السعودية تمول بناء مدينة سكنية لإيواء متضرري تسونامي السري لانكيين

TT

أعلنت السعودية أمس، عن تمويلها لمشروع بناء مدينة سكنية نموذجية متكاملة الخدمات في سري لانكا بتكلفة إجمالية تناهز الـ 9 ملايين دولار أميركي، لإيواء المتضررين السري لانكيين من حادثة المد البحري (تسونامي).

ووقعت الحملة الخيرية السعودية لإغاثة منكوبي الزلزال والمد البحري في شرق آسيا، اتفاقية أمس، مع منظمة الهجرة الدولية، تمول بموجبها بناء هذه المدينة، الواقعة في شمال سري لانكا، حيث تقع الغالبية المسلمة.

وقال برونسون مكينلي المدير العام لمنظمة الهجرة الدولية في أعقاب توقيع الاتفاقية، إن المجموعات الإسلامية في سري لانكا لم تستفد كثيرا من المساعدات الإغاثية الدولية، كأول اعتراف من نوعه لمسؤول رفيع في منظمة دولية، بعد أكثر من عامين على كارثة المد البحري.

وفي سؤال حول ما إذا كان هذا التقصير من المنظمات الإغاثية، يعتبر من التمييز العنصري، رفض مكينلي أن يكون هذا التقصير ناتجاً عن التمييز العنصري.

وقال في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» إن المنطقة التي تقع بها الأغلبية المسلمة السري لانكية، كانت تعاني من بعض الاضطرابات السياسية، بين المسلمين ومتمردي نمور التاميل، الأمر الذي أخَر عملية تقديم المساعدات الإغاثية لهم، فضلا عن وعورة المنطقة هناك.

ونفى مدير عام منظمة الهجرة الدولية، أن تكون حكومة سري لانكا تتعامل مع الأغلبية المسلمة في تلك المنطقة على مبدأ من التمييز العنصري، وقال «لا أعتقد أن هذا الأمر صحيح، باعتبار أن وزيرة الإعمار السري لانكية تدين بالإسلام».

ويمثل المسلمون السري لانكيون الأغلبية في اثنين من المناطق الثلاث التي تكون الإقليم الشرقي للبلاد، وهو الإقليم الذي يشهد احتقانا سياسيا بينهم وبين نمور التاميل. من جانبه، قال آدم مزنوي جعفر صادق السفير السري لانكي لدى الرياض، إن كارثة تسونامي ساهمت في نزوح نصف مليون شخص سري لانكي، فضلا عن أن تلك الحادثة قضت على 35 ألفاً آخرين.

وأكد صادق لـ«الشرق الأوسط» أن المدينة السكنية التي سعت الرياض لتقديم الدعم المادي لها، سيستفيد منها أكبر عدد من النازحين والمتضررين من تسونامي، الذين تعرضت منازلهم للتدمير الكلي والنصفي.

ويتوقع أن تستغرق الفترة الزمنية للمراحل الإنشائية لمشروع المدينة السكنية النموذجية قرابة العامين، فيما سيتم تنفيذ هذا المشروع النموذجي على عدة مراحل.

وتعد المدينة النموذجية التي ستقام شمال سري لانكا، من أكبر المشروعات التي تقدمها السعودية للمتضررين والمنكوبين من زلزال تسونامي، في إطار المساعدة المقدمة لهم، بغية تجاوزهم آثار المحنة وتداعياتها، بعد أن فقدوا منازلهم ومساكنهم.

وقال ساعد العرابي الحارثي مستشار وزير الداخلية السعودي، إن المدينة النموذجية التي تدعمها بلاده، تتكون من 500 وحدة سكنية بتكلفة 28.8 مليون ريال، ومستشفى بتكلفة 1.85 مليون ريال، ومدرسة للبنين بتكلفة 1.24 مليون ريال، وأخرى للبنات بتكلفة 1.3 مليون ريال، ومسجد بتكلفة 797 ألف ريال، وقاعة مناسبات بتكلفة 736 ألف ريال، ومحطة نقل (حافلات) بتكلفة 86 ألف ريال، إضافة إلى مركز تسوق بتكلفة 735 ألف ريال، وملعب رياضي بتكلفة 1.26 مليون ريال.