حمدية نجف لـ الشرق الاوسط : ربع مليون عراقي يعيشون في مخيمات

وكيلة وزارة المهجرين قالت إن الهجرة قسرية بسبب العنف.. وشملت جميع الطوائف

TT

كشفت مسؤولة بارزة في وزارة المهجرين والمهاجرين في بغداد ان عدد العراقيين الذين فروا من منازلهم ومناطقهم وسجلوا أسماءهم لدى الحكومة العراقية بصفتهم نازحين خلال الشهرين الماضيين بلغ نحو 80 ألف عراقي وبهذا يصل عددهم الاجمالي خلال سبعة أشهر من العنف الطائفي الى ربع مليون عراقي.

وقالت حمدية احمد نجف وكيلة الوزارة في حديث لـ«الشرق الاوسط« عبر الهاتف من بغداد امس ان «احصاءات الوزارة تشير الى ان هناك ما يقرب من ربع مليون عراقي نزح من دياره بسبب سوء الاوضاع الامنية ونتيجة تلقي تهديدات تجبرهم على النزوح القسري». واضافت ان «الوزارة افتتحت أخيرا 15 فرعا لها في المحافظات العراقية لمتابعة شؤون المهجرين من بغداد وصلاح الدين والأنبار الى مناطق اخرى»، مشيرة الى ان «المهجرين هم من جميع القوميات والاديان والطوائف سواء كانوا سنة او شيعة او اكراد او مسيحيين او صابئة أو يزيديين».

وحذرت من ان «اوضاع هؤلاء المهجرين سيئة للغاية فمنهم من يعيش داخل خيام تعيسة ولا تتوفر لهم ادنى متطلبات الحياة؛ ومنهم من افترش الارض ونام مع عائلته لعدم توفر الخيام وهناك من لجأ الى اقاربه في مدن او قرى بعيدة، وان حركة عودة هذه العوائل المهجرة شحيحة للغاية وتكاد تكون معدومة، وهذا يحدث للمرة الاولى في موضوع الهجرة الداخلية، اذ غالبا ما كانت العوائل المهجرة بسبب القتل والتهديد بالقتل تعود الى بيوتها ومناطقها بعد فترة من نزوحها، فليس من السهل على أي انسان ان يترك بيته واستقراره لينام مع عائلته في العراء». وقالت وكيلة وزارة المهجرين والمهاجرين ان «وزارتنا تنسيقية وليست تنفيذية وقد أنشئت بعد رحيل نظام صدام حسين لمساعدة الذين تم تهجيرهم في عهد النظام السابق لكننا نواجه اليوم ازمة حقيقية جديدة، وهي موجات النزوح الداخلي والخارجي بسبب سوء الاوضاع الامنية والمعيشية، والاوضاع الحياتية مصابة بالشلل فلا الحكومة تساعد في استقرار الاوضاع كما ان الوزارة ليست لديها ميزانية كافية لمساعدة المهجرين»، مشيرة الى ان رئاسة الحكومة خصصت مبلغا من المال لحل جزء بسيط من ازمة المهجرين وقد فتحنا في بداية الازمة وبدء الهجرة الداخلية مخيمات تتوفر فيها مستلزمات حياتية بسيطة مثل الحمامات والمطابخ وخزانات المياه».

واوضحت نجف «قمنا بتشكيل لجان مع الهلال الاحمر العراقية حيث منحناهم مبلغ 600 الف دولار وهو يشكل 10% من المبلغ الكلي البالغ ستة ملايين دولار ووفرنا 300 الف سلة غذائية لتوزع بواقع عشرة حصص لكل عائلة إلا ان عمل الهلال الاحمر تلكأ ووضعونا في ورطة كبيرة وتم توزيع 20 الف حصة غذائية فقط ولم تنجح التجربة للأسف».

وبينت الوكيلة ان «الطائفية ايضا تتحكم في اعمال الاغاثة والمساعدة، فالشيعة يساعدون الشيعة والسنة يساعدون السنة، علما ان رئيس الوقف السني لم يجتمع معنا كما لم يتفقد أيا من هذه المخيمات او يسهم في ادامتها». وقالت نجف ان «هناك مناطق من الصعب ان نصل اليها بسبب الاوضاع الامنية السيئة، فقد اغتالت الجماعات المسلحة بعض موظفينا واحرقت مكاتبنا وهددت الآخرين، وهذا ما يمنعنا من تقديم احصائية كاملة وصحيحة عن عدد المهجرين».

وفيما يتعلق بالهجرة خارج العراق، قالت الوكيلة ان ساعدادا كبيرة من العوائل التي تتمكن ماليا من ترك البلد تفعل ذلك ومن لا يملكون المال يبقون لتطحنهم ماكنة الموت»، موضحة ان «غالبية العوائل العراقية تتجه الى عمان ودمشق وحاليا نشطت هجرة العوائل العراقية المتمكنة الى القاهرة ولا تتوفر لدينا احصاءات بعدد العراقيين المهاجرين الى الخارج».