وزير الخارجية السعودي: لا مبادرة مع إيران.. والأفعال هي التي تتحدث وليس الكلمات

رسالة سعودية تشدد على ضرورة منع التدخلات في المنطقة

TT

نفى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أمس أن السعودية تجري مفاوضات مع إيران لمحاولة التوسط من أجل وضع نهاية للأزمة السياسية في لبنان، لكنه أشار إلى أن البلدين تبادلا رسائل بشأن التعاون بين المسلمين.

وكان السفير الإيراني لدى لبنان، محمد شيباني، قال أمس إن بلاده تتشاور مع السعودية وسورية حول الوضع في لبنان. ورددت مصادر سياسية لبنانية في وقت سابق هذا الأسبوع أن السعودية وإيران تحاولان التوصل إلى اتفاق يمكن أن يوقع عليه طرفا الأزمة في لبنان. وردا على سؤال حول هذه التقارير قال الأمير سعود الفيصل «لا توجد في الواقع مبادرة». وتابع الأمير سعود في مؤتمر صحافي في باريس بعد مؤتمر المانحين بشأن لبنان إن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بعث برسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي رد بدوره عليها.

وقال الأمير سعود «كانت الرسالة عرضا من أجل التعاون تحقيقا للتضامن بين المسلمين». وأضاف «وجاء الرد انه إذا كانت هذه هي النية فإن الأفعال هي التي تتحدث وليس الكلمات، وانه إذا كانت إيران تستطيع عمل أي شيء لتهدئة أنصارها في المنطقة فان هذا سيكون أفضل خدمة يمكن تأديتها من أجل التضامن بين المسلمين». وقال «كان هذا إطارها». وكان السفير الإيراني في لبنان محمد شيباني قال إن بلاده تتشاور مع المملكة العربية السعودية وسورية حول الوضع في لبنان. وأضاف شيباني إثر لقائه الأمين العام لوزارة الخارجية اللبنانية هشام دمشقية إن «الجمهورية الإيرانية تقوم بتبادل وجهات النظر مع المسؤولين السوريين والمسؤولين في المملكة العربية السعودية من خلال الجولات المكوكية التي قام بها الدكتور علي لاريجاني انطلاقا من حرصها على حفظ الاستقرار على صعيد المنطقة». إلى ذلك، أفاد التلفزيون الحكومي الإيراني أن الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز بحث ليل أول من أمس في طهران مع مستشار الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الوضع الإقليمي، وخصوصا الأزمة السياسية في لبنان. وذكر التلفزيون أن لاريجاني وبندر بن سلطان «تحدثا خلال اللقاء عن الوضع في الشرق الأوسط وخصوصا الوضع الحساس في لبنان وضرورة التوصل الى حل مقبول من المجموعات اللبنانية كافة».

وأعلن الأمير بندر أمس قبل مغادرته طهران انه سلم المسؤولين الإيرانيين رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وان الملك عبد الله «شدد على وحدة المنطقة والتضامن بين دولها، وهو مقتنع بأن هذه الدول قادرة على الحفاظ على استقلال المنطقة ومنع التدخلات الخارجية». وأضاف «يجب منع مؤامرات الأعداء الذين يسعون الى ايجاد انقسامات بين الشيعة والسنة». وقال «ناقشنا المشاكل في لبنان والعراق. آمل أن تكون هذه المحادثات مفيدة وأن تحصل محادثات أخرى من اجل حل المشاكل في المنطقة وفي هذه الدول». وحول العراق، قال التلفزيون الإيراني إن لاريجاني والأمير بندر «عبرا عن قلقهما من الوضع في هذا البلد وشددا على ضرورة تعاون الدول المجاورة للعراق لمساعدة حكومته على إحلال الاستقرار والأمن» فيه.

ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ارنا» فقد أكد الأمير بندر تأييد السعودية حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وقال الأمير بندر في تصريح للصحافيين نقلته «ارنا» قبيل مغادرته مطار مهر آباد الدولي بطهران، إن دول مجلس التعاون صادقت في آخر اجتماعاتها علي موضوع الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وأضاف انه من الطبيعي ان يكون العمل في مجال التكنولوجيا الحساسة بحاجه الي الاهتمام بالقضايا الأمنية المرتبطة بها أيضا. وتابع القول «نظرا لحساسية الموضوع فانه كلما قل الحديث فيه فهو أفضل ويجب ان يتم البحث بهدوء وعقلانية»، معربا عن أمله في أن يتم التوصل الي حل سلمي للقضية النووية الإيرانية. وقال الأمير بندر انه خلال لقاء‌اته مع المسؤولين الإيرانيين تم بحث المشاكل القائمة في العالمين العربي والإسلامي. وأعرب عن أمله في ان تثمر جهود الرياض وطهران في إطار تحقيق مصالح الأمة الإسلامية وذلك عبر اتخاذ المزيد من الخطوات العملية في هذا المجال.