الحكومة السودانية: وافقنا فقط على تقديم الأمم المتحدة مساعدات لوجستية للقوة الأفريقية في دارفور

نفت توصلها إلى اتفاق بنشر قوات «مختلطة» في الإقليم

TT

نفى وزير الخارجية السوداني الدكتور لام اكول توصل الحكومة السودانية الى اتفاق مع الامم المتحدة والاتحاد الافريقي يسمح بنشر قوات مشتركة من المنظمة الدولية والاتحاد الافريقي في دارفور، واعتبر ما تناقلته وكالات الانباء في هذا الصدد «غير صحيح»، مؤكدا انه «لم يحدث انفراج والجميع قبل بمساعدة الاتحاد الافريقي لوجستيا». فيما قال مسؤول سوداني آخر ان الاتفاق تم على حزمة من الدعم للاتحاد الافريقي لوجستيا وماديا وبخبرات فنية بأعداد للخبراء ما بين 100 الى 150 خبيرا من الامم المتحدة للتوجيه والدعم الفني لا غير.

وكان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان قد اعلن ان السودان قبل «مبدأ» تنفيذ «عملية مشتركة» بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في مهمة سلام في اقليم دارفور، ورحب الرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس بهذا التطور.

وأضاف اكول في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» من اديس ابابا عبر الهاتف «وافقنا على تقديم الامم المتحدة مساعدات فنية ولوجستية لقوات الاتحاد الافريقي»، ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه في اجتماع اديس ابابا مساء اول من امس لا يسمح بنشر قوات مشتركة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور، مشيرا الى ان الامم المتحدة وافقت على تقديم هذه المساعدات وبدأت بالفعل المرحلة الاولى وترتب للمرحلة الثانية.

وحول عدد الخبراء من الامم المتحدة اوضح انه لم يتم تحديد رقم بعينه، «لكننا نسمع ان الامم المتحدة تتحدث عن المئات وهذا يعتمد على قوة الاتحاد الافريقي التي سيتم نشرها».

وردا على سؤال آخر حول ما تناقلته وكالات الانباء حول ترحيب الرئيس الاميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس بنشر قوات مشتركة في دارفور وماذا كان سيحبطون بهذا الموقف النافي للتوصل الى اتفاق، قال اكول «من الذي سيندم.. وإذا اصابهم احباط فهذا امر يخصهم». وكان انان قد اعلن مساء اول من امس الخميس في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا، ان السودان قبل «مبدأ» تنفيذ «عملية مشتركة» بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في مهمة سلام في اقليم دارفور (غرب) الذي يشهد حربا اهلية. وقال انان اثر محادثات مطولة في اديس ابابا خصوصا مع وفد سوداني والاتحاد الافريقي ان «مبدأ تنفيذ عملية مشتركة نال الموافقة وتبقى تسوية مسألة عدد القوة»، مضيفا ان «تعيين مسؤولين كبار للعملية المشتركة سيكون موضع بحث بين الطرفين»، وأضاف ان «قوة السلام ستكون بمعظمها افريقية».

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد أشاد امس الجمعة بقرار السودان قبول مبدأ عملية سلام مشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في اقليم دارفور. وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي غوردون غوندرو ان بوش الذي يقوم حاليا بجولة اسيوية «يشيد بالاتفاق». وأضاف ان «هذا الاتفاق يفتح الطريق امام قوة سلام مشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور مؤلفة خصوصا من الافارقة الذين سيتولون قيادتها ايضا ومجهزة وممولة من الامم المتحدة».

وفي هانوي، حيث سبقت بوش للمشاركة في اجتماعات منتدى التعاون بين آسيا والمحيط الهادئ (ابيك) قالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس انها تحدثت مساء الخميس مع انان، وذكرت «آمل الان ان توافق الحكومة السودانية على هذا الاقتراح لان الوضع في السودان لا يشهد تحسنا»، وأضافت «انها بالتأكيد فرصة حقيقية لحل مشكلة شديدة الصعوبة والعودة الى وضع يحصل فيه اناس ابرياء على الحماية وحيث يمكن للحكومة السودانية ان تتعاون مع النظام الدولي».

وفي الخرطوم قالت مصادر في الخارجية السودانية لـ«الشرق الأوسط» ان الحكومة السودانية ليس لديها أي اعتراض على بندين في خطة انان هما: تعزيز قوات الاتحاد الافريقى الموجودة في دارفور، وتوفير الدعم اللوجستي لها، وشددت على ان الحكومة غير موافقة على ثلاثة بنود في مقترح القوات المختلطة الواردة في خطة انان وتتمثل في تعيين القائد المشترك وكيفية تسليم تقاريره، وتبعية المبعوث الخاص المشترك، ويرى السودان ان تقدير القوة المشتركة بـ«17300» كبير وغير مبرر.

وقال المصدر ان الحكومة سترد رسميا على خطة انان خلال ثلاثة ايام وسيتضمن الرد جملة مقترحات من جانبها سيتم نقاشها في اجتماعات مجلس الامن والسلم الافريقي في الكونغو برازفيل في الايام القادمة.

وفي الخرطوم عزز وزير الدولة للخارجية السودانية السماني الوسيلة ما اشار اليه اكول وقال ما ذهب اليه الاعلام لا يصب في هذا الاتجاه. وأضاف ان الاتفاق تم على حزمة من الدعم للاتحاد الافريقي لوجستيا وماديا وبخبرات فنية بأعداد للخبراء ما بين 100 الى 150 خبيرا من الامم المتحدة للتوجيه والدعم الفني لا غير.

وقال الوسيلة في تصريحات صحافية ان حكومته رفضت في اجتماع اديس ابابا تحديد الشخص الثاني في قوات الاتحاد الافريقي من القوات الدولية وأضاف «نحن نتمسك بالقوات الافريقية وقيادة الاتحاد الافريقي»، وتابع «لم نتفق على قوات مشتركة».

ورحب الناطق باسم حركة العدل والمساواة والقيادي في جبهة الخلاص احمد حسين بالجهود الدولية لحل ازمة دارفور في جوانبها السياسية والأمنية والاقتصادية، معربا عن امله في ان توظف الجهود في توحيد الرأي الدولي مشيدا بالامين العام كوفي انان متمنيا ان يقنع كل اعضاء مجلس الامن الدولي خاصة الصين وروسيا في حل النزاع لصالح اهل دارفور وليس لصالح حكومة السودان.

وقال حسين لـ«الشرق الأوسط» ان ما تم في اديس ابابا يعتبر تسليطا للضوء وتوزيعا للجهد ليخاطب كل جذور المشكلة معلنا موافقة حركته على مبادرة انان للقاء كل الاطراف للتباحث لحل الازمة ومخاطبة حقوق اهل دارفور بصورة كاملة، وقال ان حركته وجبهة الخلاص مستعدة وبالتنسيق مع حركة تحرير السودان للتفاوض مع الحكومة السودانية بوفد موحد.