الصومال: مئات القتلى في المعارك بين ميليشيا المحاكم والقوات الحكومية

المحاكم تغلق الجامعات والمدارس مؤقتا

TT

استمرت الاشتباكات امس لليوم الثاني على التوالي بين القوات التابعة للحكومة الصومالية الانتقالية التي تساندها الوحدات العسكرية الإثيوبية وبين ميليشيات المحاكم الإسلامية حول مدينة بيداوة حيث مقر الحكومة وتدور المعارك حاليا في ثلاث جبهات هي داينوناي ومودا مودي وإدالي، فيما أعلنت المحاكم الإسلامية اغلاق المدارس والجامعات وتعليق الامتحانات النصف سنوية لتمكين من وصفتهم بالمتطوعين من المشاركة في القتال الى جانب مليشياتها. وازدادت الاشتباكات بين الطرفين ضراوة امس بسبب انتشار المواجهات الى مناطق جديدة حول مدينة بيداوة التي تتخذها الحكومة الصومالية مقرا لها. ويتحدث الطرفان عن انتصارات عسكرية ساحقة واستيلاء على مناطق جديدة ويصل إجمالي الذين قتلوا في هذه المعارك الى نحو 100 شخص حسب تصريحات المتحدثين باسم الحكومة والمحاكم الإسلامية الا أن ذلك لم يتأكد من مصادر محايدة.

وقال مسؤول في المحاكم الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» إن شهود عيان تحدثوا عن ظهور طائرات هليكوبتر عسكرية إثيوبية للمرة الأولى في محيط بيداوة، في إشارة إلى أن الجيش الإثيوبي عزز من تواجده العسكري هناك، فضلا عن إعادة انتشار القوات الموالية للحكومة على الطريق المؤدية إلى بيداوة.

وقال صلاد علي جيلي نائب وزير الدفاع الصومالي إن القوات الحكومية قتلت أعدادا كثيرة من مقاتلي المحاكم الإسلامية ومن وصفهم بحلفائهم من تنظيم القاعدة وأضاف ان 4 فقط من القوات الحكومية قتلوا في المعارك وجرح نحو 10 آخرين، لكن الشيخ محمد شكري المتحدث باسم المحاكم الإسلامية قال اتهم قتلوا نحو 70 من القوات الإثيوبية المشاركة في القتال حول بيداوة. وتدور المعارك حاليا في ثلاث جبهات حول بيداوة هي مدينة إدالي على بعد 60 كم الى الجنوب الغربي من بيداوة وبلدتي مودا مودي ودينوناي على بعد 20 كم فقط الى الشرق من بيداوة. وقال متحدث باسم المحاكم الإسلامية ان القتال يدور بين مقاتلي المحاكم الإسلامية وبين القوات الإثيوبية التي تدخلت لصالح الحكومة الصومالية لكن كلا الحكومتين الإثيوبية والصومالية نفتا ذلك بشدة وتقول إثيوبيا ان قواتها الموجودة في الصومال عبارة عن بضع مئات من المستشارين والمدربين العسكريين وليس لهم علاقة بالحرب الدائرة.

وفي العاصمة مقديشو أعلنت المحاكم الإسلامية عن إغلاق المدارس والجامعات مؤقتا وتعليق الامتحانات النصف سنوية لتمكين من وصفتهم بالمتطوعين من المشاركة في القتال والتوجه الي مناطق العمليات. ويتأثر بهذا القرار أكثر من 10 جامعات ومئات المدارس في المناطق التي تسيطر عليها المحاكم الإسلامية التي تشمل نحو ثلثي المساحة الجغرافية للصومال.

ولم يفصح الشيخ حسين عبدول نائب رئيس مكتب الشؤون التعليمية في المحاكم عن موعد مرتقب لاستئناف هذه الامتحانات، مكتفيا بالتأكيد على أن القرار يحمل توقيع الشيخ شريف شيخ أحمد رئيس المجلس التنفيذي للمحاكم الإسلامية.

وعلى الرغم من تصريحات المبعوث الأوروبي لويس ميشيل الذي زار كلا من مقديشو وبيداوة اول أمس بأنه حصل على تأكيدات من الحكومة الصومالية والمحاكم الاسلامية بالعودة الى مفاوضات الخرطوم، الا أن ذلك لم يمنع من اندلاع الاشتباكات في نفس الوقت الذي كان يتنقل فيه المبعوث الاوروبي بين مقديشو وبيداوة مما أثار الشكوك مجددا حول جدية الطرفين في التزام مواقفهما المعلنة. إلى ذلك قال مسؤولون في الجامعة العربية والحكومة الصومالية أمس لـ«الشرق الوسط» أنهم يتوقعون استئناف الجولة الثالثة من المفاوضات المعطلة بين المحاكم الإسلامية والسلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف في العاصمة السودانية الخرطوم منتصف شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأبلغ سمير حسني مسؤول ملف الصومال لدى الجامعة العربية «الشرق الأوسط» أن هذا هو الموعد المقترح لعودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات عقب المحادثات التي أجراها لويس ميشيل المفوض الأوروبي لشؤون التنمية والمساعدات الإنسانية مع الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس وزرائه علي محمد جيدي في العاصمة الصومالية مقديشو بالإضافة إلى محادثات مماثلة مع الشيخ حسن طاهر أويس رئيس مجلس شورى المحاكم الإسلامية.