أولمرت يهدد باستئناف العمليات الحربية وأبو مازن يهدئ من روعه

وزيرة الخارجية الإسرائيلية تلتقي خمسة وزراء خارجية عرب في فنلندا

TT

هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، الفلسطينيين، أمس، باستئناف العمليات الحربية في قطاع غزة إذا استمروا بخرق وقف اطلاق النار والقصف الصاروخي باتجاه البلدات الإسرائيلية الجنوبية. وسارع مكتب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (ابو مازن)، في الاتصال بمكتب أولمرت للتهدئة من روعه، وطلب منه المزيد من الصبر حيث ان الرئيس أبو مازن ورئيس حكومته، اسماعيل هنية، يبذلان جهودا حثيثة لتثبيت وقف النار ووضع حد لخرقه من الطرف الفلسطيني.

ويصر الجيش الإسرائيلي على استمرار العمليات الحربية في الضفة الغربية. وهو يعطي أكثر من اشارة تدل على أنه يقوم بالتصعيد في الضفة في هذه الأيام بالذات، كتعبير عن احتجاجه على تجاوب أولمرت مع اتفاق وقف النار الفلسطيني في قطاع غزة. فالجنرالات الإسرائيليون غاضبون من قرار أولمرت السريع الذي اتخذ من دون التشاور معهم. ويرغبون في استمرار العمليات الحربية، كما اعتادوا في الماضي، حتى لا يظهروا شركاء في اتفاق مع حماس ولا يكونوا ملتزمين بوقف النار، وهم بالأساس يريدون استمرار البطش بالفلسطينيين على أمل أن يحسنوا من وضعهم المعنوي بعد الإخفاقات في الحرب على لبنان.

وعبر عن هذا الموقف رئيس أركان الجيش، الجنرال دان حالوتس، الذي قال في اجتماع لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، أمس، إن التشاور معه حول وقف النار كان جزئيا وان لديه تحفظات عليه «كونه يخلق وهماً لدى الفلسطينيين بأننا التزمنا بوقف نار شامل للضفة الغربية أيضا، ما يتيح لهم استئناف اطلاق الصواريخ في قطاع غزة ردا على أية عملية اعتقال ننفذها».

واضطر النائب ران كوهن، من حزب «ميرتس» اليساري الى تحذير حالوتس من مغبة التصرف وفق هذا الغضب وعرقلة جهود الحكومة لوقف النار بالطرق السلمية. وقال له إن أولمرت قال في خطابه إن وقف النار هو حلقة في سلسلة اجراءات وخطوات من المفروض انها ستفضي الى انفراج سياسي في المنطقة، وعلى الجيش ان لا يعرقلها.

إلا ان كلام حالوتس لاقى رواجا بين نواب اليمين في اللجنة. واستغله النائب يوفال شتاينتس من الليكود ليقول إن الحكومة تأخذ على عاتقها تحييد الجيش في القضايا الأمنية الصرف، وهذا تصرف مغامر وخطير قد يكلفها ثمنا باهظا أكثر من ثمن الحرب في لبنان.

وكان وزير الدفاع عمير بيرتس قد حذر الفلسطينيين هو الآخر بقوله إن هناك متطرفين فلسطينيين معنيين في التخريب على وقف النار وأن إسرائيل تضبط نفسها حاليا اثر تعهد أبو مازن بلجمهم، «ولكن إذا لم يفعل فإن إسرائيل سترد عليهم بكل قوة».

وفي فنلندا أعلنت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي لفني، ان حكومتها تنوي العمل الجاد وبنوايا طيبة مع الفلسطينيين من أجل الانتقال نحو تفاهم سياسي. وقالت ان العقبة أمامها وأمام محبي السلام الفلسطينيين هي حكومة حركة حماس التي ترفض قبول شروط الرباعية الدولية.

وكانت لفني، التي تشارك في مؤتمر «يورو ـ ميد» (الشراكة الأوروبية الشرق الأوسطية)، قد التقت عشرة وزراء خارجية خلال اليومين الأخيرين بينهم خمسة وزراء عرب، هم وزراء خارجية تونس ومصر والأردن وموريتانيا ووزير الخارجية الفلسطيني الأسبق نبيل شعث، الذي يمثل الرئاسة الفلسطينية في هذا المؤتمر.