الخارجية السودانية تبلغ المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي بإنهاء مهمة قواته في دارفور

القرار أدى لخلاف بين البشير وشركائه الرئيسيين في حكومة الوحدة الوطنية

TT

استدعت الخارجية السودانية امس المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي في السودان وابلغته بقرار الحكومة إنهاء مهمة قوات الاتحاد الأفريقي التي تحرس اتفاقا هشا لإطلاق النار في دارفور حتى 30 سبتمبر (ايلول) الجاري، على ان تنتقل المهمة الى السلطات السودانية.

وفجر قرار مجلس الوزراء السوداني بإنهاء مهمة قوات الاتحاد الأفريقي في اقليم دارفور المضطرب خلافات بين البشير وشركائه الرئيسيين في حكومة الوحدة الوطنية. وفيما قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ الشريك الاكبر في الحكم ـ ان «القرار لم يناقش البتة في جلسة مجلس الوزراء»، اعتبر كبير مساعدي الرئيس البشير ورئيس حركة تحرير السودان الموقعة على اتفاق ابوجا لسلام دارفور المثير للجدل القرار بمثابة «خرق للاتفاق».

وقال بيان صادر من وزارة الخارجية السودانية عصر امس ان وزير الدولة بوزارة الخارجية علي كرتي استدعى السفير بابا غانا كنجيبي المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي في السودان، واضاف البيان ان الحكومة طلبت منه افادتها خلال مهلة لا تتجاوز الاسبوع بقرار الاتحاد الأفريقي النهائي إزاء وضع قواته بدارفور. وجاء في البيان ان الحكومة ومن منطلق حرصها على اداء واجباتها الوطنية على استعداد لتولي هذه المهمة وفق جداول محددة قبل بداية اكتوبر المقبل. واكد البيان ان الحكومة تتمسك بتمكين الاتحاد الأفريقي من اداء دوره في الجوانب السياسية المتصلة بتطبيق اتفاقية السلام في دارفور.

من جانبه، قال كنجيبي إن موقف الاتحاد الأفريقي كان مع عملية انتقال مهمة حفظ السلام في دارفور الى القوات الدولية بشرط موافقة ورضاء الحكومة السودانية، واضاف ان وضع القوات في ظل التطورات الجديدة سيتم بحثه في اجتماع مجلس الامن والسلم الأفريقي المتوقع قريبا جدا، وتعهد بالرد على الحكومة خلال المهلة التي طلبتها. وفي وقت سابق امس، ذكر الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس البشير في مؤتمر صحافي أن حكومته ليس لديها مشكلة مع قوة الاتحاد الأفريقي المنتشرة في دارفور اذا أرادت تمديد تفويضها بعد الثلاثين من سبتمبر الجاري، واضاف ان مجلس الوزراء في جلسته اول من أمس لم يقرر طرد القوات الأفريقية من دارفور وانما طلب منها ان ترحل بعد انتهاء تفويضها لان الحكومة لن تقبل ان تتحول القوات الأفريقية الى قوات دولية.

وقال اسماعيل «لسنا ضد القوات الأفريقية في دارفور ولكننا ضد ان تصبح مقدمة للقوات الدولية، واذا كانت قوات الاتحاد الأفريقي تريد الاستمرار كقوات افريقية فنحن نرحب بها ولكن اذا رفضت تمديد تفويضها فعليها ان ترحل ولن نسمح لها بان تكون جزءا من القوات الدولية لاننا لا نقبل بالوجود الدولي في دارفور». وشكك اسماعيل في النوايا الأميركية تجاه السودان وفي موضوع القوات الدولية. الى ذلك، ابلغت قيادة الجيش السوداني الرئيس عمر البشير في اجتماع معها امس رفضها للقوات الدولية والذي وجد التأييد والدعم من القوى الوطنية الصادقة وكافة القطاعات والمنظمات وجموع الشعب السوداني، واعلنت جاهزيتها لتنفيذ اية مهام تسند اليها حفاظا على سيادة وامن واستقرار الوطن.

من جانبه، قال مني اركو مناوي، كبير مساعدي الرئيس عمر البشير ورئيس حركة تحرير السودان، في تصريحات صحافية إن حركته ليست طرفا في قرار طرد القوات الأفريقية في الاقليم، واضاف «انا اعتبر القرار خرقا لاتفاق ابوجا بين الطرفين»، واضاف «اننا نحمد لاتفاقيتي نيفاشا لسلام الجنوب وابوجا لسلام دارفور لانهما حقنتا الدم بصورة جزئية».

من جانبها، احتجت الحركة الشعبية لتحرير السودان بشدة على طريقة الاعلان عن القرار، وقال وزير رئاسة مجلس الوزراء دينق الور إن القرار لم يخضع اصلا للنقاش وبالتالي لم يصل لمرحلة القرار، واضاف ان الاتحاد الأفريقي لم يخطر حتى الآن بصفة رسمية بقرار الحكومة. وقال الور إن المجلس لم يناقش البتة في جلسته امس قرارا كهذا، وكشف ان الرئيس البشير قدم تنويرا للمجلس حول زيارة جنداي فريزر مبعوثة الرئيس الأميركي الاخيرة الى الخرطوم، وختم حديثه بتناول انهاء نشاط البعثة الأفريقية في دارفور وعزمه على مخاطبة رئيس مجلس السلم والامن، وغادر بعدها القاعة بدون ان يخضع الامر لنقاش المجتمعين.

وطبقا للمسؤول في الحركة الشعبية فإن القرارات في الحكومات الائتلافية لا تتخذ على تلك الشاكلة، واضاف بأن التنوير ووفقا للأجندة كان يفترض تقديمه بواسطة وزير الدولة بالخارجية علي كرتي في نهاية الجلسة، ولكن الرئيس البشير تولى الامر وغادر بعدها الجلسة، مضيفا «هذا ليس قرار مجلس وزراء» مؤكدا ان «الشركاء في حكومة الوحدة الوطنية ليسوا جزءا من القرار الذي اذيع».

وكشف ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة ورئيس كتلتها البرلمانية ان اجتماعا مفصليا سيعقد في موعد أقصاه غدا (الأربعاء) يضم: رئيس الجمهورية ونائبه الأول الفريق سلفاكير ميارديت ونائب الرئيس علي عثمان محمد طه وقيادات المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لحسم تباين مواقف الطرفين حول قرار مجلس الأمن وقرار مجلس الوزراء امس بإنهاء مهمة الاتحاد الأفريقي بدارفور، «الذي لم تتح فيه الفرصة لوزراء الحركة لإبداء رأيهم في القرار» حسب عرمان.

ومن جهة اخرى، قتل طالب بجامعة الفاشر وأصيب نحو 85 آخرون بجراح بينهم 10 اصابات خطيرة إثر اشتباكات وقعت أمس بين الطلاب وقوات الشرطة داخل الحرم الجامعي بمدينة الفاشر. وقالت مصادر مطلعة إن الأحداث وقعت إثر محاولة الشرطة قوات الأمن فض ركن نقاش نظمته مجموعة من منسوبي جبهة الخلاص ـ الرافضة لاتفاقية ابوجا.