بوش: الانسحاب من العراق في مصلحة «الإرهابيين»

تحادث هاتفيا مع المالكي وكرر دعمه لحكومته وأشاد بالتنسيق على الأرض

TT

أعلن الرئيس الاميركي جورج بوش الذي يواجه انتقادات بسبب الحرب في العراق، امس ان الانسحاب الاميركي من العراق سيكون من شأنه «توفير ملاذ جديد للارهابيين».

وأعلن البيت الابيض ان الرئيس بوش اجرى محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حول الوضع في العراق والجهود التي تبذل لفرض الامن في بغداد. وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية، توني سنو، ان «الرئيس كرر دعمه لرئيس الوزراء وللحكومة المنتخبة ديمقراطيا في العراق»، مضيفا ان «رئيس الوزراء اعرب عن ثقته بالرئيس وبالعلاقات مع الولايات المتحدة». واضاف انهما «بحثا الوضع الامني في العراق وايضا الجهود التي تبذل حاليا لفرض المزيد من الامن في بغداد»، مضيفا انهما «بحثا ايضا العملية السياسية وضرورة حصول تقدم آخر في مجالي المصالحة الوطنية والتنمية». وأوضح سنو أيضا ان «الرئيس اشاد برئيس الوزراء على التنسيق الواسع بينه وبين مسؤولينا العسكريين والمدنيين على الارض في العراق».

واتهم الرئيس في كلمته الاذاعية الاسبوعية مجددا منتقدي الحرب في العراق «بأنهم يستسلمون لدعاية العدو». واكد تصميمه على محاربة اعداء الولايات المتحدة اينما وجدوا. وقال بوش «الوسيلة الوحيدة لحماية مواطنينا في بلادنا هي شن هجوم على العدو في العالم أجمع. وسنواصل الهجوم الى حين هزم الارهابيين وحتى انتصارنا».

واعتبر بوش ان انسحابا مبكرا من العراق لن يؤدي إلا الى تسهيل عمل الارهابيين. وقال «سيساعدهم ذلك على ايجاد مجندين جدد لشن هجمات مدمرة اكثر ضد بلادنا، وذلك سيوفر للارهابيين ملاذا جديدا في الشرق الاوسط مع الثروات من عائدات النفط لتمويل مشاريعهم. ان أميركا لا يمكنها السماح بذلك». واضاف انه بالنسبة للقاعدة وحلفائها، فان الحصول على ملاذ في العراق «سيكون اثمن بكثير من ذاك الذي فقدوه في أفغانستان».

من جهتها، اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في حديث نشر امس ان الوجود الاميركي في العراق ضروري لاقامة توازن مع النفوذ الايراني المتنامي في المنطقة. وقالت لصحيفة «وول ستريت جورنال» «علينا ان نقاتل بكل قوانا لينتصر العراقيون الذين لا يريدون النفوذ الايراني على حياتهم اليومية»، مضيفة انه «أمامنا فرصة لمقاومة المد الايراني في المنطقة، انما يجب انتهازها». واضطر الرئيس الاميركي الذي تدنت شعبيته الى حوالى 40%، الى الدفاع عن مواقفه هذا الاسبوع بعد نشر مقتطفات من تقرير سري خلص الى ان الحرب في العراق زادت من خطر الارهاب. واتهم ديمقراطيون البيت الابيض بتأخير نشر تحليل آخر لاجهزة الاستخبارات حول العراق، بهدف تجنب العواقب السياسية مع اقتراب الانتخابات في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

واعلن البيت الابيض ان هذا التقرير لن يكون جاهزا قبل يناير (كانون الثاني) 2007 لكنه نفى ان يكون هذا التأخير تم لاسباب سياسية. واظهر استطلاع للرأي لشبكة «سي.إن.إن» الاميركية امس ان 61% من الاميركيين يعتبرون ان الحرب على العراق تدور بشكل «سيئ أو سيئ جدا» مقابل 38% يعتبرون انها تسير «جيدا».

من جهة اخرى، وافق الكونغرس الأميركي بصورة نهائية على تقديم نحو 70 مليون دولار للإنفاق على القوات الأميركية في العراق وأفغانستان في إطار الحرب الدائرة على الإرهاب، ويأتي ذلك بعد يوم واحد من إقرار رزمة قوانين اقترحها الرئيس الأميركي تمنحه كمسؤول تنفيذي سلطات واسعة في استجواب المعتقلين بشبهة الإرهاب ومحاكمتهم في محاكم عسكرية. ولكي تصبح هذه القوانين سارية المفعول يتعين على الرئيس الأميركي توقيعها وهو أمر من المقرر أن يتم خلال الأيام القليلة المقبلة رغم الانتقادات الكبيرة والتحذيرات التي أصدرتها منظمات حقوق الإنسان.

كما وافق الكونغرس كذلك على تخصيص 448 مليار دولار كميزانية لوزارة الدفاع خلال العام المقبل ولم يعترض أحد من الجمهوريين أو الديمقراطيين على هذه الميزانية الضخمة. وقال الجمهوريون إن الرقم النهائي للميزانية أعلى مما كان يسعى إليه بوش، وهو الذي سيوقع القرار ليصبح نافذا، إن هذه الاموال ستعطي القوات الاميركية «الموارد اللازمة لحماية بلادنا والنصر في الحرب على الارهاب».