بيلين يطرح مبادرة سلام من 4 نقاط ويؤكد قبول عباس بها

تطرح بقاء القدس موحدة تحت سلطتين

TT

طرح النائب يوسي بيلين، رئيس حزب ميرتس اليساري الصهيوني في الكنيست الاسرائيلي، مبادرة سلام جديدة تعتمد على مبدأ «دولتان للشعبين على أساس حدود 1967». وقال انه حصل على موافقة الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، على هذه المبادرة وانه ينتظر حاليا أن يسمع رد رئيس الحكومة الاسرائيلية عليها. وقد جاء الاعلان عن هذه الخطة في نفس يوم الاعلان عن رفض اسرائيل المبادرة الأوروبية الجديدة للسلام، ولم يكن ذلك صدفة. فقد قصد بيلين، كما أكد أحد قادة حزبه لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن يضع حدا لمماطلات حكومة اسرائيل في الرد عليها.

وقال زميل بيلين، ان كل ذوي العلاقة بالصراع في الشرق الأوسط في اسرائيل والمناطق الفلسطينية وفي العالم يعرفون أن الوضع خطير وقابل للانفجار في كل لحظة، والجميع يبحث في السبل لانقاذ المنطقة وشعوبها من خطر تدهور كبير، ومع ذلك فإن حكومة اسرائيل ما زالت تتصرف وكأنها في عالم آخر. لديها كل الوقت للبحث والتفكير ولا تقدم على أية خطوات عملية لوقف العنف وتحريك المسيرة السلمية.

أولا: وقف شامل لإطلاق النار يتضمن انسحابا اسرائيليا كاملا من قطاع غزة ووقف الاغتيالات والغارات من جهة ووقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية على البلدات الاسرائيلية والعمليات التفجيرية بكل أنواعها، وفي الوقت نفسه اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي، جلعاد شليط، واطلاق سراح جميع الوزراء والنواب الفلسطينيين الذين اعتقلوا بعد خطف شليط، من السجون الاسرائيلية.

ثانيا: تنسحب اسرائيل من غالبية أنحاء الضفة الغربية بالتنسيق الكامل مع السلطة الفلسطينية وأجهزتها وتفرج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، بمن في ذلك النساء والأطفال والأسرى القدامى. ثالثا: تعلن السلطة الفلسطينية عن اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في المناطق الفلسطينية التي انسحبت منها اسرائيل في الضفة الغربية والقطاع وتعتبر تلك حدودا مؤقتة لها وتعترف اسرائيل بشكل نهائي بالسيادة الفلسطينية على تلك الأراضي وتتعهد بأن لا تعود وتجتاحها بالمطلق.

رابعا: ابتداء من لحظة انجاز الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية يباشر الطرفان، حكومة اسرائيل وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، مفاوضات جادة لمدة سنتين تنتهي بالتوصل الى اتفاق سلام شامل ودائم مبني على حدود العام 1967 كأساس للتسوية. ويشمل هذا الاتفاق موضوع القدس بحيث تظل مدينة موحدة تحت سلطتين، اسرائيل تسيطر على الأحياء اليهودية وفلسطين تسيطر على الأحياء العربية، ووضع آلية للتعاون المشترك ولضمان حرية الوصول الى أماكن العبادة لكل مسلم أو يهودي أو مسيحي. كما يذكر بيلين ان هذه التسوية يجب أن تتضمن بندا لتسوية قضية اللاجئين على أساس ضمان التعويض أو حق العودة، شرط أن تقتصر العودة على مناطق الدولة الفلسطينية.

وقال بيلين انه طرح هذه المبادرة أولا على الرئيس الفلسطيني، خلال جلسة عقدها معه بحضور رئيس طاقم المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات، وعضو اللجنة التنفيذية، ياسر عبد ربه، فأعرب عن موافقته عليها. وقال انه لم يستغرب موافقة أبو مازن لأن المبادرة تعتمد على الاتفاق الذي كان توصل اليه مع أبو مازن في شهر فبراير (شباط) من سنة 2001، بعد فشل محادثات كامب ديفيد. ففي حينه كان من الممكن انجاز الاتفاق لولا سقوط حكومة ايهود باراك.

كما سلم بيلين نص هذه المبادرة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي، ايهود أولمرت، الذي لم يرفضها ووعد بالتعليق عليها فيما بعد. لكنه لم يرد عليها حتى الآن. وكشف انه تشاور حولها مع أوساط أوروبية وعربية. وسلم نصها، أمس، الى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي أنان، والى مسؤول ملف الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، خافير سولانا، والى مستشار وزيرة الخارجية الأميركية، دافيد وولش.