رايس تطالب الكونغرس بتخصيص ملايين الدولارات لدعم الأجهزة الأمنية لأبو مازن

أولمرت يطلب من الأجهزة الإسرائيلية المختلفة الإسراع بوصول قوات بدر للأراضي الفلسطينية

TT

بعد 24 ساعة على محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية، لدى دخوله معبر رفح عائدا من جولة خارجية مساء يوم الخميس الماضي، والاتهامات المتبادلة بين حركتي فتح وحماس، واحتمالات انفجار الصراع المسلح بين الحركتين على نحو اوسع، مما شهدته الساحة الفلسطينية على مدى الاشهر الاخيرة، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، عن خطتها لمطالبة الكونغرس الاميركي، بتخصيص عشرات ملايين الدولارات لتعزيز الاجهزة الامنية التابعة للرئيس الفلسطينية محمود عباس.

في غضون ذلك، وفي اطار الدعم للرئيس الفلسطيني، اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، عن استعداده «للتحلي بأقصى درجات الصبر الممكنة مع ابو مازن، متعهدا بالمضي بعيداً لتلبية احتياجاته». وقالت الاذاعة الاسرائيلية، انه تقرر السماح بادخال قوات بدر التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية المرابطة في الاردن الى الاراضي الفلسطينية، كخطوة لتعزيز وضع ابو مازن العسكري في حال وقوع أي مواجهة عسكرية مع حماس.

يذكر ان اولمرت سمح بدخول دفعة من الاسلحة مصدرها الاردن لحرس الرئاسة في اواسط العام الجاري، قدرت في حينها بحوالي 950 قطعة سلاح، اضافة الى كميات من الذخيرة. ووزعت هذه الاسلحة، كما نشر في حينها، على حرس الرئاسة في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال ايضا انه مستعد لبذل ما سماه بـ«جهود غير عادية» لبدء مفاوضات السلام مع ابو مازن. وعبر عن استعداده، للتنازل عن اراض.

وقال اولمرت، في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي»، إن اسرائيل مستعدة للانسحاب من العديد من المناطق». وجدد تأييده لقيام دولة فلسطينية ترسم حدودها، «آملا في ان تكون عبر المفاوضات».

واضاف اولمرت «انني ابذل في الوقت الحاضر جهودا غير عادية، في محاولة التوصل الى هذا النوع من التفاهم مع ابو مازن، على نحو يسمح لكلينا بإعادة فتح المفاوضات الثنائية». وعبر عن أمله في ان تمضي المحادثات قدما، رغم المصاعب التي يواجهها (ابو مازن)».

من جانبها قالت رايس، في مقابلة مع كالة رويترز للانباء، «اننا سنطلب مساعدات لدعم الاصلاحات الامنية، واعتقد اننا سنحصل على الدعم».وحسب صحيفة «هآرتس» فان الولايات المتحدة تريد لحركة فتح، التي اخرجتها حركة حماس من الحكومة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير (كانون الثاني) الماضي، ان تخرج منتصرة في أي صراع على السلطة مع حماس. وحذرت رايس من ان هذه العملية (بناء القوة) ستأخذ بعض الوقت، «اذ لا يمكن بناء قوة امنية قادرة على التعامل مع هذا الانفلات، الذي يشهده قطاع غزة، بين ليلة وضحاها».

ونسب التلفزيون الاسرائيلي الى مصادر في ديوان رئيس الحكومة القول، ان اولمرت قرر مساعدة ابو مازن في حسم المواجهة الحالية مع حماس. وقالت المصادر «يجب علينا عمل كل شيء من أجل ضمان هزيمة حماس في هذه المواجهة». واضاف المصدر أن أولمرت أصدر تعليمات واضحة للمستويات الحكومية والعسكرية الاسرائيلية، بمد يد المساعدة لابو مازن، من أجل تمكينه من حسم المواجهة بالقوة مع حماس وحكومتها، لا سيما في ظل نجاح الحكومة في رفع بعض مظاهر الحصار الاقتصادي عن الشعب الفلسطيني. واشارت المصادر الى أن الإجراءات التي أمر بها أولمرت لمساعدة أبو مازن تتضمن تعجيل عودة المئات من عناصر قوات لواء بدر الموجودة حالياً في الأردن، الى قطاع غزة، من أجل تعزيز قوة الأجهزة الأمنية التابعة لأبو مازن. الى جانب ذلك أمر أولمرت المستويات العسكرية والأجهزة الاستخبارية بدراسة إمكانية السماح بوصول المزيد من الأسلحة والذخائر للأجهزة الأمنية التابعة لأبو مازن من الأردن تحديداً. وأشار التلفزيون الى أن إسرائيل قدمت بالفعل مساعدة كبيرة لأبو مازن، حيث أنها تغض الطرف عن احتفاظ الأجهزة الأمنية التابعة له بالسلاح في الضفة الغربية، الى جانب بعض التشكيلات العسكرية التابعة لحركة فتح.

وحسب التلفزيون الاسرائيلي فإن مستويات صنع القرار في اسرائيل تنطلق من افتراض مفاده أن فتح والأجهزة العسكرية التابعة لابو مازن تتفوق بشكل كبير على حماس في الضفة الغربية، بسبب الحملة العسكرية المتواصلة التي تتعرض لها الحركة هناك على أيدي القوات الاسرائيلية، وأن حماس تتفوق على مؤيدي ابو مازن في قطاع غزة. وشددت المصادر على أن إسرائيل تهدف من هذه الاجراءات الى محاولة تغيير موازين القوى في قطاع غزة لصالح مؤيدي ابو مازن. وأضاف التلفزيون الإسرائيلي أن الولايات المتحدة وبعض دول الاتحاد الاوروبي والدول العربية حثت اسرائيل على تقديم الدعم لأبو مازن. ودعت المصادر الى وجوب اتباع اقصى درجات الحذر في تقديم المساعدة لأبو مازن، بحيث لا يلتفت لذلك الشعب الفلسطيني. ونقل التلفزيون الإسرائيلي عن مصادر حكومية اسرائيلية قولها، انه من المهم ألا تساعد اسرائيل ابو مازن بشكل جلي وواضح، حتى لا يبدو في نظر الفلسطينيين متعاونا مع اسرائيل في مواجهة حماس، معتبرة أن مجرد توصل الفلسطينيين الى مثل هذه القناعة سيؤدي الى مزيد من الالتفاف الجماهيري الفلسطيني حول حماس وحكومتها.

وكانت مصادر إسرائيلية قد كشفت النقاب عن قيام ضباط في وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي أي ايه)، بتدشين معسكر لتدريب عناصر جهاز أمن الرئاسة التابع لأبو مازن، والمعروف بقوات 17 قرب مدينة أريحا، شرق الضفة الغربية.