا بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز شكره فيه على الدعم الذي منحته المملكة للبنان على كل المستويات في هذه الازمة التي يعيشها. ووضعه في اجواء قرار مجلس الامن الذي صدر والخطوات التي تزمع الحكومة اللبنانية القيام بها. وبدوره اكد الملك عبد الله بن عبد العزيز ـ وفق ما نقله بيان عن المكتب الاعلامي للسنيورة ـ وقوف المملكة الى جانب لبنان في كل الظروف والاحوال. كما اجرى الرئيس السنيورة اتصالا بالرئيس المصري حسني مبارك الذي اكد وقوف مصر الى جانب لبنان ودعمها له على كل المستويات، مشددا على حسن تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 1701. وتلقى السنيورة اتصالا هاتفيا من وزير خارجية اسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس اعرب خلاله عن ترحيبه بصدور قرار مجلس الامن متمنيا تنفيذه باقرب وقت ممكن.

وشهدت العاصمة اللبنانية امس حركة دبلوماسية نشطة، اذ جال السفير الاميركي جيفري فيلتمان على رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ والنائب سعد الحريري.

ووصل الى بيروت امس المنسق الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وقال عقب لقائه الرئيس بري: «كان لقاء جيدا تبادلنا خلاله وجهات النظر في شكل بناء عن قرار مجلس الامن. ونعتقد ان تبني هذا القرار هو خطوة مهمة جدا لإنهاء الازمة. والآن ندعو الجميع إلى التزام بنود هذا القرار. والاتحاد الاوروبي سيكون سعيدا في اعادة اعمار هذا البلد. ولكن الاهم ان يطبق القرار ويلتزمه الطرفان ليصبح وقف النار حقيقة لأن هذا ما تريده غالبية الناس. وزار الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسن الوزير صلوخ. وجرى البحث في مضمون القرار والحالة الامنية المتدهورة وخصوصا في الجنوب. وقال بيدرسن: «تطرقنا في الاجتماع الى التفاصيل التي وردت في قرار مجلس الامن الذي يدعو الى وقف الاعمال العدائية. لقد كررت ما اقترحه الامين العام «كوفي انان» من ان وقف الاعمال العدائية يجب ان يبدأ في اقرب وقت ممكن بعد سقوط خسائر بشرية كبيرة. ويجب استعمال هذه الفرصة، اي وقف القتال، لاراحة الحالة امام السكان المدنيين عن طريق الاتصال الواقعي بهم». وردا على سؤال حول كيفية انهاء تلك الاعمال، اجاب: «ان ذلك يتحقق عن طريق احترام جميع الاطراف هذا القرار. ورأى وزير الاعلام غازي العريضي القريب من النائب وليد جنبلاط «ان لبنان وللمرة الاولى في تاريخه قام بإدارة مفاوضات صعبة وشرسة من دون اي ابتزاز او تدخل او تهميش» مثنيا على مواقف رئيس مجلس الوزراء السنيورة وادارته للمفاوضات. واعتبر العريضي، في تصريح ادلى به امس، ان الرئيس السنيورة «حقق اختراقا كبيرا من خلال النقاط السبع. لكن ذلك لم يعط الاهمية اللازمة على المستوى السياسي اللبناني»، واصفا الرئيس السنيورة بـ«الشجاع والحكيم». ورفض العريضي «اعطاء الدروس للبنانيين من قبل سورية وإيران. ومن يرى ان المقاومة مهمة عليه ان يجند مقاومة في بلاده ويتحمل مسؤولية الدمار جراء الصراع مع اسرائيل. وعندها فليقل ان قيادة بلاده قوية وان شعبه لا يزال صامدا».

ورأى وزير العدل شارل رزق في حديث إلى «هيئة الإذاعة البريطانية» ان قرار مجلس الأمن الرقم 1701 «يحتوي إيجابيات كما يحتوي ثغرات كي لا نقول سلبيات». وقال: «الإيجابيات هي أولا بعد وقف العمليات الحربية نشر الجيش اللبناني والقوات الدولية تزامنا مع انسحاب القوات الإسرائيلية. وهذا التزامن إيجابي نسبة إلى المآخذ التي سجِّلت على المشروع الأول الذي لم يلحظ هذا الانسحاب الإسرائيلي». وردا على سؤال عن الثغرات، افاد: «إن الثغرات بالنسبة إلينا هي سلبيات. وكنا نتمنى أن يتضمن القرار الجديد لمجلس الأمن مشروع النقاط السبع الذي قدمته الحكومة اللبنانية.