أحمدي نجاد يعرض التعاون في الشرق الأوسط .. مقابل الاعتراف بـ«أهمية بلاده الإقليمية»

وزير الدفاع يحذر الولايات المتحدة وإسرائيل من «الندم» على أي عدوان ضد طهران

TT

بعث الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد رسالة أمس الى رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي يعلن فيها استعداده التعاون لدفع عملية السلام في الشرق الاوسط، ولكن مشترطاً اعترافاً دولياً بـ«اهمية بلاده الاقليمية». وجاء عرض احمدي نجاد للتعاون في وقت اعلنت فيه ايران عن استعدادها على رد «ساحق وحاسم»، يجعل الولايات المتحدة واسرائيل «تندمان» على أي هجوم عسكري مستقبلي ضدها.

واعلن برودي في مؤتمر صحافي في روما أمس ان رسالة احمدي نجاد «تحمل تعهداً بالاستعداد للحوار»، واضاف ان نائب وزير الخارجية الايراني سعيد جليلي سلم روما الرسالة. وقال وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما بعد لقائه جليلي انه شعر بـ«استعداد ايران للمساعدة في التوصل الى السلام والاستقرار، خاصة في افغانستان والعراق ولبنان والشرق الاوسط». واضاف: «يجب اثبات ذلك من قبل افعال (ملموس)، ولكن ايران ترغب بالاعتراف بانها دولة ذات اهمية ممكنة في المنطقة». وصرح مسؤول ايطالي بأن برودي وداليما اقرا «تطلعات ايران المشروعة للاعتراف بها كقوة اقليمية» اثناء لقائهما مع جليلي. واضاف المصدر الذي طلب من وكالة الصحافة الفرنسية عدم الافصاح عن هويته ان برودي فيما حث ايران على «التعاون لحل المشاكل الرئيسية في المنطقة»، موضحاً: «على ايران ان تستخدم ثقلها ونفوذها لارساء الاستقرار التام في المنطقة».

ومن جهته، اعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي أمس ان ايران تنتظر مبادرات «ملموسة» من الولايات المتحدة للبدء بحوار حول الوضع في العراق. وقال الوزير الايراني الذي يزور نيودلهي، في مقابلة مع التلفزيون الايراني العام: «ان مجرد تصريحات الاميركيين حول تغيير سياستهم في العراق ليست حلا للمشاكل»، موضحاً «ننتظر (تغييراً) ملموساً في تصرف البيت الابيض». واضاف: «سندرس اولا الموقف الجديد للولايات المتحدة ووجهه الفعلي في ما يتعلق بالحوار حول العراق، وسنقرر لاحقا في هذا الموضوع».

وبينما تنتظر طهران مقترحات واشنطن ازاء العراق، قال وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد نجار أمس ان بلاده سترد بحسم على أي عمل عدواني من جانب الولايات المتحدة أو اسرائيل. ونقل التلفزيون الايراني الرسمي عن محمد نجار قوله: «اذا اعتزم الاميركيون أو الصهاينة عمل أي شيء ضد مؤسسة الجمهورية الاسلامية المقدسة، فإن قواتنا المسلحة ستقدم لهم رداً ساحقاً وحاسماً». وأضاف ان الرد الايراني المحتمل «سيجعلهم يأسفون على عملهم الى الابد». وأجرت القوات المسلحة الايرانية ثلاث مناورات حربية في العام الماضي شملت اختبار صواريخ ذاتية الدفع متوسطة المدى يمكنها ان تصل الى اسرائيل أو قواعد اميركية في الخليج. وأشار الوزير الى المناورات، قائلاً: «المناورات الحربية التي نشاهدها كل يوم علامات على درجة الاستعداد القصوى للقوات المسلحة استناداً إلى القدرات المحلية». وتشدد الولايات المتحدة واسرائيل على انه يجب تجريد ايران من قدراتها النووية، التي تخشى ان أغراضها عسكرية. وعلى الرغم من مصادقة مجلس الامن على قرار يلزم ايران بالتخلي عن سلاحها النووي، مازالت روسيا والصين تعارضان استخدام القوة الدبلوماسية او العسكرية لاجبار ايران عن التخلي عن برنامجها النووي. ونقلت وكالة الانباء الروسية «ريا نوفوستي» عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله امس ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب ان تقود الجهود لحل النزاع حول البرنامج النووي الايراني، بدلاً من مجلس الامن. وقال لافروف في مؤتمر صحافي في الهند امس ان مقترحات بلاده لتعديل مسودة مشروع يفرض العقوبات على ايران تسهم الى «مساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للعودة الى المفاوضات». وجاءت تصريحات لافروف في وقت اعلن مسؤول في وزارة الدفاع الروسية ان روسيا ستمضي قدما في تنفيذ عقد لتسليم انظمة دفاع جوية متطورة الى ايران، على رغم دعوات اميركية لروسيا باعادة النظر في المسألة.

وصرح رئيس الجهاز الفيدرالي للتعاون العسكري والفني ميخائيل دميتريف بأنه «يجري تنفيذ العقد مع ايران، وكل شيء يسير على ما يرام، وسنحترم الشروط بشكل تام»، وأضاف: «لا يوجد سبب لإعادة التفكير في العقد». يذكر ان الاعلام الروسي أعلن في نهاية عام 2005 ان ايران وقعت عقداً مع موسكو لشراء 29 نظام دفاع جوي بقيمة 700 مليون دولار.