أبو مازن يقرر إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة من دون تحديد موعد ويتهم حكومة حماس بسرقة أموال الدعم

في خطاب مطول وغير مكتوب تخللته لهجة عامية

TT

في خطاب مطول غير مكتوب تخللته اللهجة العامية الفلسطينية، وخصصه لتوجيه انتقادات حادة لحركة حماس وحكومتها، تصريحاً وتلميحاً، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) أنه قرر الدعوة الى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، بسبب الفشل في تشكيل حكومة وحدة وطنية. إلا أن أبو مازن لم يحدد موعداً لتنظيم هذه الانتخابات، قائلاً إنه سيجري مشاورات مع لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، للشروع في اجراءات لتنظيم هذه الانتخابات. وقال ابو مازن متحديا انه هو الذي وقع على قرار تشكيل الحكومة ومن «حقي ايضا أن أوقع على قرار اقالتها متى شئت، وهذا نص دستوري». وأضاف أبو مازن أن المسوغ الدستوري، الذي يستند اليه في قراره الدعوة إلى اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة هو مادة في القانون الأساسي، تنص على أن «الشعب هو مصدر السلطات». وقال إنه لا يتوجه الى هذا الخيار بدافع «الترف والنزق السياسي»، مؤكداً ان هذه الانتخابات قد تؤدي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، تؤدي بدورها الى رفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني. ورفض أبو مازن قول حماس إن منظمة التحرير بتركيبتها الحالية، لا تمثل الشعب الفلسطيني، قائلاً إن منظمة التحرير هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.

ووجه ابو مازن انتقادات حادة ضد حماس وحكومتها لقيامها بالتشهير به. وشدد على أنه لا تستطيع اخافته بالتلويح بخطر الحرب الأهلية، في حال دعا الى تنظيم انتخابات تشريعية. وقال «الزهار يقول إن الثمن الذي سيدفع جراء إجراء انتخابات مبكرة، هو حرب أهلية، وأنا أقول لهم، ما تقدروا تخوفونا بالحرب الأهلية، مش راح نخاف». واستدرك أبو مازن قائلا: إنه لن يسمح بالانزلاق لحرب أهلية فلسطينية. وسرد أبو مازن التطورات التي قادت الى فشل الجهود، لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، منذ تحديد موعد آخر انتخابات تشريعية وما تلاها، مؤكداً أنه هو الذي بذل جهوداً وصفها بالجبارة لدى الأميركيين، من أجل اقناعهم بمشاركة حركة حماس في الانتخابات. وتطرق الى الأجواء التي اكتنفت الانتخابات التشريعية، وواجهت مشاركة حماس فيها معارضة شرسة، موضحا أنه سمح لهم بتشكيل الحكومة لاعطائهم فرصة، رغم التشكيك والتجريح بحجة عدم الخبرة والتجربة، قائلا: «ساعدناهم عند الأوروبيين عبر ميكانيكية معينة ليأكل الناس». واستخف أبو مازن باتهامات حماس له بأنه من الذين بادروا الى فرض الحصار على الشعب الفلسطيني. وحاول أن يدلل على موقف حركة حماس المتردد وغير الثابت من موضوع تشكيل حكومة الوحدة. وقال إنه في البداية رفضت حماس وثيقة الأسرى، وبعد ذلك قبلتها، وبعد أن قبلتها تراجعت عن الاعتراف بالمبادرة العربية، لأنها تتضمن اعترافاً بإسرائيل وتمس بحق اللاجئين بالعودة. وقال «عندما اجريت الانتخابات التشريعية، كان ابو مازن أحسن واحد في الدنيا، وبعد ذلك اصبح أسوأ واحد في العالم».

واتهم ابو مازن حكومة حماس بسرقة الأموال، التي قامت الدول العربية، رغم أنه كما قال هو الذي بذل الجهود لدى الدول العربية لاقناعها بتقديم هذه المساعدات. وأشار أبو مازن الى أن حماس رفضت الالتزام بالمحددات التي اتفق عليها، ليتم على أساسها تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، معتبراً أن التزام الحكومة القادمة بها، هو شرط لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.

ونفى عباس وجود مؤامرة ضد رئيس الوزراء اسماعيل هنية، الذي قال انه يحترمه ويقدره خلال عودته من جولته العربية، مشيراً الى أنه كلف الطيب عبد الرحيم وصائب عريقات ومحمد دحلان بالترتيب لهذه الزيارة مع الاسرائيليين والأوروبيين والمصريين، مستهجنا أن يتم اتهام دحلان بالتآمر على رئيس الوزراء.

وانتقد أبو مازن بشدة قيام انصار حماس باقتحام معبر رفح بالأسلحة وقذائف الـ«آر.بي.جي» لاستقبال هنية قائلا: «إن الزعيم يستقبل بالورود لا بالسلاح وبـ«آر.بي.جي»، متهماً انصار الحركة باجتياح المعبر وتحطيمه وسرقته، الأمر الذي أدى الى خروج المراقبين الأوروبيين من المعبر». ورداً على من قيل إن دخول المسلحين الى المعبر، جاء لتأكيد السيادة الفلسطينية تساءل أبو مازن «هل تؤكد السيادة بهذه الفوضى وهذه الهمجية؟، أعمال تخريبية تؤدي الى تعطيل المعبر». ودافع الرئيس عباس عن قرار نشر قوات الأمن الفلسطينية في الشوارع معللاً ذلك بالفوضى، مشيراً الى أن الفلتان الأمني جعل الأمن مضطرباً للغاية، «لذلك بحثنا عن حل سياسي نستطيع خلاله ان نعمل توافقا فلسطينيا، فمن دون وفاق سياسي سيبقى حبل الامن مضطرباً». وقال إن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في حوادث الفلتان الأمني بلغ 322 قتيلاً. وانتقد أبو مازن عملية أسر الجندي جلعاد شليط في 25 يونيو (حزيران) الماضي، قائلاً إن عملية أسره أدت الى مقتل 500 فلسطيني وجرح 4000 آخرين، بالاضافة الى تدمير عدد كبير من المنازل، وتجريف مساحات شاسعة. وهاجم مجددا عمليات اطلاق الصواريخ على اسرائيل، معتبراً أن ذلك أدى الى تدهور الاوضاع الاقتصادية. وقال إنه بعد تنفيذ خطة فك الارتباط «قدمت لنا عروضا اقتصادية وسياحية واستثمارية وعمرانية من العديد من الدول، ولكننا لم ننجح في ذلك والسبب اطلاق الصواريخ، ومع ذلك هناك اناس مصممون على مخالفة المصلحة الوطنية، والاراضي اصبحت مصدر نهب لفلان وعلان، بدل الازدهار. وبسبب استيراد العمال من الخارج يعيش القطاع الجوع والبطالة». واستهجن ابو مازن حديث بعض مسؤولي حماس عن قرب فك الحصار، واصفاً ذلك بالأوهام. وقال «يأتي لهم اليستر كروك (وهو ضابط استخبارات بريطاني سابق خدم في الاتحاد الأوروبي)، ويقول لهم إن الحصار سيرفع في غضون شهرين، وهذا لن يكون». ووصف عباس كروك بـ«الأفاق». وقال «ليس هم وحدهم المتدينون، نحن نصوم ونصلي قبل أن يولد الكثيرون منهم».