البحرين: إلغاء أي قضايا خلافية بين السنة والشيعة في المناهج الدراسية

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن البحرين في صدد تطوير مناهج التربية الإسلامية في مدارسها بحيث يتم استبعاد أي قضايا خلافية بين الطائفتين السنية والجعفرية، كما سيتم إضافة إشارات ومواضيع تتعلق بأداء الطائفة الجعفرية لبعض العبادات، وهي المرة الأولى التي يذكر فيها المذهب الجعفري صراحة في المناهج الدراسية البحرينية.

وبحسب المعلومات التي أبلغت بها «الشرق الأوسط» فقد انتهت وزارة التربية والتعليم البحرينية من إعداد مسودة تطوير مناهج التربية الإسلامية، ويقوم المجلس الإسلامي الأعلى بالبحرين (أعلى سلطة دينية تجمع الطائفتين السنية والجعفرية)، بدراسة التعديلات الجديدة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية، ويتوقع أن يبت المجلس الإسلامي الأعلى قريبا في هذه التعديلات.

ونفت المصادر أن تكون هذه التعديلات استجابة لأي ضغوط داخلية أو خارجية، مؤكدة أن عملية التطوير في المناهج عامة، والتربية الإسلامية على وجه الخصوص، تأتي توافقا مع ما يتضمنه ميثاق العمل الوطني (الدستور)، الذي يؤكد على ما يوحد ولا يفرق بين أبناء الشعب البحريني بكافة طوائفه.

وتتضمن المناهج الجديدة للتربية الاسلامية في البحرين محورين هامين اعتمد عليهما في عملية التطوير، أولهما إلغاء أو استبعاد أي مواضيع تتسبب في إثارة النعرات الطائفية بين المذاهب، أما المحور الثاني فيتعلق بإضافة بعض الإشارات عن كيفية أداء الطائفة الجعفرية لبعض العبادات الى المناهج الدراسية، مثل طريقة الصلاة والوضوء. وتشرع البحرين في تطوير مناهج التربية الإسلامية في مدارسها التي تبدأ عامها الدراسي الجديد اليوم الثلاثاء، حيث سيتم التأكيد في مناهج التربية الإسلامية الجديدة على الجوانب المعرفية المشتركة بين المذاهب الإسلامية بعيدا عما هو مثير للجدل أو الخلاف، خاصةً فيما يتعلق بالجوانب الخلافية والتي اعتبرها المسؤولون البحرينيون «غالبا ما تكون هامشية».

وقال الدكتور عبد الله المطوع وكيل وزارة التربية والتعليم البحرينية إن احد أهم الاعتبارات التي تقود عملية التطوير في المناهج الدراسية في البحرين، تكريس قيم الوحدة الوطنية والإسلامية، من خلال تطوير مناهج التربية الإسلامية وبناء مناهج التربية للمواطنة، «بحيث أن توجه الوزارة يتمثل في تأكيد ما يجمع لا على ما يفرق، خاصةً وهي تستهدف تكوين الاتجاهات الروحية والوطنية الموحدة، بعيدا عن المسائل الجزئية المتشعبة والتي لا طائل من ورائها من الناحيتين المعرفية والروحية».

وأضاف المطوع إن ما يكمل هذا المنظور وينسجم معه انتهاء الوزارة من عملية تأليف كتب التربية للمواطنة للصفوف الثالث والخامس ابتدائي والثاني الإعدادي منذ العام الدراسي الماضي واستمرار العمل للانتهاء من بقية المناهج الخاصة بالمواطنة خلال العام الدراسي الجديد.