واصل الجيش اللبناني، امس، ملاحقة المشتبه بارتكابهم عمليات شغب واستخدام سلاح في الاشتباكات التي دارت يوم الثلاثاء الماضي (23 يناير الجاري) بين محازبي قوى المعارضة وقوى الموالاة في مختلف المناطق اللبنانية، وبلغ مجموع عدد الموقوفين حتى ظهر امس 212، منهم 62 في مدينة طرابس الشمالية وحدها.
وأصدرت قيادة الجيش، امس، بياناً جاء فيه: «على اثر الحوادث الامنية التي حصلت خلال اضراب يوم الثلاثاء وتداعياتها، تابعت قوى الجيش ملاحقة المشاركين في أعمال شغب وعنف وإطلاق نار، حيث اوقفت خلال يوم امس 62 شخصا في مدينة طرابس، اضافة الى نحو 150 شخصاً في مختلف المناطق اللبنانية، كما اوقفت 4 عناصر مسلحة في مدينة صيدا اثر الاشكال الذي حصل بعد ظهر امس (الاول) بين جهتين محليتين. سلم الموقوفون مع المضبوط الى المراجع المختصة لإجراء المقتضى القانوني، ولا تزال القوى الامنية تلاحق كل من تثبت التحقيقات ضلوعه في أعمال جرمية».
وظهر امس تسلم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد، محاضر التحقيقات الاولية التي اجريت مع 132 موقوفا حصيلة احداث يوم الثلاثاء الماضي في كل المناطق اللبنانية في جرائم اطلاق النار والقيام بأعمال الشغب، ومعاملة رجال الامن بالعنف والشدة. ويدرس فهد المحاضر تمهيدا لاتخاذ القرار القانوني المناسب في حق كل متهم.
وكان مجهولون قد أقدموا ليل امس الاول على إضرام النار في محل لبيع الزهور في حلبا في شمال لبنان لصاحبه جورج فارس احد مسؤولي الصليب الاحمر اللبناني في المنطقة، واتت النيران على كل محتويات المحل.
الى ذلك، أوفد الرئيس السابق للحكومة اللبناني عمر كرامي احد ابنائه القيادي في »حزب التحرير العربي» فيصل كرامي، على رأس وفد من قيادة الحزب، لعيادة الجرحى في المستشفيات التي يعالجون فيها.
وامل كرامي، «ان تكون الاحداث التي مرت على طرابلس قبل يومين خاتمة الاحداث، وان تكون الفتنة الطائفية والمذهبية المتنقلة في كل لبنان النهائية والاخيرة. رحم الله الشهداء الذين سقطوا في معركة المذهبية والتحريض الطائفي، شفى الله الجرحى، والله يسلم البلد ولبنان واللبنانيين جميعاً». من جهتها، اوضحت ادارة المستشفى «ان عدد الجرحى الذين دخلوا الى المستشفى منذ يوم 23 الحالي بلغ 16 جريحا، وان اثنين منهم استشهدا بعد وصولهما الى المستشفى، فيما نقل بالامس عامر احمد الى احد مستشفيات بيروت نظرا الى اصاباته الخطيرة جدا. اما اصابات بقية الجرحى الـ 13 فهي متوسطة وخفيفة، وخرج منهم امس 4 مصابين، ويعالج حاليا 7 جرحى في الجناح الخيري، فيما يعالج اثنان في الجناح الخاص».