هاملتون .. الوسيط الديمقراطي «الأمين» و«الصبور»

TT

كان مطروحا أمام لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 خيار ما اذا يجب ان إرسال امر قضائي الى الكونغرس بغرض تسليم وثائق سرية وأيد هذا الخيار خمسة من أعضاء تلك اللجنة عن الحزب الديمقراطي. إلا ان اعتراضا جاء من نائب رئيس اللجنة وعضو مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي لي هاملتون، الذي أصبح في نظر إدارة الرئيس جورج بوش وسيطا أمينا. ويقول أعضاء مجموعة دراسة العراق إن هاملتون وجيمس بيكر قد أسسا شراكة وثيقة مكنت من تجاوز الخلافات الحزبية حول طريقة خوض الحرب في العراق.

وبمساهماته في لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر ولجنة دراسة العراق، يضيف هاملتون الى مساهماته المعروفة لدى الرأي العام على مدى 34 عاما قضاها في مجلس النواب، حيث كان من الأصوات الديمقراطية البارزة في مجال السياسة الخارجية.

وعلى الرغم من انهم لا يشتكون منه في العلن، فإن زملاءه الديمقراطيين في لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر كثيرا ما اختلفوا معه خلال التحقيق ووصفوه بأنه «كثير الثقة في ادارة بوش وصبور في التفاوض مع البيت الأبيض بشأن الاطلاع على الوثائق السرية». وظهرت شكاوى مماثلة من بعض الديمقراطيين إزاء تعامل هاملتون مع البيت الأبيض منتصف عقد الثمانينات عندما كان رئيسا للجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب وأحجم عن اتخاذ اجراءات عقب الأنباء التي تحدثت عن بيع إدارة ريغان اسلحة لإيران وحولت عائداتها الى متمردي نيكاراغوا، أي ما عرف بفضيحة «إيران كونترا».

ولد لي هربرت هاملتون يوم 20 ابريل (نيسان) عام 1931 في ديتونا بيتش بولاية فلوريدا. وكان والده رجل دين متزمتا. وبعد التخرج في جامعة ديباو عام 1952 ومعهد القانون في جامعة انديانا عام 1956 مارس المحاماة قبل ان ينخرط في النشاط السياسي للحزب الديمقراطي. وقد انتخب اول مرة في مجلس النواب عام 1964. وانتهى هاملتون الى ما كان يسمى حينئذ لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، التي تعرف الآن بلجنة العلاقات الدولية. واكتشف انه كان يميل الى ذلك العمل، وعندما طلب منه لاحقا ان ينضم الى لجان اخرى ويفكر في ان يكون عضوا في مجلس الشيوخ، رفض العرض مفضلا أن يبقى في مجلس النواب وعزز سمعته كمتحدث باسم الحزب الديمقراطي حول الكيفية التي يتعين ان تتعامل بها الولايات المتحدة مع بقية دول العالم. وتقدم ليصبح رئيسا لكل من لجنتي العلاقات الدولية والاستخبارات.

* خدمة «نيويورك تايمز»