إسرائيل تعلن استنفارا عسكريا تحسبا لـ«هجوم سوري مفاجئ»

مصادر عسكرية تربط الاستعداد بيوم الغفران

TT

أعلنت إسرائيل أمس، عن دخول سلاح الجو والمضادات الأرضية وبطاريات الباتريوت في الجيش الإسرائيلي إلى حالة استنفار عسكري شاملة على الحدود مع سورية ولبنان وذلك، حسب ناطق عسكري، «تحسبا من هجوم سوري حربي مفاجئ في يوم الغفران»، الذي يصادف غدا.

ونفت مصادر عسكرية أن تدل هذه الخطوة على تصعيد حربي آخر ضد سورية، وقالت ان لدى إسرائيل أسبابا مقلقة كافية للقيام بهذا الإجراء، حيث تحدث الرئيس بشار الأسد أكثر من مرة في الشهور الأخيرة، عن نفاد صبره من جراء الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان السورية المحتلة. وقالت المصادر إن معلومات موثقة وصلت إلى إسرائيل تشير إلى أن هناك شعورا لدى الجيش السوري بأن حرب لبنان الأخيرة يمكن أن تعاد على الحدود السورية، «فهم سعداء بنتائج القصف الصاروخي لحزب الله على إسرائيل ولديهم صواريخ أكثر وأفضل وأبعد مدى. وهم فرحون بنتائج المقاومة الأرضية لمقاتلي حزب الله ولديهم قوات كوماندوز قوية ومدربة. ولذلك فإنهم، أي السوريين، جادون في توجهاتهم الحربية.

وقالت المصادر الإسرائيلية المذكورة انه ليس من المستبعد أن يحاول السوريون تكرار تجربة عام 1973 عندما فاجأوا إسرائيل في يوم الغفران بهجومهم العسكري الكبير، والذي أسفر عن تحرير الجولان كله تقريبا في بداية الحرب. ففي هذا اليوم تشل الحركة تماما لدى اليهود، إذ يمضون اليوم بالصوم وبالصلوات وطلب الغفران من الله على ذنوبهم. ولا يعملون ولا يسافرون. ولذلك نجحت خطة مصر وسورية في تحقيق المفاجأة.

وادعت هذه المصادر إنها تخشى من تكرار المفاجأة. ولهذا فقد وضعت قواتها على أهبة الاستعداد. وعممت أمرا على جميع المستعمرات اليهودية في الجولان ان تتخذ الاحتياطات الأمنية المتفق عليها في هذه الحالات وزودتها بقوات حماية عسكرية. وطلبت من ضباط الأمن في هذه المستعمرات وكذلك في معسكرات الجيش ومراكز التدريب الحذر من خطر قصف مدفعي من الأراضي السورية أو عمليات تسلل أو زرع عبوات ناسفة أو من محاولات خطف إسرائيليين إلى سورية.

وهددت هذه المصادر بالرد القاسي على أية عملية من سورية ضد إسرائيل وقالت ان أية عملية كهذه ستعتبر هجوما حربيا من سورية يغير من قواعد اللعبة ويوجب ردا إسرائيليا ملائما. ووجهت تهديدا مماثلا إلى لبنان.

يذكر ان هناك شعورا سائدا في إسرائيل بأن الحكومة تنوي القيام بمبادرة حربية ضد سورية، لأنها تجد أن هذا التصرف سيرضي إدارة الرئيس جورج بوش. وقد بدأت تسمع أصوات مرتفعة تعارض مثل هذه الحرب وتحذر من خطورة نتائجها. وبرز من بينها صوت رئيسة الكنيست، داليا ايتسيك، التي قالت إن على إسرائيل أن تحاول إقناع الإدارة الأميركية بعدم جدوى الحرب مع سورية. وكتب بن كسبيت، المحرر السياسي في الصحيفة اليمينية «معريب»، أمس، أن حربا كهذه ستنتهي بدمار سورية وقسم من الجليل الإسرائيلي وبمقتل بضعة ألوف من الطرفين وبتعزيز قوة إيران والحركات الأصولية الإسلامية المتطرفة. وستعقبها مفاوضات سلام مع سورية تدفع فيها إسرائيل ثمنا بالانسحاب من هضبة الجولان. وتساءل: لماذا لا نوفر كل هذه الخسائر لنا ولهم ونتفاوض مع سورية في هذا الوقت بالذات على تحقيق السلام مقابل الجولان؟ وكتب بن كسبيت يقول إن من مصلحة إسرائيل وكل شعوب المنطقة أن تخرج سورية من التحالف الخطير مع إيران ومع الحركات الأصولية والإرهابية. وإسرائيل هي القادرة على تنفيذ مثل هذه الخطوة إذا تصرفت بحكمة. وقال مستفزا رئيس الحكومة، ايهود أولمرت: «لو كان في إسرائيل قائد حقيقي، لما كنت بحاجة إلى كتابة هذا المقال». ومع ذلك فقد دعا أولمرت إلى السفر فورا إلى واشنطن وإقناع الأميركيين بأن لإسرائيل وللولايات المتحدة مصلحة مشتركة في القيام بهذه الخطوة. وأكد أنها فيما لو ترافقت مع تسوية معقولة للقضية الفلسطينية فإنها ستؤدي إلى إقامة حلف حقيقي بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة في الخليج والمغرب العربي والأردن ومصر في مواجهة المتطرفين.

وذكرت مصادر سياسية عليمة أن العديد من السياسيين الإسرائيليين يتبنون هذا الموقف، لكن القليلين منهم يملكون الشجاعة التي تؤهلهم على الإدلاء بهذا الرأي. =