«لوفر الصحراء» يُفتتح في أبوظبي عام 2010

سيعزز الروح الثقافية بين الشرق والغرب رغم معارضة 2400 من «المشاكسين» الفرنسيين

TT

بعد شهور من الإشاعات وأسبوع من الاحتجاجات، اكدت الحكومة الفرنسية اخيرا انها ستؤجر اسم وتحف وخبرة متحف اللوفر الى متحف جديد يقام في ابوظبي مقابل ما يتراوح بين 800 مليون الى مليار دولار اميركي.

ومن المتوقع توقيع الاتفاقية الرسمية أواخر الشهر الحالي. ومن المتوقع افتتاح اللوفر الجديد ـ وهو واحد من خمسة متاحف ستقام في مشروع سياحي يكلف مليارات الدولارات في جزيرة السعديات ـ عام 2012.

ووصف وزير الثقافة الفرنسي دينو دونديو دو فابر الاشخاص الذين وقعوا حملة الاحتجاجات التي وقع عليها اكثر من 2400 شخص من الفرنسيين اتهموا الحكومة بـ«بيع روحها» بأنهم مجموعة من المشاكسين. وقال ان القرار اتخِذَ.

وهو ما يوضح مدى قوة الحكومة الفرنسية، فهي تملك معظم المتاحف الفرنسية الرئيسية. وطبقا لكل الحسابات، فإن الرئيس جاك شيراك توصل الى ان هذا مجال دولي يمكن لفرنسا المنافسة فيه بطريقة فاعلة. وفيما يتعلق بقضايا الدولة، فإن وجهة نظر اللوفر، التي تردد انها غير مؤيدة، فليس لها وزن.

ويعني ذلك ان فرنسا غيرت اتجاهها وتسير الآن في طريق كانت تحتقره، وهو الطريق الذي ابتدعه في التسعينات متحف سولومون غاغينهايم في نيويورك، الذي اصبحت له متاحف في فينسيا وبرلين وبيلباو في اسبانيا ويخطط لمتحف آخر، في ابوظبي ايضا. ولكن المتحف الفرنسي في الامارات العربية المتحدة سيصبح اكثر ربحا من أي شيء نفذه متحف غاغينهايم حتى الآن.

وقال دونديو إن الأمر «وسيلة لدعم صورة بلادنا». واضاف ان الاتفاق هو «مكسب مكسب» لأن العائدات التي سيتم الحصول عليه من ابوظبي ستستثمر في متاحف فرنسية اخرى.

إلا ان اصابة العديد الشخصيات في مجال الفنون في فرنسا بالصدمة ليس بالامر المثير للدهشة. فبالنسبة لهم، فإن واحدا من اهمية امتلاك الحكومة للمؤسسات الثقافية هو انها تحمي الفنون من المصالح التجارية.

ومن الشعارات المميزة في فرنسا هو انه لا يجب بيع الاعمال الابداعية مثل البضائع الاستهلاكية.

وظهرت اول الانتقادات في الشهر الماضي من ثلاثة من الشخصيات الفنية الفرنسية ـ من بينهم فرانسوا كاشين، وهو المدير السابق لقطاع المتاحف الفرنسية ـ وقد اشتكوا بصوت مرتفع، ليس فقط بخصوص مشروع ابوظبي، ولكن ايضا عن اتفاقية الاعارة التي وقعها اللوفر مع متحف هاي في اتلانتا، وبخصوص افتتاح مركز جورج بومبيدو لملحق في شنغهاي.

وبعد انتشار الانباء حول الاتفاق الجديد مع ابوظبي، قررت الحكومة تغيير موقفها فيما كانت تعتبر عملية سرية. فبعد تأكيد مشروع ابوظبي، فإن المسؤولين سربوا تفاصيلها الى صحيفة «لوموند» في جهد واضح لتأكيد عدم وجود موقف غير اخلاقي.

وستتولى ابوظبي تمويل انشاء المتحف. واوضحت الصحيفة ان ابوظبي ستدفع ما يتراوح بين 260 الى 520 مليون دولار لاستخدام اسم اللوفر لمدة 20 سنة على الاقل. ومن الناحية العملية، فإن العلاقة مع المتحف الدولي الجديد ستخضع لادارة الوكالة الدولية للمتاحف الفرنسية.

واشارت «لوموند» انه خلال العقد القادم، ستتولى هذه الوكالة تقديم الخبرة الادارية مقابل 91 مليون دولار، واربعة عروض مؤقتة سنوية، قيمتها 195 مليون دولار و300 عمل فني «عرض دائم» مقابل 260 مليون دولار. بينما ستلتزم سلطات ابوظبي بإنفاق 52 مليون دولار سنويا لتشكيل مجموعتها الخاصة. وبعد 20 سنة سيطلق المتحف على نفسه اسما خاصا.

وطبقا للمسؤولين الفرنسيين، فإن «لوفر الصحراء» كما اطلقت عليه «لوموند»، سيصبح متحفا عالميا، يضم كل شيء من الاعمال الاثرية الى الفنون الجميلة، والفنون المعاصرة من كل المناطق مع التأكيد على تشجيع الحوار بين الشرق والغرب.

ومن بين الإشاعات التي ترددت هذا الاسبوع هو ان ابوظبي رفضت عرض رسوم عارية او دينية، وهما من اسس الفنون الغربية. الا انه طبقا لـ«لوموند»، فإن مسودة الاتفاقية نصت على انه لا يمكن للمتحف الجديد رفض الاعمال الفنية «لأسباب غير معقولة». كما ثارت مخاوف في دوائر الفنون التشكيلية بسبب تقرير اعدته وزارة الاقتصاد، الذي اقترح انه بما ان 5 في المائة فقط من الثروة الفنية الفرنسية معروضة في المتاحف، فإنه يمكن لفرنسا بيع بعض الاعمال الموضوعة في المخازن. إلا ان دونديو دو فابر نفى وجود مثل هذه الخطة.