المسؤولون اللبنانيون لمسوا «رابطا» بين رفع الحصار ومطلب ضبط إمدادات السلاح عبر الحدود السورية

أنان وعد «بمسعى» مع إسرائيل وبيروت تأمل بنجاحه

TT

غادر الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، لبنان أمس تاركا للمسؤولين اللبنانيين وعدا بـ«السعي» لفك الحصار الاسرائيلي الجوي والبحري المفروض على بلدهم، مخيبا بذلك آمال الكثيرين من الذين توقعوا ان يحمل معه انباء سارة تضع حدا للحصار الذي يرهق لبنان اقتصاديا واجتماعيا.

وابلغ وزير لبناني شارك في اللقاءات مع انان «الشرق الأوسط» أن المسؤولين اللبنانيين لمسوا بوضوح وجود رابط بين الحصار ومطلب ضبط الحدود الشرقية والشمالية مع سورية لجهة وقف «إمدادات السلاح» الذي وضعته واشنطن وتل أبيب في مقدم مطالبهما من لبنان. غير ان وزراء آخرين ابدوا تفاؤلا حيال امكانية رفع الحصار قريبا.

وكان أنان زار صباح أمس مقر القوات الدولية في الناقورة في جنوب لبنان، يرافقه ممثله الشخصي في لبنان، غير بيدرسن، في طوافة أقلته من بيروت. واستهل انان والوفد المرافق زيارته بعقد اجتماع مغلق في مكتب القائد العام للقوات الدولية في الجنوب، آلان بلليغريني، حضره موفد الأمين العام للأمم المتحدة الى الشرق الأوسط لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن، والمستشار السياسي للقوات الدولية ميلوش شتروغر، والناطق الرسمي للقوات ألكسندر أزينكو وكبار الضباط الدوليين. وتم البحث في أوضاع القوات الدولية وسير عملها. وبعد انتهاء الاجتماع، وضع أنان إكليلا من الزهر على النصب التذكاري لضحايا «اليونيفيل» في الناقورة.

ولاحقا نقلت طوافة تابعة للقوات الدولية انان الى مهبط خاص بين بلدتي حولا ومركبا قبالة موقع العباد الاسرائيلي. ومن هناك انطلق في موكب يضم 10 سيارات باتجاه موقع لـ«اليونيفيل» بين بلدة ميس الجبل ومستوطنة المنارة الإسرائيلية. ولدى مروره في بلدة حولا تجمع عشرات من أبناء البلدة وهم يحملون الإعلام اللبنانية ولافتات كتب على بعضها «الأمم المتحدة اجتمعت ضد الشعب اللبناني» و«إسرائيل وأميركا هما دولتا الاضطهاد» و«لن نتخلى عن أسرانا مهما كان». وأمضى أنان 40 دقيقة في مركز ميس الجبل واستمع الى شرح من ضابط في الكتيبة الهندية عن القنابل العنقودية الموجودة في الأودية والإحراج المحيطة والتي أطلقتها القوات الإسرائيلية. وتفقد موقعا للكتيبة الهندية قرب موقع العباد عند أطراف حولا الشرقية ليعود بعدها الى مهبط المروحية مغادرا المنطقة الى الناقورة ومنها الى اسرائيل.

وعلى صعيد ذي صلة، اعتبر وزير الداخلية اللبنانية بالوكالة ، احمد فتفت، في حديث أدلى به أمس «ان المحصلة العامة لمحادثات كوفي انان في بيروت لا سيما الشق المتعلق بفك الحصار ايجابية جدا. وكان واضحا ان الأمين العام تبنى الكثير الكثير من وجهات النظر اللبنانية في ملاحقة تنفيذ القرار 1701 والخروقات الإسرائيلية ليس فقط على الأرض، ولكن في موضوع استمرار الحصار الذي، وفق القرار، يجب ان يرفع فور توقف الأعمال العدائية. وهذا ما لم يحصل حتى الآن». وقال: «لقد اطلع أنان على مواضيع عدة، وخصوصا خلال اجتماع العمل الذي عقد في حضور جميع الوزراء والأمنيين الرسميين في وزارة الدفاع وقيادتي الجيش والأمن الداخلي ووزارة الداخلية. كما اطلع على كل الإجراءات. وتبين له أننا فعلا قمنا على الصعيد اللبناني بكل ما هو مطلوب منا. بل على العكس، نحن نستعجل الإجراءات الإضافية المتعلقة بوصول قوات «اليونيفيل» والانسحاب الاسرائيلي وفتح المرافئ وخصوصا المطار والمرفأ. والآن نحن على اتم الاستعداد وليس لدينا أي ثغرات هامة في هذا المجال». أما وزير الإعلام غازي العريضي فتحدث عن «مؤشرات الى قرب فك الحصار الاسرائيلي عن المرافئ اللبنانية». وقال في حديث أدلى به أمس: «ان لبنان ينتظر من زيارة السيد انان الى اسرائيل استكمال تطبيق القرار1701. كما ينتظر ان يطلب انان من سورية التزام تطبيق القرارات الدولية في ما يتعلق بترسيم الحدود بين البلدين». وعن ابرز ما تحقق من زيارة انان الى بيروت، افاد العريضي: «هناك مؤشرات في تصريحات الامين العام الى قرب فك الحصار الاسرائيلي عن المرافىء اللبنانية». واضاف: «ان المناخ السائد والمعلومات المتوافرة، طبعا لدى السيد انان ولدى الرئيس السنيورة، تشير الى قرب فك الحصار عن المطار والموانئ اللبنانية. لكن ليس ثمة شيء نهائي حتى الآن ليعلن ربما في نهاية هذه الجولة للأمين العام».

ورأى وزير العدل شارل رزق «ان الوقت حان لبسط سيطرة الدولة على كل الأراضي اللبنانية»، مشيرا الى «ان استمرار احتلال إسرائيل لمزارع شبعا برر بقاء سلاح «حزب الله» الذي يستحيل نزعه اليوم بالقوة كما يفكر البعض».