بوش يرفض المحادثات الثنائية مع كوريا الشمالية ويعترف بأوقات عصيبة في العراق

تعهد ببذل كل الجهود الدبلوماسية مع بيونغ يانغ وطهران

TT

أكد الرئيس الأميركي جورج بوش أنه لا يوجد لدى القوات الأميركية في شبه الجزيرة الكورية سلاح نووي وأن بلاده لا تعتزم مهاجمة كوريا الشمالية، لكنه أشار إلى أن كوريا الشمالية بما أعلنته هذا الأسبوع اختارت أن ترفض المستقبل الأفضل لشعبها وترفض ما عرضته عليها بقية الأطراف في المحادثات السداسية. وحمل بوش بيونغ يانغ مسؤولية التصعيد والتوتر في الإقليم.

وقال الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تعمل مع شركائها في مجلس الأمن الدولي ومع الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات ضد كوريا الشمالية ردا على إعلانها إجراء تجارب نووية.

وتعهد بوش ببذل «كافة الجهود الدبلوماسية» الممكنة لحل الأزمة في ملفي كوريا الشمالية وايران النوويين قبل التفكير في شن عمل عسكري ضدهما، إلا ان بوش قال في مؤتمر صحافي في البيت الابيض، ان الخيار العسكري لا يزال مطروحا.

وردا على سؤال حول فشل ادارته في جعل بيونغ يانغ وطهران تتخليان عن برنامجهما النووي من خلال المفاوضات، قال «اعتقد ان القائد الاعلى يجب ان يحاول بذل كافة الجهود الدبلوماسية قبل الالتزام عسكريا».

واوضح «لم تستنفد كافة الطرق الدبلوماسية بعد، وسنواصل العمل من اجل منح الدبلوماسية فرصة كاملة للنجاح».

ودعا بوش إلى منع بيونغ يانغ من تصدير التكنولوجيا النووية أو تكنولوجيا الصواريخ، إضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية على بيونغ يانغ. وأشاد الرئيس الأميركي بموقف كل من الصين وكوريا الجنوبية وروسيا واليابان، شاكرا قادة هذه الدول على إدانتهم القوية لموقف كوريا الشمالية. ولوحظ أن الرئيس بوش تحدث في المؤتمر الصحافي عن التجارب النووية لكوريا الشمالية وكأنها ليست في حكم المؤكدة، لكنه قال إن الإعلان في حد ذاته يستحق الإدانة.

ورفض الرئيس الأميركي ضمنيا أي محادثات ثنائية مباشرة مع كوريا الشمالية قائلا «إنني أعلن بأعلى وأوضح صوت أن هناك وسيلة مثلى لكوريا الشمالية وهي العمل في سياق المحادثات السداسية» مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لديها ممثل في المحادثات السداسية في طاولة واحدة مع كوريا الشمالية، وقال إن الكوريين الشماليين يعرفون الموقف الأميركي جيدا.

ورغم أن المؤتمر الصحافي في مجمله ركز على الخلاف الدائر مع كوريا الشمالية حول برنامجها النووي إلا أن أسئلة الصحافيين تناولت قضايا داخلية عديدة، كما تطرقت إلى الوضع القائم في العراق.

وأقر الرئيس الاميركي بأن العراق يمر «بأوقات عصيبة» مع تصاعد اعمال العنف، الا انه تعهد بأن تواصل الولايات المتحدة مهمتها وتساعد الديمقراطية الناشئة في العراق على مواجهة التهديدات الارهابية والاقتتال الطائفي. وقال بوش إنه تم اطلاعه على الوضع الراهن في العراق في اجتماع مع وزير دفاعه دونالد رامسفيلد والجنرال جورج كايسي قائد القوات في العراق. وأضاف «ان وحشية اعداء العراق اصبحت واضحة تماما في الايام الاخيرة»، ملقيا مسؤولية العنف على الارهابيين وقادة النظام السابق والمجرمين والميليشيات الطائفية. وقال «هذه اوقات عصيبة على العراق». وقال ان العدو يبذل اقصى ما بوسعه لتدمير الحكومة واخراجنا من الشرق الاوسط بدءا بإخراجنا من العراق قبل انتهاء مهمتنا». ووعد بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة بمواصلة المهمة في العراق رغم الضغوط المتزايدة من الشعب الاميركي لعودة القوات الاميركية الى بلادها، وقال ان المخاطر «عند اعلى مستوى لها». واوضح «اذا تخلينا عن ذلك البلد قبل ان يتمكن العراقيون من الدفاع عن ديمقراطيتهم الشابة، فان الارهابيين سيتولون السيطرة على العراق ويقيمون ملجأ آمنا جديدا يشنون منه هجمات جديدة على اميركا. كيف اعرف ان ذلك سيحدث؟ لان ذلك ما ابلغنا اعداؤنا بانه سيحدث». واكد «لا يمكننا ان نحتمل دولة ارهابية جديدة في قلب الشرق الاوسط تمتلك مخزونات كبيرة من النفط يمكن استخدامه لتمويل التطلعات المتطرفة او الحاق الضرر الاقتصادي بالغرب». وتابع قائلا «بمساعدة العراقيين على بناء ديمقراطية على الطريقة العراقية، فاننا نوجه صفعة قوية للإرهابيين والمتطرفين. وسنجلب الامل الى منطقة مضطربة، وسنجعل هذا البلد اكثر أمنا». وأشار الى ان قادة الحكومة الديمقراطية العراقية التي لم يتجاوز عمرها اربعة اشهر «بدأوا يتخذون خيارات صعبة» وبينما هم يقومون بذلك «فسنقف الى جانبهم».