أنان: الأسد وعد بإجراءات لكبح تهريب الأسلحة إلى لبنان وتطبيق القرار 1701

الأمين العام للأمم المتحدة أكد أن دمشق مستعدة لعلاقات دبلوماسية مع لبنان

TT

قال كوفي أنان، الأمين العام للأمم المتحدة، أمس في دمشق إن الرئيس السوري بشار الأسد ملتزم تنفيذ قرار الأمم المتحدة الذي أوقف القتال بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني والذي يتضمن حظرا على شحنات الأسلحة غير المشروعة. كما قال إن الأسد مستعد لبدء علاقات دبلوماسية مع لبنان على أن يبحث الأمر بين البلدين.

وتابع أنان في مؤتمر صحافي عقده بعد محادثاته مع الأسد في دمشق استمرت 45 دقيقة «أبلغني الرئيس الأسد بأن سورية تساند قرار مجلس الأمن 1701 وستساعد في تنفيذه. وناقشنا ايضا مسألة حظر الاسلحة». وأضاف «مع توضيح الاعتراضات السورية على وجود قوات أجنبية على طول الحدود السورية ـ اللبنانية التزم الرئيس أمامي باتخاذ سورية كل الإجراءات اللازمة لتنفيذ الفقرة 15 في القرار تماما. هذه هي الفقرة التي تتعلق بحظر الأسلحة». وقال أنان ان سورية ستعزز الأمن على حدودها ومستعدة للقيام بدوريات مشتركة مع الجيش اللبناني.

ووصف انان محادثاته مع الأسد بأنها مفيدة ومهمة وبناءة، مؤكداً أن سورية قوة إقليمية مهمة وان المجتمع الدولي ينظر اليها لتلعب دورا في «هذه المرحلة المعقدة»، لافتاً إلى أن الهدف من زيارته للمنطقة هو ضمان تطبيق كامل للقرار 1701 الذي أدى الى وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل.

وأضاف أنان «ان سورية سوف تعمل على زيادة عدد قوات حرس الحدود وتعزيز التدريب والتمرين لقدرات هذه القوات ووضع نظام تعاون بين القوات السورية والجيش اللبناني ودعم هذه القوات تقنياً وإنشاء نقاط مشتركة في الأمكنة المناسبة للقوات المشتركة السورية ـ اللبنانية لتنفيذ هذا القرار. أما في ما يتعلق بنزع سلاح الميليشات اللبنانية فقد أكد الأسد دعم قرار الحوار الوطني بهذا الشأن». وقال أنان «لقد ناقشنا أيضا موضوع اقامة علاقات دبلوماسية بين سورية ولبنان، وقد أكد الرئيس الأسد استعداد بلاده التام لإقامة مثل هذه العلاقات»، وان الامر يتعلق «بقرارات ذات سيادة يجب ان تناقش بين البلدين». وأضاف «تطرق الحوار الى موضوع رسم الحدود بين البلدين، بما في ذلك مزارع شبعا، حيث اخبرني الرئيس ان سورية مستعدة لرسم هذه الحدود وانها نقلت هذه الرغبة الى الحكومة اللبنانية». وتابع «إنني أشجع على قيام لقاء بين الرئيس الأسد ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لمناقشة القضايا التي تهم الطرفين وتحسين العلاقات بينهما وقد عبر الرئيس الأسد عن رغبته في هذا اللقاء كما أوضح السنيورة هذا الشيء ذاته وقال انه بانتظار دعوة رسمية». وأشار أنان إلى أنه اتفق مع الرئيس الأسد على ضرورة العودة الى مسار السلام وتطبيق السلام بشكل كامل والوصول الى سلام شامل يغطي كافة المنطقة وفقا لقرارات الأمم المتحدة. وحسب الأمين العام للأمم المتحدة فان القاء ناقش قضايا رفع الحصار المفروض على لبنان جوا وبحرا وإطلاق الجنود الإسرائيليين الذين اختطفهم حزب الله عن طريق الصليب الأحمر وإطلاق الجندي الاسرائيلي المحتجز في غزة بالاضافة الى اطلاق الاسرى اللبنانيين. وقال «دعم الرئيس الأسد إطلاق سراح هؤلاء الأسرى وإطلاق الأسرى السوريين، ودعا الجميع لبذل كل ما يستطيعون لتحقيق ذلك، وقد طلبت من الحكومة السورية استخدام نفوذها لإطلاق سراح الأسرى».

وفي ما يتعلق برفع الحصار الجوي والبحري أشار أنان إلى أن الرئيس الأسد دعا الى رفع هذا الحصار لأنه قضية انسانية وتحتاج الى دعم من الجميع بالإضافة الى تشجيع عملية اعادة البناء. وحول السلام مع إسرائيل قال أنان «ناقشت مع الرئيس الأسد موضوع السلام وقد أتيت من اسرائيل ولبنان وكان هذا الموضوع على اجندة الجميع، ليس في المنطقة وحسب بل على الأجندة الدولية، أيضاً فالعديد من الرؤساء أقروا أن الطريق الوحيد لتطبيق السلام في المنطقة هو في البدء بعملية السلام على جميع المسارات ونناقش جميع القضايا».

وعن الضمانات الدولية لتطبيق القرارات الدولية ودفع إسرائيل لتطبيقها قال أنان «أدرك تماما أن العديد من القرارات لم يتم تطبيقها بعد، لكن هذا لا يعني أن يتوقف البحث عن السلام، فهناك اليوم رغبة حقيقية للبحث عن السلام وهذا البحث سيستمر ويستند الى القرارات الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام وهذه القرارات والمبادئ والأفكار التي تولدت عنها ستكون مهمة جدا عندما نصل إلى طاولة الحوار».

وقال «لقد تسلمنا اقتراحا حديثا من الجامعة العربية يقر بالحاجة الحقيقية لتحقيق السلام، لكن يجب أن تكون هناك آلية على الجميع اتباعها لتحقيق ذلك، وسوف يجتمع مجلس الأمن الأسبوع القادم ليكون دليلا لكم جميعا على الرغبة والحاجة لتحقيق هذا السلام، وإن أية آلية ستتناول السلام العادل والشامل ستشمل سورية والمسار السوري طبعا».

وردا على سؤال حول استخدام القنابل العنقودية في جنوب لبنان من قبل إسرائيل قال أنان «إن إلقاء هذه القنابل العنقودية في المناطق المأهولة بالمدنيين تحدث أضرارا فادحة. وقد دعيت الجانب الإسرائيلي لتقديم خرائط لهذه القنابل وقد قدمت لنا بعض الخرائط وهذه الخرائط التي تساعدنا على تحديد أمكنة هذه القنابل وتفكيكها وإزالتها».

من جانبه أكد مصدر سوري مطلع لـ«الشرق الأوسط» ارتياح سورية لزيارة أنان وللنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها محادثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم. وقال إن سورية تتطلع لمزيد من التعاون مع الأمم المتحدة انطلاقا من حرصها على أن تقوم المنظمة الدولية بدورها في حل القضايا الراهنة وفقا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لافتاً إلى أن سورية وفي ضوء اهتمامها بالقرار1701 ستساعد في تطبيقه وتؤكد في الوقت ذاته ضرورة تنفيذه والتقيد والالتزام بنصوصه من دون أية إضافة أو اجتهاد، مشدداً على ضرورة أن تلتزم إسرائيل بتنفيذ القرار في ما يتعلق بسحب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية ورفع الحصار الإسرائيلي الجوي والبحري عن لبنان.