«المعلم» شيراك يهنئ المانحين ويزجر المتقاعسين

TT

كانت البهجة بيّنة على وجه الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي كان يتصرف وكأنه «أم الصبي» وهو يعلن أن قيمة المساعدات التي تم جمعها للبنان أمس بلغت 7.6 مليار دولار. وإذا كان المؤتمر ناجحا ـ وهو ناجح ـ فلأن شيراك كرس له الجهد والوقت و«شغل» علاقاته الأوروبية والعربية والدولية لصالح إنجاحه.

وكانت شخصية شيراك طاغية على المؤتمر بل تصرف في بعض الأحيان وكأنه «معلم المدرسة» الذي يهنئ ويكافئ ويزجر، لا بل كادت الأمور معه تصل الى حد «طرد» الكسالى من الحاضرين الذين «خيبوا» آماله في مساعدة البلد الصديق لبنان.

وبداية، هنأ شيراك بان كي مون الذي بدأ كلمته بالفرنسية ثم أكملها بالإنكليزية. وقال له بعد أن أنهى خطابه: «أريد أن اشكر الأمين العام بشكل خاص وليسمح لي بأن أهنئه على لغته الفرنسية». وتضع فرنسا أحد الشروط على كل مرشح للأمانة العامة وهو أن يجيد الفرنسية. وقد عمد بان كي مون الى تلقي «دروس فرنسية خاصة» لتخطي «الفيتو» الفرنسي.

وعندما جاء دور الوزير الامير سعود الفيصل في الكلام بدأ بفرنسية أنيقة وقال إنه يقتفي أثر بان كي مون. وتوجه اليه شيراك مهنئا على تمكنه التام من الفرنسية. إلا أن الفيصل أكمل خطابه بالعربية.

ووجد عمرو موسى أن عليه هو الآخر أن يبدأ بالفرنسية مبررا ذلك أنه بعد الأمير لا مجال له إلا أن يتكلم الفرنسية. وهو الآخر أكمل خطابه بالفرنسية.

وكانت ردة فعل شيراك الذي طلب من المؤتمرين، وهو على ما يبدو أكبرهم سنا، الاختصار في الكلمات والذهاب الى «الكلام الجوهري» أي إعلان مبالغ المساعدات. وكانت تبدو عليه إما إمارات الرضى والفرح بعد استماعه لرقم «كبير» أو عدم المبالاة إذا كان دون التوقع وحتى «النرفزة» عند غياب أي إعلان عن مساعدات. واستبق وزير خارجية البرازيل سيلسو أموريم «غضب» شيراك وهو الخجل من إعلان مساعدة من مليون دولار فقط بالقول إن البرازيل «بلد فقير» وأنه يعرف أن المبلغ «متواضع ومتواضع جدا».

ولم تغب الدعابة عن مداخلات شيراك الذي كان يزاوج الجد والمزاح ويتنقل بينهما بسهولة. ومازح وزير خارجية اليونان وممثل كندا في المؤتمر. وانطلق وسط المؤتمر في مداخلة ليشرح أن اللبناني في طبعه يسدد ديونه ولذا فإن لا خوف من إعطاء لبنان مساعدات جديدة.