«المؤبد» لجندي أميركي في «جريمة المحمودية».. والجاني يطلب من العراقيين عدم مسامحته

ثلاثة جنود أميركيين تناوبوا على اغتصاب الصبية «عبير» قبل قتلها وحرقها مع أسرتها

TT

قال جندي أميركي إنه لا يطلب السماح من احد بعد صدور حكم عليه بالسجن المؤبد عقب اعترافه باغتصاب صبية عراقية تبلغ من العمر 14 سنة والتستر على جريمة قتلها بعد ذلك مع أفراد أسرتها. وقال رئيس المحكمة العسكرية الكولونيل ريتشارد اندرسون، مخاطباً جيمس باركر، 23 سنة، أول من أمس «سيبقى في السجن 90 سنة عقاباً له على هذه الجريمة البشعة» ولا يحق للجندي باركر، طلب إفراج مبكر إلا بعد 20 سنة من الآن.

وكان باركر قد أفلت من عقوبة الإعدام بعد أن أقنعه محاميه الاعتراف بالجريمة أمام محكمة عسكرية في «فورت كامبل» ولاية كنتاكي الجنوبية، وأقر باركر الاربعاء الماضي أمام المحكمة بأنه مذنب، وشهد ضد أربعة من زملائه كانوا شركاءه في الجريمة البشعة التي وقعت في بلدة المحمودية (32 كيلومتراً جنوب بغداد) في مارس (آذار) الماضي، وصدر الحكم ضده اول من امس. وسيمثل ثلاثة جنود في وقت لاحق أمام المحكمة نفسها، ويواجهون احتمال صدور حكم ضدهم بالإعدام. في حين سيمثل الجندي الرابع، الذي أطلق النار على الأسرة ويوجد حالياً في السجن، أمام محكمة مدنية، حيث سيواجه حكماً بالإعدام بعد ان وجهت له تهمة القتل العمد والاغتصاب.

ولم يبد باركر أي رد فعل عندما كان رئيس المحكمة يتلو عليه الحكم، بل طلب ان يدخن سيجارة خارج القاعة، لكنه عاد يتحدث باكياً ليقول «لا أطلب من أي أحد أن يسامحني..لا أعرف كيف يمكن ان يكون ذلك ممكناً بعد ما اقترفت، إنني اطلب من الشعب العراقي عدم توجيه اللوم لزملائي الذين ما يزالون يقاتلون في العراق، لم أذهب الى هناك لاقترف أعمال بشعة». واعتبرت وسائل الاعلام الاميركية أن «جريمة المحمودية» الى جانب فضيحة تعذيب معتقلين في سجن ابوغريب، من الجرائم التي «لطخت سمعة القوات الاميركية في العراق».

وزعم باركر ان الأوضاع المتوترة في العراق جعلته عنيفاً وغاضباً. وزاد قائلاً «عندما تعيش هناك (العراق) وتبقى على قيد الحياة تصبح غاضباً ووضيعاً ...الجانب اللئيم في دواخلي جعلني قوياً وشجاعاً في اعمال الدورية وفي القتال..كنت أحب اصدقائي وزملائي الجنود وقادتي، لكنني أصبحت أكره أي شخص آخر في العراق»، وزعم أيضاً «إنهم (العراقيين) يمكن أن يبتسموا لك ثم يطلقون النار عليك». وذكر بعض زملاء باركر الذين أدلوا بشهاداتهم أمام المحكمة أنه لم يكن نشيطاً ومساهماته ضعيفة، وكان ينام أحياناً حين يعمل في نقاط للتفتيش. وقال المحامي دافيد شيلدون الذي دافع عن باركر «المسألة الأساسية انهم لا يوفرون المعدات والأدوات اللازمة للجنود او أدوية لعلاج حالات الاحباط والاجهاد، كما لا توجد قوات كافية على الارض لإنجاز المهام المطلوبة».

وشرح الكابتن وليام فيشباش ممثل الادعاء كيف وقعت جريمة المحمودية. وقال وهو يرفع صورة جسد الصبية العراقية المحترق، حيث حاول الجنود الاربعة حرقه لإخفاء جريمتهم «قاد باركر الجنود الاربعة الى البيت الذي كانت تقطن فيه الصبية مع أسرتها في مهمة تفتيش عادية، ولم تكن المهمة تبرر هذا التصرف المرعب».

وجاء في اعترافات باركر أمام المحكمة بأنه وزملاءه احتسوا مشروباً كحولياً مصنوعا محلياً، عندما طلب منهم التوجه نحو منزل أسرة الصبية العراقية لتفتيشه وتدعى عبير قاسم، وعندما اقتحموا المنزل كان يوجد فيه الأب والأم وابنتاهما الكبرى، 14 سنة، والصغرى، خمس سنوات، وطلب الجنود الاربعة من الاب والأم الانتقال الى غرفة النوم، ثم عزلوا ابنتهما الكبرى في غرفة منفصلة. وعندها شرع باركر وأحد زملائه في اغتصاب الصبية العراقية.

ووصف باركر ما حدث قائلاً «زميلي دفعها نحو الأرض وتوليت شل حركتها وتجريدها من ملابسها ثم شرعنا في اغتصابها». وفي ذلك الوقت أطلق زميلهم ستيفن غرين، 21 سنة، النار على الأبوين وابنتهما الصغيرة وقتلهم جميعاً، ثم التحق غرين بالغرفة التي كانت توجد بها الصبية، واغتصبها ثم أطلق عليها النار. وقال باركر «غرين هو صاحب فكرة القتل والاغتصاب».

وحاول الجنود الاربعة بعد ذلك إخفاء الجريمة بإحراق جثة الفتاة وأسرتها، وقال الطبيب الذي فحص الجثث بعد أن افتضحت الجريمة «كان مشهداً مروعاً، بقيت أسابيع وأنا مريض نظراً لبشاعة ما رأيت».

والجنود الآخرون الذين سيحاكون الى جانب غرين هم: جيسي سبيلمان ،22سنة، الذي كان يعرف نوايا باركر وغرين في قتل الأسرة واغتصاب الصبية، وبول كورتز ،24 سنة، وبرايان هوارد ،19سنة، الذي ذكر أنه لم يشارك في اقتحام منزل الأسرة وظل في نقطة التفتيش.