عباس ينفي رفض ترشيح شبير.. وأنباء عن تفضيله الخضري لرئاسة الحكومة

إسرائيل تقصف منازل قادة ميدانيين وأولمرت يرفض هجوما موسعا على غزة

TT

نفى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، امس الأنباء التي تحدثت عن رفضه لتولي محمد شبير، الرئيس السابق للجامعة الإسلامية بغزة رئاسة حكومة الوحدة الوطنية، التي اتفقت حركتا حماس وفتح على تشكيلها. وفي تصريحات للصحافيين في مدينة غزة، قال عباس «لا صحة لهذه الأنباء، والآن نحن ندرس كل شيء، ولا يوجد شيء محدد أمامنا، وعندما يكون هناك شيء محدد سنعلنه لكم». وكان موقع «المركز الفلسطيني للاعلام»، على شبكة الانترنت المقرب من حركة حماس قد نقل عما سماه مصادر فلسطينية مطلعة، قولها إنّ عباس، أبلغ رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وقيادة حركة حماس رفضه ترشيح شبير لتولي رئاسة حكومة الوحدة الوطنية المقبلة، وذلك خلال الاجتماع الذي عقد بينهما في ساعة متأخرة من الليلة الماضية.

واضافت المصادر ان الرفض جاء بسبب عدم رضا اسرائيل والولايات المتحدة وبعض الأطراف العربية عن شخصية شبير، كونه «الأكثر قرباً» من حركة حماس. من ناحية ثانية، قالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الاوسط» إن الرئيس عباس كان يفضل تكليف وزير الاتصالات الحالي جمال الخضري، الرئيس السابق لمجلس امناء الجامعة الاسلامية بغزة بتشكيل الحكومة القادمة. يذكر أن ابو مازن سبق له ان رفض اقتراح حماس بتكليف وزير الصحة الحالي باسم نعيم بتشكيل الحكومة القادمة بسبب موقعه القيادي في حركة حماس. من ناحية ثانية، صعدت اسرائيل من حملتها ضد تكليف شبير لرئاسة الحكومة القادمة. وقامت قناة التلفزة الاسرائيلية العاشرة بعرض جزء من لقاء شبير بوفد ألماني حيث تحدث فيه شبير عن عدم الحاجة للاعتراف بإسرائيل. وتساءل شبير الذي لم يكن منتبهاً الى وجود كاميرات التلفزيون عن السبب الذي يدفع الفلسطينيين للاعتراف بإسرائيل في الوقت الذي تكثف فيه اسرائيل القمع ضدهم. واشار شبير الى أن اعتراف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات باسرائيل لم يمنعها من فرض الحصار عليه حتى وفاته. وكان عددٌ من المسؤولين الإسرائيليين قد رفضوا اعتبار شبير شخصية مستقلة.

على الصعيد الميداني، واصل الجيش الاسرائيلي لليوم الثاني على التوالي استهداف منازل قادة وعناصر في الأذرع العسكرية لحركة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. ففي شمال القطاع قصفت طائرات الأباتشي الإسرائيلية بصاروخ واحد على الأقل منزل إبراهيم دهمان، القيادي في ألوية الناصر صلاح الدين ـ الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية الفلسطينية، وهي احدى الفصائل التي شاركت في عملية اسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط. وذكرت مصادر فلسطينية أن قصف المنزل جاء بعد ربع ساعة من قيام المخابرات الاسرائيلية بالاتصال بعائلة دهمان هاتفياً ومطالبتها بإخلاء المنزل تمهيداً لقصفه، وتمكنت العائلة من إخراج بعض الأثاث من المنزل قبل أن تحلق طائرات الأباتشي على ارتفاعات منخفضة في أجواء جباليا وتطلق الصاروخ تجاه البيت.. وفي مدينة رفح، اقصى جنوب القطاع قصفت طائرات اسرائيلية، منزل سامي صالح (أبو سليم)، قائد القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية، والكائن في منطقة الشابورة، شمال غربي المدينة. وقامت طائرة من نوع إف ـ 16 بإلقاء قنبلة تزن نصف طن على منزل أبو سليم المكون من طابق واحد، بعد عشر دقائق من تهديدها له عبر الهاتف بقصف المنزل ومطالبته بالإخلاء. وقال الدكتور علي موسى، مدير مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، إن القصف أدى لإصابة الفتى محمود السطري (15 عاماً) بشظايا في الرأس، والشاب عبد القادر أبو العينين (18 عاماً)، الى جانب الفتاة أمينة حسين (14 عاماً) بشظايا في الرأس، والفتاة هالة أبو العينين (22 عاماً) بشظايا في الساق، ووصف جراحهم بالطفيفة. وذكرت مصادر امنية فلسطينية أن طائرة من نوع اف 16 ألقت قنبلة تزن نصف طن على منزل القائد أبو عجينة، ودمرته بشكل كامل، حيث دوَّى انفجار قوي نتيجة القصف. وفي نفس الوقت، قامت مروحية اسرائيلية بقصف ورشة للخراطة تقع وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. يذكر أن اسرائيل تدعي أن صواريخ «القسام» يتم تصنيعها في ورش الخراطة في ارجاء قطاع غزة. وأن قوات الاحتلال أقدمت ليلة الاربعاء الماضي على قصف خمسة منازل لقادة المقاومة في أنحاء متفرقة في قطاع غزة، مما أدى لإصابة خمسة مواطنين في رفح. من جهة اخرى، استبعدت اسرائيل في الوقت الراهن شن هجوم عسكري واسع على قطاع غزة ردا على اطلاق صواريخ فلسطينية، مع التفكير في الوقت نفسه في استخدام وسائل «اشد قسوة» لوقفها.

واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت للصحافيين الذين يرافقونه في طريق العودة من الولايات المتحدة «هناك الكثير من الافكار حول سبل وقف الهجمات بصواريخ «القسام»، وعلينا ان نتذكر بأن الامر لا يتعلق بحرب تأتي بحل سريع». واضاف «على الذين يتحدثون عن عملية «السور الواقي» ويطالبون بشن هجوم مماثل في قطاع غزة ان يتذكروا بان الارهاب لم يتوقف وانه ما زال مستمرا في الضفة الغربية».

وقال اولمرت «اني آخذ هجمات القسام على محمل الجد لكن عملياتنا في غزة يجب ان تكون محددة استنادا الى المعلومات الاستخبارية ونسبة جهوزيتنا وقدراتنا للحد من هذه الهجمات قدر الامكان».