اليمن: إحباط هجومين على منشآته النفطية.. ومقتل 4 انتحاريين

الحراس فجروا 4 سيارات مفخخة بسائقيها قبل أن يتمكنوا من اقتحام التسهيلات

TT

افشلت السلطات اليمينة هجومين باربع سيارات مفخخة يقودها انتحاريون على منشأتين نفطيتين أمس وقتل المهاجمون الاربعة ورجل أمن. وجاء هذا الهجوم بعد الدعوة التي اطلقها ايمن الظواهري مساعد زعيم القاعدة اسامة بن لادن لمهاجمة المصالح الغربية. وقال مسؤول أمني يمني انه «تم احباط المحاولتين من قبل أمن المنشآت النفطية والجيش اليمني». وحدثت محاولة الهجوم خلال فترة تغيير نوبات العمل في المنشأتين.

وأعلن مصدر أمني في وزارة الداخلية اليمنية عن إفشال هجومين انتحاريين في ميناء الظبة بحضرموت ومصفاة النفط في منطقة صافر في محافظة مأرب.

وقالت وزارة الداخلية في بيان رسمي أمس إن عمليتي الهجوم الفاشلين وقعتا صباح امس واستهدفا ميناء تصدير النفط في منطقة الظبة بمحافظة حضرموت ومصفاة النفط ووحدة الإنتاج الخاصة بإنتاج الغاز في منطقة صافر في محافظة مأرب.

وحسب بيان وزارة الداخلية، فإن الهجوم الذي استهدف ميناء الظبة النفطي حدث في تمام الساعة الخامسة والربع صباحا حينما اندفعت سيارتان من نوع شاص بسرعة كبيرة، كان يقود السيارة الأولى شخص انتحاري يرتدي ملابس العمال الذين يعملون في الميناء وكان شخص ثان يقود السيارة الثانية ويرتدي ملابس عسكرية. وأشارت وزارة الداخلية إلى أن السيارتين حاولتا اقتحام الخزانات المليئة بالوقود في الميناء النفطي لتفجيرها إلا أن أفراد الحراسة في الميناء تمكنوا من تفجير السيارتين المفخختين قبل أن تصلا إلى هدفيهما.

وقال المصدر الأمني اليمني إن الحادث في الميناء النفطي أسفر عن قتل فرد من الحراسة وقتل المهاجمان اللذان كما قال المصدر تناثرا إلى أشلاء في ذات المكان وتسببت شظية من شظايا التفجير الناجمة عن انفجار إحدى السيارتين عن نشوب حريق طفيف تمت السيطرة عليه بسرعة.

فيما قال ذات المصدر إنه في تمام الساعة الخامسة وخمسين دقيقة من صباح أمس تمكن أفراد من الحراسة في مصفاة صافر ووحدة إنتاج الغاز من تفجير سيارتين مفخختين من نوع شاص لونيهما أبيض وهما شبيهتان بالسيارات المستخدمة في المنشأة النفطية. وكان يقود كلا السيارتين شخصان انتحاريان حاولا اقتحام مصفاة النفط ووحدة الإنتاج الخاصة بإنتاج الغاز في منطقة صافر لكن المصدر اليمني في وزارة الداخلية قال إن الهجوم الانتحاري في صافر لم يسفر عنه أية خسائر بينما قتل المهاجمان الانتحاريان وتناثرا إلى أشلاء.

وذكرت الداخلية اليمنية في بيانها حول الحادثين أن أجهزة الأمن بدأت في التحقيق في كلا الحادثين الإرهابيين بهدف التوصل إلى معرفة هوية العناصر الإرهابية التي تستهدف أمن الوطن واقتصاده ومصالحه ومصالح المواطنين. وأكدت الوزارة أن هذه الأعمال لن تثني اليمن عن مواصلة جهوده الدؤوبة في مكافحة الإرهاب والتصدي للعناصر الإرهابية الظلامية التي تحاول النيل من الوطن واستقراره وسكينة المجتمع. وكان اليمن قد شهد حادثين انتحاريين في الهجوم الذي وقع على المدمرة الاميركية كول في ميناء عدن في الـ12 من اكتوبر (تشرين الأول) من العام 2000 وتسبب في مقتل 17 من جنود المارينز الاميركيين وجرح 39 آخرين فيما كان الهجوم الانتحاري بقارب مفخخ في ميناء الظبة بحضرموت ضد الحاملة النفطية الفرنسية ليمبورغ في 6 اكتوبر (تشرين الأول) من العام 2002 وأودى بحياة بحار بلغاري من قوام السفينة الذي يتكون من 25 بحارا كما أحدث فتحة كبيرة في جسم الحاملة الفرنسية. وجاء الهجومان المتزامنان واللذان يشبهان أسلوب هجمات اتباع تنظيم القاعدة قبل خمسة ايام من الانتخابات البلدية والرئاسية في اليمن. ولم تستبعد مصادر أمنية ان يكون هدف الهجومين تعطيل الانتخابات التي تشهد أجواء ساخنة ومنافسة حاليا.

ويمثل النفط المصدر الرئيسي للعملات الصعبة في اليمن الذي ينتج حاليا 380 الف برميل يوميا. ولم تتبن أي جهة الاعتداءين حتى الآن.

وقال مسؤولون يمنيون انه من المبكر القول ان القاعدة وراء الهجومين ولكن كانت هناك مخاوف من شن هجمات منذ فرار 23 من عناصر القاعدة من سجن يمني عبر حفر نفق حتى الارض، وقد سلم عدد من الفارين انفسهم او اعتقلوا لكن لا يزال هناك 8 فارين.

يذكر ان الناخبين في اليمن سيدلون يوم الاربعاء المقبل حافلة، واتهم لاختيار أعضاء المجالس المحلية بالإضافة إلى الرئيس. وتطرح خمسة أحزاب معارضة كبرى يسارية وإسلامية مرشحا مشتركا وبرنامجا سياسيا. ومرشحهم هو وزير النفط السابق فيصل بن شملان وهو من سكان حضرموت جنوب اليمن وقبل إعادة التوحد بين شمال وجنوب اليمن في عام 1990 كان بن شملان عضوا في الحكومة الاشتراكية في عدن عاصمة الجنوب.

وعلى صعيد تداعيات هذه الحادثة، ربط الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام، بين واقعة الهجوم الانتحاري في ضبة ومأرب وبين خطاب مرشح أحزاب اللقاء المشترك فيصل بن شملان، وتحريضه للمواطنين في المهرجانات الانتخابية التي عقدها في محافظتي مأرب وحضرموت. وأدان الحزب الحاكم في اليمن هذه العمليات الإرهابية التي استهدفت المنشآت النفطية والغازية، وطالب أجهزة الأمن بسرعة التحري والتحقيق في خلفيات وملابسات تلك الأعمال الإجرامية والجهات التي تقف خلفها، وطالب بالقبض عليهم وتقديمهم للقضاء للمحاكمة. وقال بيان للحزب الحاكم بهذا الخصوص، إن الخطاب السياسي لأحزاب اللقاء المشترك، قد جعل النفط هدفا رئيسيا لحملته الانتخابية، واتهم هذه الأحزاب بعد إدراكها إن النفط والغاز ثروة يمتلكها كافة المواطنين. فيما كان فيصل بن شملان قد شن حملة ركز فيها على دخول اليمن النفط، وقال إن خير هذه الثروة يتم تبديده، مطالبا ببناء اقتصاد بديل لما بعد النفط، وأشار إلى أن بعض الدراسات تفيد بنضوب النفط من اليمن بعد ستة أعوام.