نائب «عوني» يحمل القيادات المارونية والكنيسة مسؤولية تحول السنيورة الى«الحاكم الفعلي» للبنان

TT

دعا عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي، النائب نعمة الله أبي نصر، الى قيام «نظام سياسي جديد يعيد لبنان الى المنطق اللبناني».

وأعلن، في نداء وجهه أمس الى «الموارنة اللبنانيين» انه «يريد رئيساً واحداً للبنان»، معتبراً ان لبنان يعاني من «ازمة كيانية خطيرة وان رئيس الحكومة هو الحاكم الفعلي» يشاركه «في بعض الأرباح» رئيس مجلس النواب، فيما «سمح لرئيس الجمهورية المسيحي الماروني بالمهمة البروتوكولية».

وحمل «القيادات المارونية السياسية والكنسية» مسؤولية «المشاركة في ارتكاب الخطأ»، مشيراً الى ان قيادات مارونية تقف امام «حاكم قريطم بانتظار ان يتكرم ويختار رئيساً جديداً».

وقال ابي نصر في ندائه: «أتوجه الى اللبنانيين أجمعين، ولكن، الى الموارنة بشكل خاص لأنني بحكم نظامنا اشغل احد المقاعد النيابية في مجلس الأمة المخصصة حصرا للموارنة، وبالتالي فاني أمثلهم كما الأمة جمعاء. لقد طفح الكيل، نحن في أزمة كيان، ونحن أيضا في أزمة نظام، ولسنا قطعا في مجرد ازمة اكثرية وأقلية فقط، إننا في ازمة انفضاح مؤامرة الطائف، فلنواجه الوقائع بصراحة كاملة، ولنسم الأشياء بأسمائها الحقيقية، من يحكم لبنان اليوم؟ وأين أصبح الموارنة المؤسسون وراء قياداتهم السياسية والكنيسية في الواقع اللبناني الجديد؟ ان من يحكم لبنان اليوم هو رئيس مجلس الوزراء المسلم السني، ويشاركه في بعض الأرباح فقط رئيس مجلس النواب المسلم الشيعي. اما رئيس جمهورية لبنان، المسيحي الماروني، فقد سمح له فقط بالمهمة البروتوكولية حسب شهادة الأمين العام للأمم المتحدة بذاته. ثم راحوا يقلصون له حتى هذه الصفة البروتوكولية غير الفاعلة ويشهرون به وبالرئاسة رغم القانون اللبناني النافذ. والأفظع من ذلك هو ان قادة الموارنة السياسيين وأحيانا الكنسيين، يشاركون في ارتكاب هذا الخطأ الكياني الكبير». وأضاف: «لا يمكن ان يرتاح لبنان طالما ان المسيحيين عامة والموارنة المؤسسين خاصة، غير مرتاحين في وطنهم الأول والأخير. لا يمكن ان يرتاح لبنان طالما ان المسيحيين عامة والموارنة خاصة، مغيبون، مبعدون عن مراكز القرار الوطني». وأفاد أبي نصر: «إن ما يؤلمني اليوم ويخيفني في الصميم هو هذا المشهد الماروني الحالي: القيادات المارونية في معظمها وبمباركة الكنيسة أو بتجاهلها على الأقل، مصطفة أمام حاكم قريطم بانتظار ان يتكرم ويختار رئيسا جديدا ليعزله في قصر بعبدا البروتوكولي. ولذا، أؤكد ان حاكم الأكثرية لم يكن أصلا راغبا بإسقاط الرئيس اميل لحود، لان بقاءه في بعبدا مجردا من اي صلاحيات هامة، بعد ان فقد الدعم السوري العلوي، يطيل من عمر الالتفاف الماروني النيابي حول سيد قريطم. ولان اختيار سيد قريطم لواحد احد من مجموعة الموارنة المنتظرين المسترئسين وهم يتنافسون ويتكارهون في ما بينهم، لا بد ان يفرط عقد الأكثرية النيابية التي يرأسها. هذا الواقع الأليم يجب ان نواجهه بفعل وحكمة، بذكاء وتوحد». وأضاف: «الكلام حول الوحدة الوطنية يتجدد اليوم بالمطالبة بحكومة جديدة للوحدة الوطنية. هذا التوجه وحده لا يمكن ان يحل المأزق اللبناني الحالي الذي نحن فيه، فليس المطلوب ايواء الجميع من دون استثناء في حكومة... ليس المطلوب حكومة جديدة. المطلوب، وأقولها بصدق وجرأة، نظام سياسي جديد. ان المطلوب هو التحرر، أولا من عقدة قدسية الطائف ودستوره، ثم المباشرة في حوار وطني عام لابتكار نظام سياسي جديد يعيد لبنان الى المنطق اللبناني». وخلص الى القول: «أيها الموارنة، دقت ساعة الحركة التصحيحية الديمقراطية، ساعة الإصلاح والتغيير. لقد فشل معظم المسؤولين عنكم، فليرحلوا أو فليصمتوا. نريد ان نطلق في زحمة المشاريع المطروحة مشروعا مارونيا للبنان لكل لبنان. وهذا لم يحصل بعد حتى اليوم... نريد تصحيح دستور لبنان وتنقيته من أفخاخ الطائف ومطباته. نريد رئيسا واحدا للبنان.

نريد استعادة المعنى الكياني الوجودي للوطن، ليبقى وطن الحاجة والضرورة لجميع من يرتضيه وطنا دائما نهائيا لجميع أبنائه. هذه هي معركتنا السياسية الحقيقية، فبانتصارنا فيها ينتصر لبنان».