البيت الأبيض تعليقا على كتاب «حالة الإنكار»: الذين خسروا النقاش يصبحون أعلى صوتا في التعبير عن آرائهم

مسؤولون: خلاف رامسفيلد ورايس أمر معروف

TT

نفى البيت الابيض يوم أول من أمس الانقسامات داخل ادارة بوش التي أوردها الصحافي والكاتب بوب وودورد في كتابه «حالة الانكار ـ State of Denial»، وأشار مسؤولون في البيت الابيض الى ان ما اورده وودورد في كتابه مصدره مستشارون سابقون يعتقدون ان الجهات المختصة قد تجاهلت النصائح التي تقدموا بها حول حجم القوات الاميركية في العراق وبعض المسائل الاستراتيجية الاخرى في العراق. وعلى الرغم من ان البيت الابيض سارع الى الحصول على بضع نسخ من كتاب وودورد المقرر نشره غدا، فإن مسؤولين في ادارة بوش نفوا امثلة محددة اوردها وودورد، الذي تحدث عن خلافات حادة وصراعات طويلة داخل ادارة بوش اججها الجدل حول الحرب. إلا ان مسؤولين آخرين في إدارة بوش قالوا ان التفاصيل الواردة في الكتاب تعكس انهيار الانضباط داخل ادارة بوش التي تحدثت في وقت سابق عن قدرتها على المحافظة على خلافاتها داخل حدود البيت الابيض. وقال السكرتير الصحافي للبيت الأبيض، توني سنو، بعد ظهر الجمعة ان ما يجري الآن حرب وان هناك كثيرين لهم وجهات نظر مختلفة. وأضاف ان من يخسرون في مجال النقاش والجدل يصبحون اعلى صوتا في التعبير عن آرائهم. إلا ان سنو واجه صعوبة في توضيح فشل الرئيس بوش في الاستماع الى آراء عدد من المسؤولين الذين ناشدوا بزيادة القوات الأميركية في العراق بمن في ذلك روبرت بلاكويل، كبير مستشاري شؤون العراق، وبول بريمر، الحاكم المدني للعراق بعد الحرب. كما لم يوضح سنو التعارض الحاد للتقييم المتفائل لـ«خطة الانتصار» في العراق التي جاءت في حديثه نهاية العام الماضي مع محتوى مذكرات سرية أعدها مسؤولون حذروا من ان الفشل احتمال وارد الى حد كبير. بعض هذه المذكرات صاغها فيليب زيليكو، محامي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، بما في ذلك مذكرة في مطلع عام 2005 صنف زيليكو العراق فيها كحالة فشل بعد عاملين من الغزو، بالإضافة الى مذكرة اخرى اورد فيها ان هناك فرصة نجاح قدرها 70 بالمائة في تحقيق الاستقرار والديمقراطية في العراق. وقال زيليكو ان ذلك يعني ان هناك نسبة فشل قدرها 30 بالمائة، بما في ذلك ما اطلق عليه «المخاطرة الكبيرة للفشل المأساوي»، ما يعني انهيار الدولة التي سعى بوش الى إقامتها. وبخلاف التأكيد على دقة الكلمات الواردة في المذكرات التي أشار اليها وودورد في كتابه رفض زيليكو التعليق على بقية النقاط التي اثيرت. ووصف مسؤولون آخرون في ادارة بوش ما ورد في كتاب وودورد بأنه عادي، وعلق احدهم قائلا ان الخلاف بين كوندوليزا رايس ورامسفيلد أمر معروف. وكان مسؤولون بوزارة الخارجية قد تحدثوا في وقت سابق عن التوتر بين رامسفيلد وكوندوليزا رايس حول حديثها عن عدم اهتمام رامسفيلد بقضايا المعتقلات ابتداء من الانتهاكات التي حدثت في سجن ابو غريب وكشف النقاب عنها عام 2004. وورد في كتاب وودورد ان آندرو كارد عندما كان رئيسا لموظفي البيت الأبيض كان قد حث بوش تعيين شخص محل رامسفيلد. وفي لقاء هاتفي معه اكد كارد انه قد أثار هذه القضية، لكنه اشار الى ان وودورد تجاهل السياق. وقال كارد انه توجه الى كامب ديفيد عقب الانتخابات وتحدث مع الرئيس بوش حول عدد من التغييرات «ابتداء من رئيس موظفي البيت الأبيض»، على حد قوله. واستطرد كارد قائلا انه ليس نوعا من عدم الدقة اذا تحدثنا حول رامسفيلد، وأضاف في ذات السياق قائلا: «يمكن ان اتفهم السبب وراء محاولة بوب وودورد ايجاد مناخ حول هذه المحادثات». لكنه اضاف قائلا لم تكن هناك حملة وانه لم يدع الآخرين الى تأييد أي رأي يدعو الى التخلص من أي شخص مؤكدا ان بوسعه الحديث عن هذه الأشياء مع الرئيس وان مثل هذه القضايا تطرح من وقت لآخر. اعترف كارد بأنه أثار الحديث هذا العام مجددا حول تعيين شخص آخر ليحل محل رامسفيلد في وزارة الدفاع، لكنه اكد ان ذلك لم يكن سعيا الى استهداف رامسفيلد بغرض عزله. كثير من الفصول التي وردت في كتاب وودورد لم يكشف النقاب عنها في السابق، إلا ان هناك بعض القضايا الاخرى التي وردت في كتب اخرى وتقارير اخبارية. وأشار وودورد في كتابه الى العديد من المرات التي انتقد فيها جون ابي زيد، قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط، لكبار المسؤولين. إلا ان المتحدث باسم القيادة الوسطى الاميركية، الميجور كريس كارنز، قال ان الجنرال ابي زيد نفى ان يكون قد قال لزوار في قطر ان «رامسفيلد بات يفتقر الى المصداقية»، وأكد الميجور كارنز ان الجنرال ابي زيد يكن كل الاحترام لرامسفيلد.

* خدمة «نيويورك تايمز»