الجيش اللبناني ينتشر في «حي التعمير» معقل الأصوليين الفلسطينيين في عين الحلوة

بعد اشتباكات مع «جند الشام» أوقعت 3 جرحى

TT

على وقع دوي الـ«آر.بي. جي» ونيران البنادق الرشاشة، نشر الجيش اللبناني امس وحدات من جنوده في منطقة «حي التعمير» المحاذي لمخيم عين الحلوة الفلسطينيين في مدينة صيدا بجنوب لبنان، وذلك استجابة لطلبات ملحة متكررة من فعاليات المدينة السياسية والدينية، من اجل حماية امن نحو الفي عائلة صيداوية عانت لسنوات عديدة من التنظيم الاصولي المعروف بـ«جند الشام».

وفيما اوضح بيان لقيادة الجيش ان عملية الانتشار «لاقت ترحيباً واسعاً لدى الاهالي وفعاليات المنطقة وسكان المخيم، الا بعض العناصر المتضررة التي اقدمت على اطلاق النار» في محاولة لعرقلة المهمة، دان رئيس بلدية صيدا الدكتور عبد الرحمن البزري «التعرض» للجيش.

وتمركز الجيش في النقاط المحددة لمهمته في حي جامع الموصلي، خط التعمير التحتاني، وصولاً الى ملحمة الصفدي على مسافة مئة متر من مدخل عين الحلوة الرئيسي. واثناء انتشار الجنود في مواقعهم سمع دوي الرصاص وتبين ان عناصر من «جند الشام» بادروا بافتعال الاشتباكات لمنع تنفيذ مهمة الانتشار والزامه بإخلاء المنطقة. وعلم ان مواطناً يدعى حسين الدنا (لبناني 32 سنة) أصيب في بطنه كما جرح آخر ويدعى مصطفى عقارة وجرح احد الجنود.

ولدى انتهاء عمليات الانتشار صدر عن قيادة الجيش بيان جاء فيه: «استكمالا لعملية انتشار الجيش وبسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية، انهت قوة من الجيش تمركزها داخل منطقة التعمير المتاخمة لمخيم عين الحلوة في مدينة صيدا، واتخذت التدابير والإجراءات الميدانية كافة للحفاظ على أمن المواطنين ومنع الظهور المسلح وتوقيف المخالفين، وقد لاقت عملية الانتشار ترحيبا وارتياحا واسعا لدى الاهالي وفاعليات المنطقة وسكان المخيم، فيما اقدمت بعض العناصر المتضررة على اطلاق النار من خارج بقعة انتشار الجيش في محاولة تهدف الى عرقلة انجاز المهمة، وقد رد الجيش على مصادر النار بالمثل وتابع التنفيذ».

ودان البزري، في بيانه «ما قامت به العناصر المسلحة من التعرض واطلاق نار على الجيش اللبناني خلال انتشاره في منطقة التعمير». واضاف: «إن دخول الجيش إلى المنطقة جاء بناء على طلب من فاعليات المدينة وقواها السياسية، التي طالبت الدولة بتحمل مسؤولياتها نتيجة تردي الأوضاع الأمنية وتهديد حياة المواطنين في المنطقة». وشكر البزري الجيش اللبناني باسم مدينة صيدا على خطوته هذه، واعدا الأهالي في منطقة التعمير بـ«أن المجلس البلدي في مدينة صيدا سيقوم بحملة إنمائية استثنائية للتعويض على إخواننا وأبنائنا عما فاتهم في الماضي من خدمات».

وفي التفاصيل، كما روتها مصادر امنية ومواكبة لـ«الشرق الاوسط» ان سرية من الجيش اللبناني معززة بالملالات والآليات ومئات الجنود الذين انتشروا في محيط مخيم عين الحلوة والتعمير، تقدمت عند الساعة السادسة من صباح امس باتجاه التعمير انطلاقاً من حاجز مسجد الموصللي وبوصولها الى مدرسة النقال، وقبل بلوغها النقطة المحددة لها بعشرات الامتار تجمع عدد من مسلحي جند الشام وعشرات الاشخاص من انصارهم في خطوة اعتراضية تحولت الى اعمال شغب بإقدامهم على رمي الحجارة والزجاجات الفارغة باتجاه جنود الجيش اللبناني الذين كانوا يقفون على بعد امتار من المسلحين، وعلى الاثر جرت اتصالات من قبل رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب الذي كان يقود قوة الجيش مع مسؤولين فلسطينيين في مخيم عين الحلوة لارغام المسلحين وانصار «جند الشام» على العودة الى اماكنهم لأن الجيش سيدخل المنطقة وينفذ المهمة الموكلة اليه.

وعند الساعة العاشرة والنصف فتح مسلحو «جند الشام» و«عصبة الانصار» التي تدعمهم النار من اسلحة رشاشة وقذائف صاروخية باتجاه الجيش اللبناني الذي رد بقوة على مصادر النار ودارت اشتباكات عنيفة كانت تخف حيناً وتعنف احياناً الامر الذي ادى الى سقوط ثلاثة جرحى من بينهم احد جنود الجيش اللبناني وعلى الفور جرت اتصالات مكثفة من قبل الفاعليات السياسية والروحية والحزبية في صيدا ومسؤولين فلسطينيين في عين الحلوة للضغط على مسلحي «جند الشام» و«عصبة الانصار» للتراجع الى ما وراء الخطوط المحددة لانتشار للجيش لان الأوامر تفضي بإنجاز المهمة».

وكان اللبناني ابو رامز السحمراني احد مسؤولي «جند الشام» والفار من وجه العدالة اللبنانية منذ احداث الضنية التي وقعت في شمال لبنان منذ عدة سنوات، على رأس المسلحين الذين اعترضوا تقدم الجيش، مشيراً الى وجود مطالب ومهدداً بسلاح كان يشهره باتجاه جنود الجيش.