جاك شيراك لبق.. إلا مع منافسته الانتخابية

بعد أن قبل أيدي سيدات السياسة في مؤتمر «باريس3»

TT

في الوقت الذي كان فيه الرئيس الفرنسي جاك شيراك يستقبل المشاركين في مؤتمر باريس3 لدعم لبنان، كان العالم يتناقل صور الحرائق والاشتباكات في العاصمة اللبنانية بيروت، إلا أن صورا أخرى لم تتجاهلها وكالات الأنباء العالمية، أو قل فرضت نفسها على الكاميرات.

اللقطات كانت طريقة ترحيب الرئيس الفرنسي بضيوفه من سيدات السياسة اللاتي شاركن في مؤتمر «باريس3» حيث بادر جاك شيراك إلى تقبيل أيدي السياسيات، المشاركات، إلا أن الصور لم تظهر إذا ما كان الرئيس الفرنسي قد قبل يد وزيرة خارجية بريطانيا، التي لم يوفرها، أي بريطانيا من النقد، حتى في أطعمتهم.

لكن الصور أظهرت الرئيس شيراك وهو يخص وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بقبلتين حيث طبع الأولى على اليد اليمنى وتبعها بالأخرى على اليد اليسرى، وهو القائد الذي دائما ما يسجل ملاحظاته الناقدة للسياسات الاميركية، بينما قبل يد نظيرتها وزيرة خارجية اليونان، ومثلها وزيرة الخارجية الاسترالية، ووزيرة خارجية النمسا، والوزيرة الممثلة للدنمارك، ووزيرة التعاون الدولي الكندية بقبلة واحدة على اليد اليمين. وتقبيل الرجل ليد المرأة في الغرب هو كناية عن احترام وتقدير، وله طقوس تبدأ بالقبول، حيث يقف المضيف ليستقبل ضيفته، وعندما تصافحه ففي حال مدت يدها وكان كف اليد موجها إلى الأسفل، يتم التقبيل على عظمة الكف الخارجي من اليد من دون أن تلمس شفاه الرجل يد المرأة. والاتيكيت الغربي، ينص على أن تكون مدة التقبيل فقط ثانية واحدة.

وتقبيل يد الرجل للمرأة كان تقليدا واسع الانتشار في أوروبا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وبدا في الغياب في القرن العشرين. أما عادة تقبيل اليد، اليوم، في الغرب بات قليلا وغير مرغوب فيه بين المحافظين، أو الدبلوماسيين، وبحسب موسوعة وكيبيديا، فقد انحسر ذلك التقليد في أوروبا، ومحصور فقط في بعض الدول الأوروبية مثل المجر، وبولندا. إلا أن تقبيل الرئيس شيراك ليد ضيفاته من الوزيرات لم يكن الأول فقد قبل يد كوندوليزا رايس من قبل. وبالتأكيد أن الرئيس شيراك كان أكثر رقة وكياسة من الرئيس الأميركي جورج بوش، الذي قام بتدليك كتف المستشارة الألمانية في قمة الثمانية السابقة، مما وضعها بحرج، وأعلن الرئيس بوش بعد ذلك انه لن يعاود تكرارها مرة أخرى. لكن الطريف في الأمر هو انه في الوقت الذي كان فيه الرئيس الفرنسي جاك شيراك يقدم نفسه أمام العدسات العالمية كرجل رقيق، أو (جنتلمان) وهو يقبل أيدي ضيفاته من سيدات السياسية صدر فيه بيان من المرشحة الاشتراكية للانتخابات الرئاسية الفرنسية سيغولين رويال يندد بـ«الهجمات التي تتعرض لها على كافة المستويات، بما فيها حياتها الخاصة»، مطالبة الرئيس الفرنسي بـ«ضمان حسن سير» الحملة الانتخابية. فهل يظهر الرئيس الفرنسي رقة تجاهها، بالطبع لا بتقبيل يدها، كما فعل مع الوزيرات المشاركات في مؤتمر «باريس3» أو كلتا يديها، كما فعل مع وزيرة الخارجية الاميركية، ولكن بانتخابات تبتعد عن حياتها الخاصة كما تريد؟ هنا يكمن السؤال.