الجيش الإسرائيلي يطور قنابل غير مرئية لتنفيذ الاغتيالات

بيريس المشرف على المشروع: بعد لبنان هناك حاجة لتطوير أسلحة صغيرة بتكنولوجيا عالية

TT

ينكب خبراء السلاح في الجيش الاسرائيلي، هذه الأيام، على تطوير أسلحة جديدة عديدة لمواجهة الصواريخ البدائية الفلسطينية من طراز«قسام»، وبينها قنابل صغيرة جدا حجمها لا يزيد على واحد في المليون من المليمتر لإطلاقها على أفراد خلايا إطلاق الصواريخ الفلسطينيين وقتلهم.

وقالت مصادر عسكرية ان مسألة مواجهة الصواريخ البدائية الفلسطينية باتت ملحة أكثر من أي شيء آخر ولهذا فإن اسرائيل سترصد كل ما يحتاجه الأمر من جهود وخبرات تكنولوجية ومال من أجل انجازها. واللافت أن وراء هذا المشروع يقف نائب رئيس الوزراء وزير التطوير الإقليمي، شيمعون بيريس الحائز جائزة نوبل للسلام. وهو يعتمد على علم الـ«نانو تكنولوجيا»، الذي يتعاطى مع حبيبات الذرة، ويستخدم حاليا في العلاج الطبي (بواسطته تم تطوير فأر إلكتروني يزرع داخل الشرايين لإذابة الكتل الدهنية لدى مرضى القلب) ويستخدم في الإعداد لبناء مصعد إلكتروني من الأرض الى الفضاء وفي صنع ملابس لا تتسخ وغيرها. وتعتبر اسرائيل مع الولايات المتحدة وبريطانيا من أشهر الدول التي تعمل على تطوير هذه التكنولوجيا. والأسلحة التي سيتم اختراعها في هذه التكنولوجيا الاسرائيلية هي: ـ الفأر الإلكتروني: وهو عبارة عن جسم صغير حجمه واحد في المليون من المليميتر يؤدي نفس مهام الطائرة بلا طيار، ويتم إرساله الى هدفه (الزقاقات داخل المخيمات والأحياء الفلسطينية الضيقة) ليحوم في الجو من دون أن يفلح الإنسان العادي في اكتشافه، حيث انه لا يحدث صوتا، فيصور ويلتقط الأصوات ويمكنه أن ينفجر ويقتل من يحيط به.

ـ البدلة المصفحة: بدلة عسكرية مطلية بحبيبات الـ«نانو تكنولوجيا»، يرتديها الجندي فلا تتسخ ولا يخترقها الرصاص أو الشظايا، وطلاء أجساد السيارات بنفس المادة.

ـ المتحسس: جهاز إلكتروني أيضا صغير الحجم لكنه يعتمد على التحسس الالكتروني، ينشر الى الجو بكميات كبيرة ويظل يحوم على علو منخفض وغير مرئي بالعين المجردة يكون قادرا على كشف المعادن والمواد التفجيرية، بواسطة تطوير أدوات حسية فيه تعتمد على قياس الحرارة والوزن والرائحة.

ـ كفوف «ستيف أوستن»: كفوف شبيهة بتلك التي يرتديها بطل الأفلام البوليسية، ستيف أوستن، لكنها مطلية بكميات نوعية من مادة خاصة تجعل حاملها قادرا على توجيه ضربات قاسية وعلى اقتحام بوابات وعلى حمل أوزان ثقيلة.

وقد أعرب بيريس عن اعتزازه بالوقوف وراء هذا المشروع وقال انه في أعقاب الحرب في لبنان وتبعات ذلك على الفلسطينيين أصبحت هناك حاجة لتطوير أسلحة صغيرة وذات قدرات تكنولوجية عالية لا يستطيع العدو مواجهتها. وأكد ان الأسلحة الجديدة ستكون أقل تكلفة وأكثر نجاعة من الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل حاليا في مواجهة العنف الفلسطيني بما في ذلك الطائرة بلا طيار. ووعد بإنجاز الكمية الأولى منها في غضون ثلاث سنوات. وأوضح بيريس انه حصل على موافقة رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، على تطوير الأسلحة المذكورة وأقام طاقما من 15 خبيرا للإشراف عليه، وقد فتح لهم مكتبا خاصا في مكان آمن في تل أبيب وأطلع الأميركيين على مشروعه فوعدوه بالدخول في شراكة معه، وكشف انه سيحاول الحصول على تبرعات في دول العالم المختلفة لتمويل المشروع، باعتبار ان العالم المتحضر كله سيفيد منه.

من جهة أخرى طرح وزير آخر من أعضاء حكومة أولمرت، هو وزير القضاء والاسكان، مئير شطريت، اقتراحا لاختراع صواريخ اسرائيلية شبيهة بصواريخ «قسام»، وقال: نحن أيضا بحاجة الى صواريخ بدائية. فهذه الصواريخ، كما تعلمون، لا تلحق اضرارا جسيمة حيث انها قتلت ثلاثة مواطنين اسرائيليين فقط منذ بدء استخدامها قبل خمس سنوات وأحدثت أضرارا محدودة، ولكنها نجحت في أمر واحد هو زرع الرعب في نفوس الإسرائيليين في بلدات الجنوب. وعلينا أن نفعل الأمر نفسه، بتكنولوجية أعلى قليلا حتى نضمن ألا تسقط هذه الصواريخ في بلداتنا مثلما تسقط عشرات صواريخ القسام على البلدات الفلسطينية في كل شهر. وقال شطريت، الذي يعتبر من رجال السلام في الحكومة، انه يعرف أن الصواريخ وأية حلول عسكرية لن تقدر على حل المشاكل ولن تؤدي الى وقف الصراع وأن الحل المطلوب هو حل سياسي. واقترح على الحكومة ألا تنتظر أكثر وأن تتجه فورا الى طرح مبادرات سياسية، لأن عدم طرحها سيؤدي الى طرح مبادرات من جهات أخرى.