الهاشمي: حكومة المالكي تواجه عقبات حقيقية.. وحوارات بدأت مع «المقاومة» من خلالي

العاهل الأردني استقبل نائب الرئيس العراقي وحذر من محاولات إذكاء نار الاقتتال الداخلي

TT

أكد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني مجددا أن أمن واستقرار العراق هو مصلحة أردنية مثلما هو مصلحة عراقية.. وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة التي يحتاجها الشعب العراقي في هذا الوقت لتجاوز الظروف الصعبة التي يواجهها.

كما أعرب العاهل الاردني خلال استقباله أمس نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي والوفد المرافق عن قلقه العميق من تزايد وتيرة العنف في العراق خلال الأسابيع الماضية محذرا من المحاولات الهادفة إلى إذكاء نار الاقتتال الداخلي بين أبناء الشعب العراقي الواحد. وأشار إلى دعم الأردن لجهود الحكومة العراقية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في العراق، داعيا إلى تكثيف الجهود الوطنية العراقية لحماية وحدته، كما دعا الشعب العراقي بجميع مكوناته إلى الوقوف صفا واحدا ضد محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لبلادهم والعبث باستقرار ومستقبل العراق.

وأعرب العاهل الاردني خلال اللقاء عن دعمه للعملية السياسية الجارية في العراق، مشيرا إلى ضرورة مشاركة كافة أبناء الشعب العراقي، من شيعة وسنة وأكراد، في صياغة مستقبل العراق حتى يتمكن من استئناف دوره الحيوي في المنطقة والعالم.

من جهته، أكد الهاشمي ضرورة دعم الحكومة العراقية للمضي قدما في مشاريع المصالحة الوطنية ووقف نزيف الدم العراقي. ونوه بان هناك تقدما في المسألة الامنية في عدد من المحافظات التي تشهد استقرارا وبالتالي لا حاجة لوجود قوات متعددة الجنسيات في هذه المناطق، وقال الهاشمي في مؤتمر صحافي مشترك مع معروف البخيت رئيس وزراء الاردن نحن بحاجة في الوقت الحاضر لقوات متعددة ولكن يجب ان تكون جزءا من القوة العسكرية الوطنية العراقية وان تخضع الى قرارات السلطة العراقية، موضحا ان هذا الامر سيطبق في بادئ الامر بمحافظة الانبار التي ستشهد ادارة جديدة لهذا الملف بعد ان فشلت القوة العسكرية في فرض الامن والاستقرار التي ما زالت مضطربة حتى الآن. وردا على سؤال بشأن وجود حوارات بين قيادة الجيش الاسلامي والادارة الأميركية كشف الهاشمي عن وجود حوارات تجري بين اطراف المقاومة من ضمنها الجيش الاسلامي مع اطراف عديدة، واضاف هذا الاتصال ليس بجديد، وقال «هناك اتصالات بدأت من خلالي شخصيا قبل حوالي اشهر وقد انقطعت وستبدأ قريبا، مبينا ان الموضوع لا يتعلق فقط بفصيل مقاومة واحد، والمطلوب في الوقت الحاضر ان تعيد جميع الفصائل النظر في موقفها على ضوء الحقائق المستجدة في العراق في الظرف الراهن ولا بد ان تعي اهمية الجلوس على طاولة مفاوضات في المستقبل القريب سواء قررت ان تجلس مع الادارة الاميركية او تجلس مع الحكومة العراقية كما نفضل في الوقت الحاضر». وردا على سؤال اكد البخيت اننا في الاردن لا نزال نرحب بعقد مؤتمر القيادات الدينية العراقية في عمان وعقد أي مؤتمر آخر، مضيفا نحن لن نتردد عن فعل أي شيء فيه صالح الشعب العراقي، وبشأن الامور العالقة بين البلدين اوضح البخيت انه تم الاتفاق على متابعة جميع الامور العالقة ومن ضمنها «حسابات عالقة»، مشيرا الى زيارة سابقة ستلحقها زيارة اخرى لوفد فني عراقي لمقابلة الفنيين الاردنيين للبحث في كيفية حل هذه الامور المالية العالقة.

وفيما يتعلق بالتأخير في تزويد الاردن بالنفط وفق مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين، بين الدكتور البخيت ان اسباب التأخير «فنية لوجستية بحتة»، مشيرا الى ان الشركة جاهزة الان للنقل «وننتظر الانتهاء من بعض الاجراءات الفنية البسيطة على مستوى فني وليس سياسي وان شاء سيتم في اقرب وقت البدء بشحن النفط الى الاردن». وكان الهاشمي قد أكد في لقاء مع ابناء الجالية العراقية في الاردن مساء اول من امس ان حكومة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي تواجه عقبات حقيقية لدرجة ان بعض الوزارات خرجت عن سيطرته، لافتا الى ان العديد مما اتفقت عليه الكتل السياسية العراقية حول مشروع المصالحة الوطنية لم ينفذ حتى الآن. واعاد الهاشمي تاكيده على اهمية الدعوة للسنة للمشاركة في القرار السياسي العراقي تحديدا في هذه الظروف. وتعقيبا على مطالبات من بعض القوى والتنظيمات بتخلي الهاشمي عن منصبه، اكد نائب الرئيس العراقي على ان خروجه من السلطة في الوقت الحالي ليس خيارا موفقا. وقال «لو شاركنا نحن السنة في السلطة منذ البداية لما حصل ما حصل ولم يكن باستطاعة الطرف الآخر الانفراد بالقرارات المصيرية للعراق»، مؤكدا أن أعمال العنف التي تقوم بها الميليشيات المسلحة أربكت المشهد السياسي العراقي في تحديها للدولة والقانون وارادة الشعب العراقي وتعرقل مشروع المصالحة الوطنية.

وطالب الهاشمي العراقيين بعدم اتهام الموجودين بالمنطقة الخضراء او من تقلد منصب رسمي بالعمالة للقوات الاميركية داعيا العراقيين المقيمين في الاردن الى العودة الى العراق والمساهمة في بناء العراق الجديد. وزاد «ان العراق بأمس الحاجة الى الخبرات والكفاءات المهاجرة»، مشيرا أن هناك حوارات جادة بين الكتل السياسية لايجاد مخرج للازمة العراقية الحالية سيما أن الفترة المقبلة ستشهد سقوط المزيد من الشهداء وسفك الدم العراقي.