بري: الوقت قد يكون ملائما لمفاوضات على أساس المبادرة العربية

نائب في كتلة الحريري يدعو إلى التهدئة

TT

رأى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الوقت قد يكون «ملائما جدا» للعودة الى مفاوضات السلام، معتبرا أن «العرب أجمعوا على مبادرة السلام العربية» التي اقترحتها المملكة العربية السعودية في مؤتمر القمة الذي عقد في بيروت عام 2002. من جانبه، دعا وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية، جان أوغاسبيان (من تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري) الى «الاستفادة من المؤشرات الايجابية وتوفير مناخات مؤاتية من التروي والهدوء» بين الفرقاء اللبنانيين، في حين اتهم عضو تكتل «التغيير والإصلاح»، النائب ابراهيم كنعان، الحكومة الحالية بأنها تسعى الى «بناء سلطة على حساب بناء الدولة الحقيقية».

وقد تحدث رئيس البرلمان اللبناني في مقابلة مع قناة «العربية» من باريس التي وصل اليها امس عن ثلاثة أهداف لزيارته السعودية: «الأول وحدة المسلمين داخل لبنان لا سيما أن التشظي الذي يحصل في المنطقة، وخصوصا في العراق الشقيق، كان ينعكس على الوضع العام كله. والثاني يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية والتي لا تزال مستمرة والضغط الذي لا يزال قائما بالنسبة الى لبنان وخصوصا محاولة تفكيك الوحدة الوطنية اللبنانية والتي هي المنفذ الدائم لكل حروب إسرائيل ضد بلدنا. والثالث، محاولات إيجاد خرق في موضوع العلاقات بين الإخوة في السعودية والإخوة في سورية. وبالتالي انعكاس هذه المرآة من العلاقات، إذا صححت، على العلاقات بين لبنان وسورية».

وتحدث عن «المبادرة التي أطلقها الملك عبد الله ملك المملكة العربية السعودية» وقال «عقد المؤتمر في بيروت عام 2002 وأجمع العرب على تلك المبادرة. الاسرائيليون يرفضون ومن خلف الاسرائيليين يرفض هذا الموضوع. الآن حان الوقت لكي يطرح موضوع العودة الى مفاوضات السلام. الآن الوقت يمكن أن يكون ملائما جدا للعودة الى مفاوضات السلام. كيف يمكن اذا كان العرب ممزقين في هذا الشكل؟ أعتقد ان التعويض الوحيد لهذا الامر هو ان يجتمع شمل العرب والاستفادة من هذا الامر. وهذا الكلام تقريبا بحرفيته كان لي الشرف بأن أقوله أيضا في لقائي الأخير مع المسؤولين السعوديين وعلى رأسهم جلالة الملك. وآمل أن أسمع الآن من البقية الباقية وأن يلتقي العرب». ونفى ان تكون «العيدية» التي وعد بها اللبنانيين بعد انقضاء شهر رمضان هي زيارة مشتركة له ولرئيس الحكومة فؤاد السنيورة الى سورية. وحول العلاقة بين تيار المستقبل وحزب الله قال انها «افضل بكثير مما كانت عليه إبان المعارك، وقبيل ذهابي الى السعودية وبعد رجوعي من المملكة العربية السعودية حصل تفاهم بصراحة على وقف كل الاستنزافات الاعلامية والحرب الإعلامية».

وأكد أن «حكومة الوحدة الوطنية تعطي مناعة أكبر للبلد لكن شرط أن تكون مسبوقة بتوافق. وأتحفظ كثيرا على إسقاط الحكومة من دون ان يكون هناك توافق على حكومة أخرى مسبقا كي لا نصل الى الفراغ، لذلك لا بد من ان يحصل توافق».

وكشف عن محاولة يقوم بها لتنظيم لقاء بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والنائب وليد جنبلاط، مؤكدا ان التشاور والتنسيق لم ينقطعا بين حزب الله ورئيس الحكومة اللبنانية خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان.

من جانبه، قال وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية، جان اوغاسبيان، ان رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري «يصر على التماسك الوطني اللبناني في مرحلة تشهد استحقاقات خطيرة، ويرحب بأي حوار يسهم في اخراج لبنان من المأزق السياسي. وللرئيس (نبيه) بري في هذا الاطار دور في تقريب وجهات النظر والوصول الى تفاهمات حول القضايا الأساسية».

ودعا اوغاسبيان الى إبقاء أي خلاف سياسي «ضمن الإطار السياسي، وعدم تحويله الى منحى تصاعدي في الشارع، لان للشارع الكثير من السلبيات والمضاعفات»، معتبرا «أن المعارضة ضرورية، لا بل ان وجودها في النظام الديمقراطي القائم في لبنان لكي تقوم بدور المحاسبة والمراقبة. واذا كان من حقها ان تطالب بحكومة جديدة، الا ان اي تغيير حكومي يجب ان يحصل حسب الاصول والقوانين».

ورفض مطلب رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون اجراء انتخابات نيابية مبكرة، معتبرا ان الانتخابات النيابية «تحصل في التوقيت الدستوري في العام 2009، وعندئذ فلتظهر كل القوى قوتها وتمثيلها».

ورأى اوغاسبيان ان عدم مشاركة عون في الحكومة الحالية «يعود الى رفضه ذلك، انطلاقا من قناعات لديه ترتبط بالحصول على الثلث المعطل، في وقت لا احد يتحدث فيه عن الثلثين المنتجين، علما ان هذه الحكومة شكلت بعد اخذ نتائج الانتخابات النيابية بالاعتبار».

في المقابل، قال عضو تكتل «التغيير والإصلاح»، النائب إبراهيم كنعان، في حديث ادلى به امس: «إن ما يسمى الثلث المعطل لا يشكل مشكلة في حال وجد التفاهم فالحكم يصبح شراكة». واعتبر«ان الحكومة الحالية مهتمة ببناء سلطة على حساب بناء الدولة الحقيقية». وامل من الحكام اللبنانيين «ان يستفيدوا من الدعم الدولي لأن الثقة بين الحكومة اللبنانية والمجتمع الدولي مفقودة». وخلص الى اعتبار «ان سياسات رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لم تؤد الى نتيجة بسبب انعدام الرؤية».

x