سعود الفيصل: ندعو الأطراف اللبنانية للعمل على احتواء الخلافات وتغليب المصلحة الوطنية

أكد أن التصعيد المتنامي من شأنه زيادة حدة التوتر وتدهور الأوضاع

TT

أكد الامير سعود الفيصل على حرص السعودية على بذل كافة مساعيها على المستويين الثنائي والدولي لاحتواء الازمات التي يعيشها كل من لبنان والعراق وفلسطين والتصعيد المتنامي الذي من شأنه زيادة حدة التوتر وتدهور الاوضاع ويهدد انزلاق الامور في الدول الثلاث وفي المنطقة.

وقال في كلمته التي ألقاها في مؤتمر «باريس 3» لدعم لبنان، «من هذا المنطلق، فان المملكة تهيب بجميع الاطراف في الساحة اللبنانية العمل على احتواء الخلافات الداخلية وضبط النفس وتغليب المصلحة الوطنية وحماية الوفاق الوطني وتجنب المواجهات واللجوء الى الحوار لحل خلافاتهم حفاظا على وحدة لبنان الوطنية واستقراره واستقلالية قراره السيادي».

وأضاف وزير الخارجية ان المملكة اذ تقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف في لبنان، تجدد دعمها لمبادرة الامين العام للجامعة العربية، والتي تشكل الحل التوافقي الانسب في ظل الظروف التي يعيشها لبنان. كما ندعو الى انسحاب القوات الاسرائيلية من مزارع شبعا ووضعها تحت وصاية الأمم المتحدة الى حين ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية ونجدد التعبير عن بالغ استنكارنا وادانتنا لما شهده لبنان الشقيق من عمليات ارهابية ذهب ضحيتها نفر من خيرة اللبنانيين المخلصين، ونؤكد على ضرورة تحقيق العدالة عبر تقديم كل من يثبت تورطه الى المحاكمة لمعاقبته.

وناشد الأمير سعود كافة الاطراف اللبنانية تحمل مسؤولياتها في هذا الصدد والعمل على طمأنة المانحين من ان الاموال التي يسهمون بها ستجد البيئة المستقرة والملائمة لاستثمارها بكل الفعالية والكفاءة.

وبين أن المملكة تأتي في مقدمة الدول المانحة للبنان حيث كان الدعم السعودي كبيرا ومتنوعا بدءا من اتفاق الطائف في مطلع التسعينات ووصولا الى مؤتمر باريس 3 فعلى المستوى الثنائي قدمت المملكة ما مجموعه 3400 مليون دولار على شكل منح وقروض ميسرة. وعلى المستوى المتعدد الأطراف اسهمت المملكة من خلال عضويتها الفاعلة في المؤسسات المالية الاقليمية والدولية في دعم تمويل احتياجات لبنان التنموية.

وقال ان جهودنا في هذا الاطار ما زالت مستمرة. فخلال الازمة الاخيرة التي تعرض لها لبنان وفي تحرك سريع لتخفيف معاناة المتضررين، قدمت المملكة منحة نقدية قدرها 50 مليون دولار للحكومة اللبنانية لصرفها على الاحتياجات العاجلة. كما تم تخصيص مبلغ عشرة ملايين دولار لتجهيز وتشغيل المستشفى السعودي الميداني وتم ايضا ايداع مبلغ مليار دولار اميركي لدى مصرف لبنان المركزي لدعم الاقتصاد اللبناني. وللمساهمة في جهود اعادة الاعمار قدمت المملكة مؤخرا منحة بمبلغ 500 مليون دولار لصرفها وفقا لاولويات الحكومة اللبنانية ضمن برنامجها لاعادة الاعمار.

وتابع «يسعدني ان اعلن ان حكومة المملكة العربية السعودية قررت تقديم مساعدة جديدة بمبلغ 1000 مليون دولار لدعم المشاريع التنموية في لبنان من خلال الصندوق السعودي للتنمية وبالتنسيق مع الحكومة اللبنانية، بالاضافة الى تقديم منحة بمبلغ 100 مليون دولار للحكومة اللبنانية لدعم الميزانية العامة لديها».

وختاما «اؤكد لكم ان اي مساع مشتركة تبذل لمساعدة لبنان سوف تكون ذات مردود كبير آخذا بالاعتبار طبيعة الشعب اللبناني ونسيجه المميز وقدرته على الابداع وحيويته المعروفة التي ستمكن لبنان من ان يعود ليلعب دوره الذي يستحقه على الساحتين الاقليمية والدولية. وكل ما يحتاجه لبنان في هذه المرحلة دعم الاصدقاء لكافة الشعب اللبناني لتمكينه من النهوض لتحقيق النماء المنشود».