الطاقة البديلة تتصدر سوق الاستثمارات في الصين

TT

العبارة التي تتردد هذه الايام في اسواق الاستثمارات هي «الطاقة البديلة» و«الصين». هل سترتطم العبارتان ببعضهما بعضا؟ المستثمرون في الشركات الناشئة يمولون، او يفكرون في تمويل، شركات جديدة في الصين تتخصص في تطوير معدات لتوليد الكهرباء من الرياح والطاقة الشمسية والمياه النظيفة وبدائل الطعام والتقنية للترويج لكفاءة الطاقة.

وفي الوقت، الذي يبدو فيه ذلك مزيجا اعتباطيا لاثنين من اكثر الاتجاهات جذبا للاهتمام في الاسواق الرأسمالية، هناك عدد متزايد من المستثمرين الذين يعتقدون ان العوائد المتوقعة في الصين تستحق المخاطرة.

ويشير جيري لي، وهو وسيط اقتصادي في بكين، يوفق بين المستثمرين ورجال الاعمال، الى ان الصين في حاجة هائلة للطاقة، في الوقت الذي تعاني فيه من اخطر مشكلة بيئية في العالم. واوضح «هناك مطالب هائلة للاستثمار في حلول الطاقة البديلة».

ولي هو المدير الاول لكلين تيك تشاينا، وهو مشروع استثماري مشترك بين جامعة تسينغوا في بكين وشركة «كلينتيك فينتشر نيتوورك»، وهي شركة اميركية ناشئة متخصصة في التجارة والابحاث في مجال تقنية الطاقة البديلة.

وبالرغم من صعوبة الحصول على معلومات مستقلة عن استثمارات الطاقة البديلة في الصين، فإن مشروع لي المشترك، الذي يهدف الى التزاوج بين المستثمرين في الخارج ورجال الاعمال في الصين، يؤكد هذا الاتجاه الناشئ. فمنذ يونيو (حزيران) 2005، الى يونيو من العام الماضي استثمر الاميركيون 100 مليون دولار في شركات ناشئة صينية تركز على الطاقة البديلة، وهو ضعف الاستثمارات في السنة التي سبقتها، طبقا لما ذكرته كلينتيك الصين.

الا ان المستثمرين لم يحددوا بالضبط كيفية ادارة استثمارات من مسافة بعيدة، وعبر ثقافات مختلفة، وكيفية اخراج استثماراتهم من البلاد، بعد ان تثبت تلك الشركات اقدامها. غير ان مثل هذه المشاكل لم تؤثر على جون روكويل المدير في دي اف جي ايلمنت، وهي شركة استثمارات في وادي السيلكون. ففي مارس (اذار) من العام الماضي استثمرت شركته مليوني دولار في ميارتيك، وهي شركة ناشئة في شنغهاي يعمل بها 34 شخصا، متخصصة في تقنيات لإرسال المعلومات عبر خطوط الكهرباء، وقراءة عدادات الكهرباء بطريقة اتوماتيكية.

وقد اعجب روكيل بالتقنية، بل وتكلفة العمل: فبسبب انخفاض المرتبات وغيرها من التكاليف، فإن الشركة الصينية ستستخدم اقل من مائة الف دولار في الشهر، وهو خمس ما كان يمكن استخدامه في الولايات المتحدة.

وقد زار الصين مرتين منذ شهر اغسطس (اب) الماضي وينوي القيام بثلاث رحلات هذا العام، على امل العثور على مزيد من المشاريع الجديدة في مجال حاجة البلاد الهائلة للطاقة.

وقال ان الصين بدأت في التركيز على موارد بديلة للطاقة، مثل الرياح والمياه والطاقة الشمسية.

وفي الوقت ذاته ذكر جون دنيستون، وهو شريك في شركة كلاينر وبركينز وكاوفيلد آند بايرز، انه سمع رسالة مماثلة عندما التقى مع مسؤولين كبار في وزارة العلوم والتقنية.

فقد ابلغه نائب الوزير ان «احد اهم اهدافهم هو العثور على موارد للطاقة البديلة تخفض اعتماد البلاد على النفط». واضاف انه في احاديث مع مسؤولين آخرين ورجال اعمال وعلماء، كان الجميع يردد نفس الافكار.

ولم يستثمر دنيستون أية اموال في الصين بعد، ولكنه مهتم ببحث الفرص المتاحة. وقال انه يريد معرفة ما اذا كانت الصين، بسبب حاجتها الكبيرة للطاقة، يمكنها ان تتعدى الكثير من البلاد الاخرى وان تصبح قائدة في مجال حلول الطاقة البديلة، مثل الدولة الاولى التي تستخدم سيارات كهربائية كاملة متكاملة.

والقضية الاكثر اساسية، كما يرى المستثمرون، التي تواجهها الصين هي توفير مياه صالحة للشرب وطعام نظيف – وهو مجال يمكن القول انه يدخل في نطاق عمل شركة كلينتيك.

واوضح لي انه يتوقع، خلال 6 اشهر، الحصول على معلومات حول 300 شركة صينية جديدة تسعى الى مستثمرين. وواحدة منها هي شركة روكانغ، في اقليم جيانجسو بالقرب من شنغهاي، التي تتعامل مع الشاي والعسل والعلاج الصيني التقليدي. وقال ان من بين الشركات الاخرى التي تسعى لجذب مستثمرين هي شركة شنوو في بكين، وهي تصنع معدات لجذب الحرارة من وحدات التسخين واستخدامها في مجالات اخرى.

واضاف ان التحدي الاكبر الذي يواجه شركات الاستثمار الاميركية ليس هو العثور على تقنيات، بل العثور على مديرين يملكون القدرات المطلوبة.

واوضح ان رجال الاعمال الصينيين «لديهم ايقاعات وسرعات مختلفة، كل شيء مختلف بسبب الخلفية الثقافية». وإن كان الموقع يتغير بسبب التعامل مع رجال الاعمال الدوليين.

*خدمة «نيويورك تايمز»