اتصالات فلسطينية ـ إسرائيلية لتوسيع اتفاق الهدنة ليشمل الضفة الغربية

أبو مازن يلتقي رايس في أريحا غدا

TT

في إطار تعزيز الاتفاق المتبادل لوقف إطلاق النار الذي وافقت عليه الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة، ومحاولة سحب هذا الاتفاق على الضفة الغربية كما تطالب الفصائل الفلسطينية بمختلف اتجاهاتها، يلتقي غدا الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) في مدينة أريحا شرق الضفة الغربية، مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس التي ترافق الرئيس جورج بوش في زيارته للأردن حيث يلتقي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وتواصلت الاتصالات أمس بين مستشاري ومساعدي ابو مازن وأولمرت، في محاولة للتوصل إلى اتفاق حول توسيع رقعة اتفاق الهدنة ليشمل الضفة، عقب التصريحات الايجابية والسلامية التي صدرت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت في خطاب ألقاه في ذكرى وفاة مؤسس دولة إسرائيل ورئيس أول حكومة لها ديفيد بن غوريون، أول من أمس.

ووعد أولمرت في خطابه، بمفاوضات سلام وانسحاب من غالبية الضفة الغربية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وامتداد جغرافي، مقابل القبول بشروط اللجنة الرباعية (الاعتراف بإسرائيل والاتفاقات السابقة ونبذ العنف) مضيفا إليها التنازل عن حق اللاجئين بالعودة إلى حدود دولة إسرائيل. وقال أولمرت إذا ما قرر الفلسطينيون اختيار محادثات السلام فان إسرائيل ستنسحب من مساحات شاسعة من الضفة الغربية. وأبدى أولمرت ولأول مرة استعداد إسرائيل للإفراج عن أسرى فلسطينيين من ذوي الأحكام الطويلة و«تلطخت أيديهم بدماء يهودية» شرط الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شليط. وقال أولمرت «بالإفراج عن جلعاد وعودته سالما إلى أهله، ستكون الحكومة الإسرائيلية مستعدة للإفراج عن سجناء فلسطينيين، حتى من ذوي الأحكام الطويلة». كما وعد بتخفيف الحواجز في الضفة والإفراج عن أموال السلطة المحتجزة. ورحب ابو مازن في بيان رئاسي بتصريحات أولمرت واستعداده للعودة إلى طاولة المفاوضات على أساس خطة خريطة الطريق.

وقالت مصادر إسرائيلية إن المسؤولين من الطرفين يبحثون عن سبل لتطبيق اتفاق الهدنة في الضفة الغربية التي شهدت في اليومين الأخيرين ولا تزال خروقات إسرائيلية متواصلة، من قتل واعتقالات ومداهمات. وهددت فصائل المقاومة بالرد على هذه الخروقات إذا ما تواصلت مما يهدد بانهيار الاتفاق.

يذكر أن إحدى القنوات التي ساعدت في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، حاييم أورون عضو الكنيست الإسرائيلي من حزب ميرتس اليساري، الذي قام بنقل رسائل بين مكتب رئيس الوزراء ومروان البرغوثي النائب الفلسطيني المعتقل أمين سر اللجنة الحركية العليا لتنظيم فتح في الضفة الغربية. غير أن متحدثا باسم مكتب أولمرت قال إن رئيس الوزراء ليس بحاجة الى اورون لكي ينقل رسائل منه إلى البرغوثي.

وحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، التي أوردت النبأ، فان أورون رفض تأكيد أو نفي هذه المعلومات، لكن مصدرا مقربا منه تحدث عن لقاءات منتظمة منذ أكثر من عامين مع البرغوثي الذي يقضي حكما بالسجن، لعدة مؤبدات. وقالت المصادر إن أورون وفي أكثر من مناسبة نقل رسائل بين البرغوثي ومكتب رئيس الوزراء حتى في عهد ارييل شارون المريض.

وذكرت المصادر بالدور الذي لعبه البرغوثي في إصدار وثيقة الأسرى في مايو (ايار) الماضي، التي أصبحت تعرف بوثيقة الوفاق الوطني، وأصبحت أساسا لاتفاق تشكيل حكومة وحدة وطنية.