عمل المحققون في ثلاث قارات على رسم صورة كاملة لمخطط تفجير الطائرات الذي كشفته السلطات البريطانية يوم الخميس الماضي وتتبعوا حركة الأموال وألقوا القبض على مزيد من الاشخاص الذين يُشتبه في ضلوعهم في المخطط بمدن باكستان الشرقية. وقال مسؤولون أميركيون وباكستانيون إن شخصا بريطاني الجنسية يدعى رشيد رؤوف القي عليه القبض هناك، يعتقد انه هو المخطط الرئيسي، ويعتقد ان له صلات بتنظيم «القاعدة» في أفغانستان. وألقت السلطات الباكستانية والبريطانية القبض حتى الآن على 40 شخصا. وقال فرانسيس فارغوس تاونسيند، مستشار البيت الأبيض الاميركي للأمن الداخلي، ان المشتبه فيهم كانوا يخططون لـ«11 سبتمبر أخرى». كما كشف مسؤول اميركي، طلب عدم ذكر اسمه، انه عقب وقوع اعتقالات على خلفية المخطط في باكستان قبل أيام، صدرت توجيهات من هناك الى العناصر الموجودة في لندن للمضي قدما في المخطط وعلى وجه السرعة، وذلك في رسالة جرى اعتراضها بواسطة جهة استخباراتية. إلا ان الشرطة البريطانية سارعت بإلقاء القبض على عناصر المجموعة الذين كانوا قيد المراقبة منذ فترة طويلة. وقال وزير الداخلية البريطاني، جون ريد، للصحافيين ان المسؤولين على ثقة بأن كل المشتبه فيهم الرئيسيين في المخطط قيد الحبس الآن. وأضاف إن السلطات «ستذهب إلى أي مكان تقوده اليها الأدلة». وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت عن اسماء 19 من بين 24 جرى اعتقالهم. ويُعتقد ان معظمهم مسلمون بريطانيون من اصل باكستاني، وجمدت الجهات المعنية حساباتهم المصرفية. وأطلقت الشرطة سراح واحد من الـ24 الذين اعتقلوا على خلفية المخطط. ويَعتقد محللون ان فحص سجل المعاملات المالية للمشتبه فيهم، بالإضافة الى سجلات الهاتف وأجهزة الكومبيوتر، ربما يساعد المحققين على تعقب المزيد من العناصر ذات الصلة بهذا المخطط. وتبحث السلطات الاميركية في ما اذا كانت هناك خيوط او عناصر في الولايات المتحدة لها صلة بهذا المخطط. فقد بدأ مئات من عناصر مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (اف بي آي) العمل في هذا الجانب، بما في ذلك مكالمات قال مسؤول اميركي في مكافحة الارهاب ان مشتبهاً فيهم بريطانيين أجروها مع اشخاص في مدن اميركية. إلا أن وزير الأمن الداخلي الاميركي، مايكل شيرتوف، صرح يوم اول من امس بأنه لم يجر التوصل الى نتائج مهمة بعد، وقال في هذا السياق: «ليس لدينا دليل في الوقت الراهن على وجود أي خطة لبدء نشاط داخل الولايات المتحدة كجزء من المخطط الذي كشفته السلطات البريطانية او ما يشير الى ان المخطط جرى إعداده داخل الولايات المتحدة. وكانت السلطات البريطانية قد أبقت على مستوى التأهب في أعلى درجة، ولا تزال المطارات البريطانية تشهد اجراءات أمنية مشددة.