باخرة للصليب الأحمر ترسو في صور.. والخطر يوقف موكب الإغاثة برا

«اليونيسيف» وزعت أدوية على 50 الف شخص وطالبت بالتهدئة لتوسيع تحركها

TT

فيما أصدر مجلس الأمن قرارا يطالب فيه بوقف اطلاق النار، وانسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان، لا تزال آلات القتل الاسرائيلية تواصل «نشاطاتها» مستهدفة الأحياء المدنية، موقعة المزيد من الضحايا الذين فاق عددهم الألف، فضلا عن مئات الجرحى الذين تعج بهم المستشفيات واكثر من مليون نازح. فمنذ فجر أمس، واصل الطيران الاغارة على المنازل في القرى الجنوبية وفي بعلبك، مرتكبا المجازر بحق المواطنين المحاصرين. ووسط الحصار الذي يعيشه اللبنانيون، وصلت أخيرا الى مرفأ صور باخرة «جورجيوس» التابعة للصليب الاحمر الدولي، وهي الاولى بعد مفاوضات أجراها الصليب الاحمر مع الجانب الاسرائيلي استمرت تسعة ايام. وتحمل هذه الباخرة مواد غذائية ووجبات سريعة، اضافة الى مادة المازوت للمستشفيات والأفران التي كانت قد بدأت تطلق صفارات الانذار، لتعلن اقتراب موعد اقفالها بسبب نفاد المحروقات. وأمل الناطق الرسمي بالصليب الاحمر الدولي رولان هوغوميير، في ان يُسمح لهم في الايام المقبلة بإدخال عدد من السفن، مطالبا القوات الاسرائيلية بأن تسمح لفرق الاغاثة بالتوجه برا الى البلدات المنكوبة، لاغاثة اهلها واعانتهم.

وفي الاطار، جاءت «حملة المقاومة المدنية» التي تنظمها هيآت المجتمع المدني اللبناني، وذلك في اطار حملة مفتوحة ترمي الى كسر حاجز الخوف لدى المواطنين، خصوصا اولئك المحاصرين في القرى الجنوبية. ذلك ان نحو 200 جمعية محلية وخارجية، جمعت ما أمكنها من مؤن وأدوية ومستلزمات للأطفال لحملها في موكب كان يفترض أن ينطلق أمس من بيروت الى الجنوب، لولا تدخل الجهات الرسمية اللبنانية، لإيقافه بسبب «عدم توافر الشروط الأمنية»، كما قالت الناطقة الاعلامية باسم المبادرة رشا السلطي لـ«الشرق الأوسط»، وأضافت «التقينا صباحا في ساحة الشهداء (في بيروت)، كما كان مقررا واتجهنا نحو النبطية، ولكن قبل أن نصل، أوقفنا حاجز لقوى الأمن في الناعمة ومنعنا من متابعة مسيرتنا، وذلك بإيعاز من وزير الداخلية (بالوكالة أحمد فتفت)، بحجة عدم توافر الشروط الأمنية. لكننا وزعنا المساعدات في الاماكن التي استطعنا بلوغها». وفيما أكدت السلطي احترامها قرار الوزير، عبرت عن استغرابها «فقد كانت خطوتنا دعوة عامة ولم نعمل خفية. كما وجد أعضاء من قوى الأمن خلال تجمعنا في ساحة الشهداء، ولم تأتنا أي إشارة منهم لوقف المبادرة. نعرف أن الخطر قائم فكل يوم تقع المجازر، ويستشهد كثيرون وإسرائيل لا تنتظر الاعذار لارتكاب هذه الجرائم». وأضافت: «نحن لسنا انتحاريين. أردنا ايصال المساعدة للبنانيين المحتجزين في الجنوب. نريد كسر حاجز الخوف واطلاق مقاومة جديدة لتكريس فكرة المقاومة المدنية. لسنا متجهين نحو الموت، ولكن رغم الاخطار التي تتهددنا يجب القيام بمبادرات من هذا النوع في هذه المحنة». وأشارت الى أن المشاركين، كانوا يعتمدون على حماية القانون الدولي لهم، بالاضافة الى انهم كانوا قد ابلغوا الصليب الاحمر الدولي والمؤسسات الدولية بخطوتهم.

وفي إطار الجانب الانساني للحرب ايضا، اصدرت منظمة اليونيسف تصريحا لمديرتها التنفيذية آن فينيمان، شددت فيه على «الحاجة العاجلة لايصال المساعدات الانسانية الى الاسر والاطفال المتأثرين بالأزمة الدائرة في الشرق الأوسط. لقد قتل وأصيب آلاف الأطفال حتى الآن، وهناك اطفال آخرون، لا يعرف عددهم يعيشون ظروفا محفوفة بالاخطار تتفاقم يوميا في ظل الفرص المحدودة للحصول على مياه الشرب النظيفة، الغذاء، الدواء وإمدادات النظافة الشخصية». وأشارت إلى غياب قدرة المنظمة «على الوصول إلى غالبية هؤلاء السكان»، مناشدا «جميع الأطراف الاتفاق في أسرع وقت ممكن على وقف هذا الاقتتال، من أجل افساح المجال امام الهيئات الانسانية لتقديم الامدادات التي يحتاجها السكان».

يذكر أن المنظمة وزّعت حتى الآن الأدوية الاساسية على خمسين الف شخص. وقدمت 50 صهريجا للمياه، وأكثر من مليون ليتر من المياه المعبأة في زجاجات، ولقاحات ضد الحصبة وشلل الأطفال في 130 مدرسة منتشرة في بيروت وجبال لبنان وشمال صور، بالاضافة الى 337 طاقما لمعاجة مياه الشرب و3150 صندوقا من اقراص تنقية المياه، واكثر من 26 الف قطعة صابون، وحفاظات للأطفال وأدوات ترفيه يستفيد منها 21 الف طفل.