تضارب حول تقارير عن نية إدارة بوش إلزام حكومة المالكي بجدول زمني

مسؤولون يتحدثون عن مطالب ستطرح على بغداد قبل نهاية السنة.. والبيت الأبيض ينفي

TT

فيما التقى الرئيس جورج بوش أول من امس مع كبار مستشاريه وقادته العسكريين في اجتماع في البيت الأبيض بشأن العراق أول من امس لدراسة خيارات سبيل للتقدم في العراق وسط العنف المتصاعد، نفى البيت الابيض تقارير افادت، نقلا عن مسؤولين، بأن الادارة تعد برنامجا يتضمن جملة من المطالب وستطرحه على حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قبل نهاية السنة. وتحدث المشاركون في مؤتمر أول من أمس عبر الفيديو لمدة 90 دقيقة وشارك فيه الى جانب الرئيس بوش نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد والسفير الأميركي في العراق زلماي خليلزاد والجنرال جورج كيسي القائد العسكري في العراق. وتناول البحث تغييرات تكتيكية يمكن أن تواجه التحديات الكبيرة التي تطرحها الحرب، وفقا لما قاله المسؤولون. وهذا الاجتماع، الذي سماه البيت الأبيض الثالث في سلسلة من الاجتماعات التي عقدها بوش مع هذه المجموعة للتشاور بشأن الحرب، لم يدرس أية تغييرات سياسية كبيرة، وفقا لما قاله المسؤول الكبير الذي اشترط عدم الإشارة الى اسمه. وفي خطابه الاذاعي يوم السبت، لم يقدم بوش إشارات حول أي تغير أساسي، وقال ان «هدفنا واضح وثابت. إنه النصر. أما ما يتغير فهو التكتيكات التي نستخدمها لتحقيق ذلك الهدف».

وكان مسؤولون في البيت الأبيض قد نفوا صحة ما ورد في تقرير نشرته «نيويورك تايمز» أول من امس على موقعها على الانترنت، وقالت فيه ان الادارة تعد مسودة جدول زمني للحكومة العراقية لتتخذ دورا أكبر في أمن البلاد. لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، فردريك جونز، قال إن «المعلومات غير دقيقة». وقال مسؤولون في البيت الأبيض، إن القضية لم تكن موضع نقاش اجتماع امس. وحسب «نيويورك تايمز»، أشار المسؤولون الى ان البرنامج الذي سيقدم للمالكي قبل نهاية السنة الحالية ما زال قيد الدراسة، ويتضمن مطالب محددة مثل نزع أسلحة الميليشيات ومطالب سياسية واقتصادية. وحسب الصحيفة، فانه رغم ان البرنامج لا يهدد حكومة المالكي بسحب القوات الاميركية من العراق، إلا ان مسؤولين قالوا ان ادارة بوش يمكن ان تدخل تغييرات على استراتيجيتها العسكرية، وتدرس عقوبات اذا امتنعت حكومة المالكي عن تبني البرنامج أو فشلت في تنفيذ بنوده. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) يشارك في وضع البرنامج، انه تتم مشاورة المسؤولين العراقيين اثناء وضع هذه الخطة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول اميركي قوله «اذا لم يتمكن العراقيون من تحقيق ذلك، سيكون علينا إعادة النظر» في الاستراتيجية الاميركية في العراق. ويقوم بإعداد البرنامج الجنرال جورج كيسي والسفير زلماي خليلزاد، اللذان يحتلان أعلى منصبين عسكري ومدني في العراق، الى جانب مسؤولين في البنتاغون.

وظلت معايير القياس دائما جزءا من سياسة الولايات المتحدة في العراق لأشهر، حسبما قال دان بارتليت أحد مساعدي بوش الكبار. وأضاف بارليت «بشكل ضمني نحن نقول لهم إنهم إذا لم يحققوا تلك المعايير، فإننا سنجري تغييرات وفق ذلك». إلى ذلك, نقلت قناة الجزيرة عن فرنانديز مدير الدبلوماسية العامة في مكتب وزارة الخارجية لشؤون الشرق الادنى، قوله «حاولنا أن نبذل قصارى جهدنا (في العراق)، لكني أعتقد أن هناك مجالا واسعا للنقد، لأنه كان هناك بلا شك غطرسة وكان هناك غباء من الولايات المتحدة في العراق». ونقل أيضا عن فرنانديز، قوله ان واشنطن مستعدة للتحدث الى أي جماعة عراقية من أجل انهاء العنف، فيما عدا تنظيم القاعدة بالعراق. وحسب وكالة رويترز، سئل شون ماكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية عن التقرير فأجاب «ما يقوله (فرنانديز) هو أن هذا ليس اقتباسا دقيقا». وسئل مكورماك عما اذا كان يعتقد أنه يمكن الحكم على الولايات المتحدة بالغطرسة فأجاب بالنفي.

*خدمة «واشنطن بوست» ـ (خاص بـ«الشرق الأوسط»)