بيكر يسعى لوفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين وواشنطن خطت الخطوة الأولى لتغيير سياستها في العراق

TT

يتجه الحزبان الجمهوري والديمقراطي الاميركيان الى «توافق» بشأن الوضع في العراق تكون أرضيته التقرير الذي تعكف «مجموعة دراسة العراق» برئاسة جيمس بيكر وزير الخارجية الاميركي الاسبق ولي هاملتون السيناتور الديمقراطي السابق على إعداده.

وكان الرئيس جورج بوش قد اجتمع أمس مع «مجموعة دراسة العراق» في أول خطوة فعلية لإدخال تغييرات على السياسة الاميركية في العراق، وحضر الاجتماع في البيت الابيض أهم أركان الادارة الاميركية بمن في ذلك وزير الدفاع المقال دونالد رامسفيلد، اضافة الى ديك تشيني نائب الرئيس، وكوندوليزا رايس وزيرة الخارجية، وستيفن هادلي مستشار الامن القومي، ورئيس أجهزة المخابرات جون نغروبونتي، وكذلك زلماي خليلزاد سفير واشنطن في العراق، والجنرال جورج كاسي قائد القوات الاميركية في العراق. وذكر ان بوش التقى لمفرده في البداية اعضاء المجموعة ثم انضم اليه تشيني وهادلي وجون بولتن رئيس موظفي البيت الابيض، كما انضم للاجتماع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة توني بلير رئيس الحكومة البريطانية. وذكر ان بيكر قدم اقتراحات بحل وسط بين «الانسحاب المتدرج» و«بقاء القوات الاميركية» الى حين الانتهاء من مهامها في العراق.

واستغرق الاجتماع فترة اطول مما هو مقرر، وبحثت خلاله الافكار الرئيسية التي توصلت اليها اللجنة على الرغم من انها ستضع تقريرها النهائي نهاية السنة الحالية. وكان مسؤول كبير في البيت الابيض قد استبق الاجتماع بالقول «لن يستبعد الرئيس بوش ايا من اقتراحات اللجنة بما في ذلك الحوار مع سورية وايران بشأن العراق» وقال بولتن عندما سئل حول الحوار مع الدولتين «لا نستبعد أي شيء» وشدد على ان البيت الابيض يبحث عن «معالجة جديدة». وقال توني سنو إن اجتماع بوش مع لجنة بيكر لم يستعرض بدائل لكنه تطرق الى «تقييم الوضع على أرض الواقع». وأهم الأفكار التي طرحتها اللجنة هو تقسيم العراق الى ثلاث مناطق أو فيدراليات، وفتح حوار مع سورية وايران، وفتح حوار مع المسلحين وإعادة البعثيين الى وظائفهم (من غير القيادات) ووضع جدول زمني للانسحاب المتدرج، لكن بولتن قال إن واشنطن ليست متحمسة لفكرة تقسيم العراق، مشيراً إلى ضرورة تقاسم السلطة. ولا يوجد اتفاق وسط الديمقراطيين الذين لن يمارسوا مهامهم كأغلبية الا في بداية السنة المقبلة حول كيفية انسحاب القوات الاميركية من العراق او الفترة اللازمة لذلك على الرغم من أنهم يلحون على الانسحاب دون إبطاء، لكنهم شرعوا يقولون الآن إن عودة الجنود الاميركيين الى بلادهم يجب ان لا تعني سقوط العراق في الفوضى.

وقال السناتور الديمقراطي كارل ليفين الذي سيتولى رئاسة لجنة الشؤون العسكرية ان القوات الاميركية يجب ان تبدأ عودتها الى البلاد خلال أربعة الى ستة أشهر. وقال ليفين «يجب ان نبلغ العراقيين ان الالتزام اللا محدود قد انتهى» وقال إن نواباً من الحزب الجمهوري يدعمون هذا التوجه.