حظر التجول في بغداد 36 ساعة بسبب معلومات عن هجمات انتحارية

الجيش الأميركي: اعتقال أحد حراس الدليمي بتهمة التخطيط للعملية في المنطقة الخضراء

TT

شهدت بغداد أمس حالة استنفار قصوى للأجهزة الامنية، لم تشهدها منذ زمن طويل، بسبب معلومات عن هجمات انتحارية، قال الجيش الاميركي ان تنظيم القاعدة يخطط لتنفيذها في المنطقة الخضراء المحصنة، وانه اعتقل أحد حراس عدنان الدليمي زعيم قائمة التوافق العراقية البرلمانية، بتهمة التخطيط لهذه الهجمات المزعومة، فيما يبحث عن آخرين ما زالوا فارين. وفرضت الحكومة العراقية حظرا مفاجئا للتجول لمدة 36 ساعة منذ مساء الجمعة وينتهي صباح اليوم، وسط سريان إشاعات قوية بين المواطنين بوجود عملية انقلاب. وقال العميد في الجيش العراقي قاسم عطا الموسوي من مكتب القائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء) «وردتنا معلومات استخباراتية عن دخول سيارة مفخخة واشخاص يرتدون احزمة ناسفة الى بغداد لشن هجمات، ونحن نتحرك بهذا الاتجاه». واضاف في تصريحات «هناك اشاعات روج لها التكفيريون.. «عن عملية انقلاب» لا صحة لها والقوات المسلحة تواصل مطاردتها للارهابيين في جميع المناطق واتخذنا اجراءات احترازية لمنع حدوث اي ضرر للمواطنين».

ودعا الى «عدم الاخذ بالإشاعات، فالقوات المسلحة تفرض سيطرتها على الوضع الامني سواء في بغداد او في المحافظات الاخرى.. وهناك انتصارات كبيرة في الأنبار حيث تمكنوا من قتل عناصر ارهابية مجرمة جاءت من خارج الحدود». وختم الموسوي قائلا «هناك انتصارات في ديالى».

وقال الجيش الاميركي امس ان اعتقال أحد حراس عدنان الدليمي اول من امس جاء بسبب شكوك بتورطه في التخطيط لعمليات تفجير سيارات ملغومة انتحارية داخل المنطقة الخضراء. وقال في بيان ان الشخص «القي القبض عليه في منزل الدكتور الدليمي».

ويرأس الدليمي قائمة التوافق العراقية، وهي اكبر تجمع للسنة العرب في العراق وتملك 44 مقعدا داخل البرلمان العراقي. وقال البيان ان معلومات استخباراتية «موثوق منها وردت تفيد بأن الشخص المعتقل وسبعة اخرين يعملون في خلية كانوا في المراحل النهائية لتنفيذ عملية تفجير سيارة مفخخة داخل المنطقة الخضراء». واضاف البيان ان المجموعة قد تكون «تنوي تنفيذ عمليات انتحارية اخرى باستخدام احزمة ناسفة».

وقال البيان ان عملية الاعتقال «تمت من دون إلحاق اي اذى وبدون الدخول الى منزل الدليمي، وان عمليات التفتيش طالت السيارات التي يستخدمها افراد الحماية». واضاف البيان ان الشخص المذكور «له علاقة بشبكة تقوم بشن هجمات بسيارات مفخخة جنوب العاصمة بغداد، ويعتقد انه احد اعضاء تنظيم القاعدة في العراق». من جانبه، نفى الدكتور الدليمي ألا يكون هناك أي تخطيط لهجمات مسلحة في العراق، مؤكدا ان القوات الاميركية عاملته وحراسه بمنتهى الاحترام والتقدير، ولم تدخل المنزل مطلقا. واشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى ان القوات الاميركية طوقت المنطقة التي يقع فيها منزله اول من امس في حي العدل ببغداد بحوالي 20 دبابة وكانوا يبحثون عن شخص يدعى عبد الله خضر وادعت القوات الاميركية انه من بين حراسه وتم نفي هذا الامر وقامت باعتقال الحارس خضر فرحان للتحقيق معه في الامر».

واكد الدليمي ان جبهة التوافق ستسير في العملية السياسية في العراق تحت قبة البرلمان، نافيا ان يكون هناك أي تخطيط لانقلاب على الحكم حسب ما تردده بعض الجهات داخل العراق، وان حظر التجوال الذي يسير في بغداد هو بهدف أمني وليس لدرء خطر الانقلاب كما يدعي البعض. وحمل الدليمي بعض وسائل الاعلام التي نقلت الاخبار عن اقتحام منزله واعتقال احد ابنائه بأنها تسعى لفتنة بين الجهات السياسية، خصوصا ان بعض الجهات الاعلامية نشرت ان مصنعا للتفخيخ وُجِدَ في منزلي وهذا افتراء ما بعده افتراء».

ووصف مصدر مقرب من الدليمي «الرواية الاميركية بانها مفبركة». وقال المصدر لرويترز بالهاتف، طالبا عدم ذكر اسمه، ان القوة الاميركية التي اعتقلت فرحان، وهو في منتصف العشرينات «لم تعثر على اي شيء رغم اجراءات التفتيش التي طالت كل اماكن وغرف الحرس وحتى السيارات التي يستخدمونها».

واضاف المصدر ان «الاميركان لجأوا الى هذه الرواية لتبرير فشلهم في العثور على ما من شانه ان يدين فرحان او اي من افراد حماية الدليمي.. وبعد ان تيقنوا انهم وقعوا تحت تأثير وشاية كاذبة». واشار المصدر الى ان افراد القوة المهاجمة «قاموا بتدقيق كل الوثائق الرسمية للحراس وكل ما يتعلق بالاسلحة التي كانوا يستخدمونها ولم يجدوا أي شيء غير قانوني».

وكشف المصدر ان فرحان «لم يسبق له ان دخل الى المنطقة الخضراء مطلقا.. لانه لم يمض على انخراطه بقوة الحماية اكثر من شهر وهو لا يملك حتى الآن الوثائق وبادجات الدخول الرسمية التي تسمح له بالدخول».

واكد مصدر في مجلس الوزراء العراقي ان حظرا للتجول تم نتيجة لطلب تقدمت به القوات المشتركة لاجراء عمليات دهم وتفتيش في مناطق متوترة من العاصمة العراقية. وقال لـ«الشرق الأوسط» ان المناطق التي ستتم بها تلك العمليات هي حي العامل والقاهرة والدورة والشعب والغزالية ومناطق اخرى لم يحددها، نافيا أن يكون فرض حظر التجوال جاء على خلفية مداهمة القوات الأميركية أول من امس لمنزل الدليمى واعتقال أحد حراسه. وتشير بعض المصادر الامنية الى ان حظر التجوال يستمر الى ما بعد الوقت الذي حددته رئاسة الوزراء وحسب مقتضيات الحال ونقل شهود عيان في المناطق التي حددها المصدر الرئاسي ان قطعات من الجيش والشرطة طوقت مناطق عديدة من بغداد وانتشرت على نحو لم تشهده العاصمة منذ وقت طويل.