وزير البيئة اللبناني: القرار 1701 «مؤقت» ولا يعني شيئا لإسرائيل

تحدث خلال ندوة في لندن حضرها وزيرا الإعلام السوري والتنمية الدولية البريطاني

TT

ناشد وزير البيئة اللبناني يعقوب الصراف، المجتمع الدولي بالمساهمة في رفع الحصار الذي تفرضه إسرائيل على بلاده، خلال ندوة نظمتها «المنظمة العربية ـ البريطانية» في مجلس العموم البريطاني مساء أول من أمس، وحضرها وزيرا الإعلام السوري محسن بلال والتنمية الدولية البريطاني هيلاري بين. وقال الصراف: «نتوقع منكم الكثير، أكثر مما قدمتموه، مثلما توقعنا منكم قرار مجلس الأمن أسرع من الذي أصدرتموه». واعتبر الصراف أن قرار مجلس الأمن 1701 الصادر لوقف الحرب في لبنان «مؤقت»، لافتاً إلى أن إسرائيل تخرقه مع مواصلة الحصار. ووجه الوزير اللبناني انتقادات عدة للمجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لعدم الضغط على إسرائيل لتوقف الحرب على لبنان، الذي قال إنها «هاجمت الحياة كلها». وقال الوزير البريطاني، إن بلاده قدمت 22 مليون جنيه استرليني من المساعدات الى لبنان، لافتا الى أن على العالم «الانتباه الى بداية هذا النزاع»، في إشارة الى اختطاف «حزب الله» لجنديين اسرائيليين. ورد عليه الوزير اللبناني قائلاً: «لو كان السبب الحقيقي وراء الحرب اختطاف الجنديين، لكان قرار 1701 جعله من الأوليات (لوقف اطلاق النار)». وبينما كانت هناك فجوة في الآراء السياسية على أسباب الحرب، اتفق جميع الأطراف على أهمية إعادة إعمار لبنان، حيث شكر الصراف المجتمع الدولي لمساهماته المادية في إعادة الإعمار. وقال الوزير الصراف لـ«الشرق الأوسط»: «نرحب بأية جهة تريد مساعدتنا، ونؤكد استعداد الحكومة للعمل بشفافية تامة مع المساعدات المادية، وعرض مراجعة مفتوحة للحسابات». وطالب عدد كبير من الحضور، المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بدفع التعويضات للبنان وتكاليف إعادة الإعمار، بدلاً من تحميل عبئها على دول أخرى. إلا أن نوابا بريطانيين استبعدوا إمكانية ذلك. وشدد رئيس «المنظمة العربية ـ البريطانية» نظمي اوجي في كلمته التي افتتحت الندوة، على «عدم شرعية» الحصار الإسرائيلي على لبنان، قائلاً: «على إسرائيل معرفة أن السلام لا يأتي من خلال اذلال الشعوب». وكان الحصار الإسرائيلي من أبرز محاور جلسة أول من أمس، ودار جدال بين الوزير هيلاري بين، وبين أحد الحضور بعدما رفض بين الإعراب عن عدم شرعية الحصار قائلاً: «انه من الضروري جداً رفع الحصار». ورد عليه الوزير الصراف الذي استغرقت رحلته الى لندن 10 ساعات، بسبب الحصار قائلاً: «انتم تريدون رفع الحصار لأسباب اقتصادية، وليست سياسية». واتهم الوزير السوري «الادارة الاميركية والحكومة البريطانية» بدعم إسرائيل، وتساءل: «هل كان يجب انتظار 34 يوماً لإصدار قرار مجلس الأمن»، مضيفاً: «حتى الآن، ليس هناك وقف لاطلاق النار». وتابع ان «شعوبنا عانت من موقفكم المساند لإسرائيل». وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، قال بلال: «فوجئت بالرأي العام المساند للقضايا العربية، اثناء هذه الندوة وحضور عدد كبير من النواب الداعمين لنا». وأضاف أنه حان الوقت للعرب أن يستثمروا الرأي العام الداعم لهم، وتعريف قضاياهم للبريطانيين والأميركيين من اجل ان يضغط الشعبان على حكوماتهما لاتخاذ سياسة خارجية داعمة للعرب. وعلى الرغم من ان الوزير لم يلتق بمسؤولين بريطانيين، قال: «علاقاتنا جيدة ومستمرة مع بريطانيا، ومستعدون للحوار مع كل الأطراف التي ترغب في السلام».

وأخذت الأوضاع في فلسطين حيزاً كبيراً من الندوة، التي استمرت ساعتين ونصف الساعة في مقر البرلمان البريطاني، حيث حضر السفيران الفلسطينيان لدى واشنطن عفيف صافية، ولندن مانويل حساسين، وشددا على ضرورة بناء دولة فلسطينية مستقلة مبنية على سلام عادل.

وشارك في اللقاء مندوبون عن الأحزاب البريطانية الثلاثة الرئيسية، إذ ألقى كل من اللورد تيموثي غاردن من «الحزب الليبرالي الديمقراطي» والناطق باسم حزبه بشؤون الدفاع، والنائب من حزب المحافظين كريسبين بلانت، الذي يرأس «مجلس حزب المحافظين للشرق الأوسط» والنائبة من حزب العمال فيليس ستاركي التي عادت قبل ايام من زيارة لبنان كلمة حول الاوضاع في لبنان. وحضر اللقاء اكثر من 20 نائباً بريطانياً و10 سفراء عرب، بالإضافة الى دبلوماسيين من سفارات عدة، واعلاميين وابناء من الجالية العربية في بريطانيا.