أنان: كلفت وسيطا سريا ووحيدا لحل قضية الأسرى بين إسرائيل ولبنان

خادم الحرمين يستعرض مع الأمين العام للأمم المتحدة التطورات اللبنانية

TT

بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مع كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة، جملة من المواضيع والمستجدات في المنطقة، منها تطورات الوضع في لبنان ودور الأمم المتحدة في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 والمحافظة على سلامة لبنان ووحدة أراضيه، وذلك خلال استقبال الملك عبد الله أمس بقصره في جدة لأنان والوفد المرافق له. كما تم أيضا بحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ومسيرة السلام المتعثرة في الشرق الأوسط وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس. وتناول اللقاء بحث التطورات التي يشهدها العراق وأهمية الحفاظ على وحدة أراضيه وتحقيق السلام والأمن لمواطنيه.

ورحب خادم الحرمين الشريفين في بداية الاستقبال بالأمين العام للأمم المتحدة متمنيا له وللمنظمة الدولية النجاح والتوفيق في تحقيق أهدافها الإنسانية النبيلة والمساهمة الفاعلة في تحقيق الأمن والسلم الدوليين لكافة الشعوب.

من جهته عبر أنان عن شكره وتقديره للملك عبد الله، على حسن الاستقبال الذي وجده ومرافقوه، وأطلعه على المباحثات التي أجراها خلال جولته الحالية في المنطقة والنتائج التي تمخضت عنها.

وحضر الاستقبال الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، وعادل الجبير المستشار في الديوان الملكي.

وخلال مؤتمر صحافي لسعود الفيصل وأنان، كشف الأمين العام للأمم المتحدة عن تكليفه لشخصية وصفها بـ«السرية» للعمل بين الجانبين الإسرائيلي واللبناني بخصوص ملف الأسرى، مشدداً على ضرورة أن يكون الوسيط الخفي هو الوسيط الوحيد، وذلك من أجل توفير قناة اتصال بناءة بين الطرفين ومن دون تدخل من أحد.

ولدى سؤاله إذا ما تم اتفاق لتبادل أسرى بين إسرائيل وحزب الله، قال «لم يتم اتفاق بعد حول تبادل الأسرى، ولكن هناك اتفاقا على العمل لإنهاء المعضلة».

واشاد أنان بالدعم السعودي القوي للأمم المتحدة خلال الأزمات، معتبراً أن جولته في المنطقة هدفها الأول هو توفير الغطاء والدعم للقرار 1701، وكذلك توحيد الجهود والمساعدات للبنان وشعبه.

وحول الدور السعودي، قال أنان «السعودية قوى مهمة في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ونحن نحرص على مشاركتها وإطلاعها على كافة الخطط المطروحة لإحلال السلام في المنطقة»، وقال «سيتم نشر 5000 جندي من قوات (اليونيفيل) التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان في منتصف الشهر الجاري، بالإضافة إلى 16 ألف جندي من القوات اللبنانية مما سيكفل حفظ الأمن».

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنه مع رفع الحصار الإسرائيلي على لبنان، وكذلك الأراضي الواقعة تحت حكم السلطة الفلسطينية. كما طالب إسرائيل بضرورة الانسحاب السريع والكامل من الأراضي اللبنانية للبدء في إعمار المناطق المنكوبة نتيجة الحرب الأخيرة، قائلاً «لا بد من الحرية لأي بلد في صدد الإعمار». وحول زيارته لكل من طهران ودمشق، قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه قام بإجراء مباحثات مع القيادة الإيرانية حول ملفها النووي، موضحاً تمسك الإيرانيين بحقهم في الحصول على التكنولوجيا النووية، وكذلك متابعة سير المفاوضات.

وعند سؤاله إذا ما كانت للولايات المتحدة نية للقيام بعمل عسكري ضد إيران، قال «أنا لا أتحدث هنا عن الولايات المتحدة، ولا أمثلها، ولا أعلم إن كانت لها نية تجاه إيران.. ولا أريد التحدث باسم واشنطن».

وبين أنان تلقيه وعودا من القيادة السورية في دعم القرار 1701، مشيراً إلى رغبتها في التعاون لتنفيذ القرار. وعند سؤاله إذا ما كانت هناك ضمانات قدمت من قبل الحكومة السورية لوقف إمداد الأسلحة إلى حزب الله، قال «الضمانات كلمة قوية جداً.. ولكن ما لمسته من السوريين إصرار تام على العمل والتعاون والدعم للجهود الرامية لمساعدة اللبنانيين».

من جهة ثانية أكد الأمير سعود الفيصل أن بلاده تعتبر قرار مجلس الأمن الدولي 1701 خطوة أولى هامة إذا ما تم الالتزام ببنود القرار لضمان تثبيت وقف إطلاق النار وعدم العودة مجددا إلى أجواء الحرب، مشددا على أهمية استجابة إسرائيل للإرادة الدولية وسحب قواتها من الأراضي اللبنانية، ورفع الحصار الجوي والبحري المفروض على لبنان، والذي عده «خرقا للقرار الدولي».

وحول المباحثات التي أجراها خادم الحرمين الشريفين أمس مع الأمين العام للأمم المتحدة، أوضح سعود الفيصل أن خادم الحرمين أكد أن حل الأزمة اللبنانية يكمن في سيطرة الحكومة اللبنانية على كامل أراضيها وحماية استقلال وسيادة لبنان، كما أكد الملك عبد الله أن اتباع القانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، هو «من المبادئ التي تحمي السلام والأمن الدوليين ويجب الاحتفاظ بها».

وذكر الأمير سعود الفيصل أن 23 سبتمبر (ايلول) الحالي سيكون موعداً لاجتماع في الأمم المتحدة للوصول إلى سلام دائم في المنطقة، موضحاً أن مبادرات السلام العربية ستحمل من خلال جامعة الدول العربية إلى الاجتماع.