النجف: مقتل 300 مسلح واعتقال عشرات العرب والأجانب في معركة بساتين الزرقاء

بين القتلى زعيم «جند السماء» التي رجحت السلطات ارتباطها بـ«القاعدة» رغم «ظاهرها الشيعي»

TT

أكدت السلطات المحلية في مدينة النجف العراقية، أمس، مقتل زعيم الجماعة الدينية المسلحة «جند السماء» خلال الاشتباكات التي خاضتها معها قوات الأمن العراقية، أو التي بدأت أول من أمس وانتهت صباح أمس في بساتين منطقة الزرقاء شمال النجف. وأضاف مصدر في مكتب المحافظ «تم التعرف على جثة زعيم التنظيم من خلال بعض الأشخاص المقبوض عليهم».

وتابع المسؤول أن الشخص المعني «عراقي الجنسية اسمه الحقيقي سامر ابو قمر من نواحي الديوانية، لكنه اتخذ لنفسه اسم علي بن علي بن ابي طالب»، حسبما افادت وكالة الصحافة الفرنسية. وكان متحدث رسمي باسم محافظة النجف اكد، امس، ان ما «لا يقل عن 300 مسلح قتلوا وتم أسر 13 آخرين» خلال الاشتباكات مع جماعة «جند السماء». وفي وقت سابق أعلن متحدث باسم الشرطة العراقية اعتقال 130 مسلحا «بينهم 100 يحملون جنسيات يمنية وجزائرية وباكستانية وأفغانية»، حسبما نسبت اليه وكالتا «د.ب.أ ـ إفي». الى ذلك، عبر نائب المحافظ عبد الحسين عبطان عن اقتناعه بأن التنظيم تابع لشبكة «القاعدة» قائلا «وصلت الى قناعة كاملة من خلال ما رأيت، ان من يقف وراء هذا التنظيم هي شبكة القاعدة». وأضاف عبطان «انه تنظيم كبير ومعقد ظاهره شيعة وباطنه غير ذلك (...) تنظيم عقائدي لديه خبرة طويلة في القتال وإمكانيات عسكرية كبيرة، وتلقوا تدريبات رفيعة المستوى نظرا لتصرفهم أثناء الهجوم». وأوضح عبطان في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدولة لشؤون الأمن الوطني شيروان الوائلي والمحافظ أسعد أبو كلل، ان «اهدافهم (...) هي قتل مراجع الدين واحتلال الصحن الحيدري (مقام الامام علي) والسيطرة على مدينة النجف». وأضاف «هناك أجانب تمكن اثنان من المصريين من الفرار، لكننا قبضنا على سوداني وعدد من الأفغان (...) هناك معلومات تشير الى أن الشخص الذي يقود التنظيم لبناني الأصل».

وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط»، قال عبطان أن مخططاتهم كانت تنصب نحو التجمع بشكل تدريجي في هذه المنطقة، ومن ثم شن هجوم واسع في العاشر من محرم على مدينة النجف والسيطرة عليها ومن ثم البدء بتصفية الرموز من مرجعيات وشخصيات دينية وسياسية وأيضا قتل اكبر قدر ممكن من زوار المدينة.

وكان المتحدث الإعلامي باسم المحافظة أحمد دعيبل، قد نفى في وقت سابق أمس أن تكون الجماعة مرتبطة برجل الدين محمود الصرفي، كما أعلن اول من أمس، مؤكدا أن «زعيمهم واسمه الأصلي أبو قمر اليماني متحدر من نواحي الديوانية، لكنه اتجه نحو البصرة، حيث اتخذ لقبا جديدا هو أحمد أبو الحسن». وقال «يدعي أبو الحسن انه نازل من السماء مباشرة».

وقد أكد الجيش الأميركي مساء اول من أمس، مقتل جنديين في حادث «سقوط» هليكوبتر أميركية اول من امس قرب النجف. وكانت معلومات قد أكدت وجود حوالي 600 مسلح من «جند السماء» في منطقة بساتين الزرقاء، وعددها ثمان، لكن المنطقة معروفة لدى العامة باسم «المهداوية» نسبة الى الإمام المهدي المنتظر.

من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ لقناة «العراقية» الحكومية «هناك ارتباطات وخيوط إرهابية داخلية وأيضا خارجية». وأضاف «نحاول جمع التحقيقات، لكن المؤكد أن هذه المجموعة صارت تتسلم دعما غير قليل لأن كمية السلاح الموجودة الآن توحي بأنها تحظى بدعم ليس بسيطا».

الى ذلك، أعلن محافظ كربلاء عقيل الخزعلي، أمس، القبض على خمسة «ارهابيين بينهم أربعة عرب» والآخر عراقي، حاولوا إدخال أحزمة ناسفة لتفجيرها خلال إحياء ذكرى عاشوراء، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.