مبارك: تكتمت على اسم وزير الخارجية الجديد وأجلت فكرة تعيين وزيرين

TT

قال الرئيس المصري حسني مبارك انه تعمد ان يظل اسم وزير الخارجية الجديد طي الكتمان لأن المسافة الزمنية كانت طويلة بين تسمية وزير الخارجية السابق عمرو موسى كأمين عام للجامعة العربية في قمة عمان قبل شهرين وبين فترة انتهاء عمل الأمين العام للجامعة الدكتور عصمت عبد المجيد.

وبرر الرئيس مبارك في تصريحات له أمس لمجلة «المصور» الاسبوعية ـ التي تصدر اليوم ـ تأجيل اعلانه بأنه لو سمح بأن يكون الاسم معروفاً خلال هذه الفترة لما انتظم العمل في الخارجية المصرية في ظل ظروف دقيقة تتصاعد فيها الأحداث على نحو خطير، مشيراً الى ان تكتمه كان عن أقرب معاونيه رغم استقراره على اسم الوزير احمد ماهر قبل اسبوع من اعلانه.

وفي معرض تحديده لأسباب اختيار ماهر قال انه اختاره لأنه يريد وزيراً كفؤاً ورصيناً وصاحب خبرة وعلى دراية بملف الصراع العربي ـ الاسرائيلي وله معرفة وثيقة بالسياسات الخارجية للدولتين الراعيتين لعملية السلام، مشيراً الى ان ماهر سبق له العمل كسفير لمصر في موسكو وواشنطن وعاش عن قرب تفاصيل الصراع العربي ـ الاسرائيلي خاصة في فترة عمله كسفير لمصر لدى اميركا وشارك في قضايا عديدة تتعلق بعملية السلام مثل اتفاقية كامب ديفيد وقضية طابا.

وأكد مبارك انه درس اسماء عديدة كانت مرشحة لهذا المنصب وقارن بين هذه الأسماء حتى تأكد له ان ماهر هو أنسب المرشحين لهذا المنصب، وقال انه أخطر ماهر بترشيحه للمنصب مساء الاثنين الماضي وحضر اجتماعه الأخير مع الرئيس ياسر عرفات عقب أدائه اليمين الدستورية، مشيراً الى انه كان لديه فكرة لتعيين وزيرين للخارجية، احدهما وزير دولة ولكنه أرجأ الفكرة ليتيح للوزير الجديد فرصة لدراسة كل ملفات وزارته.

وأبدى الرئيس تعجبه ممن يقولون ان مصر تريد وزير خارجية مهادنا لاسرائيل، موضحاً ان مصر لا تسكت عن أية تصرفات اسرائيلية تكون خارجة عن إطار الشرعية أو تمس مكانة مصر ودورها، موضحاً انه يطلب وزيرا رصينا يعرف كيف يختار الوقت المناسب لأحاديثه وتصريحاته ومواقفه، مؤكداً ان وزير الخارجية في النهاية ينفذ الخط السياسي الذي يراه رئيس الجمهورية.

وشدد مبارك على انه يهمه لصالح مصر ان يكون عمرو موسى أميناً عاماً ناجحاً للجامعة العربية لان لمصر مصلحة أساسية في وجود جامعة عربية قوية تعمل على تعزيز التضامن العربي وتهيئة المناخ والظروف الصحيحة لاقامة السوق العربية المشتركة، مؤكداً انه رشح موسى أميناً للجامعة لثقته بقدرات موسى في ظل توليه شخصياً الاتصال بكل الملوك والرؤساء العرب حتى يحظى ترشيحه باجماع عربي شامل مثلما حدث في قمة عمان الأخيرة.

ولم يحدد الرئيس مبارك ما ان كان وزير الخارجية الجديد احمد ماهر سيسافر قريباً الى واشنطن لبحث مطالب واشنطن في تعديلات المبادرة المصرية ـ الاردنية أو المزج بينها وبين تقرير ميتشل، وقال: ان الاميركيين لم يخطرونا بعد بالتعديلات التي يريدونها في حين ارسل الاسرائيليون تعديلاتهم منذ فترة، مؤكداً ان التعديلات الاسرائيلية تستهدف خنق المبادرة وإجهاضها.

وأضاف: انني لا أزال آمل في موقف اميركي أكثر اهتماماً بما يجري الآن في المنطقة وأكثر نشاطاً في عملية السلام، لان الموقف خطير ولأنه بدون تدخل اميركي نشيط فان الوضع يزداد تردياً بما يهدد استقرار المنطقة، لافتاً الى انه ارسل قبل خمسة أيام خطاباً الى الرئيس الاميركي جورج بوش يؤكد فيه خطورة الموقف ويحذر من تأثير التصعيد المستمر على استقرار المنطقة، موضحاً ان الفرصة لم تحن بعد لكي يقوم وزير الخارجية برحلة واشنطن.