منظمة طبية خيرية أميركية: نصف مليون نازح من بغداد في 2006.. وتوقع مليون آخر بحلول منتصف 2007

الأمم المتحدة تناشد المجتمع الدولي مساعدة مئات الفلسطينيين العالقين على الحدود العراقية ـ السورية

TT

فيما قالت منظمة خيرية اميركية، إن اكثر من نصف مليون فروا من ديارهم في العاصمة العراقية بغداد العام الماضي، بسبب العنف الطائفي، وان أكثر من مليون اخرين قد يضطرون الى النزوح بحلول منتصف العام الحالي، حذرت الامم المتحدة من الظروف الصعبة التي يعيشها نحو 700 فلسطيني نزحوا من بغداد وتقطعت بهم السبل على الحدود مع سورية.

وقالت منظمة القوات الطبية الدولية، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، والتي لها أكثر من 300 موظف في العراق، ان حركة المواطنين النازحين في تزايد «بمعدل مأساوي»، خاصة في العاصمة العراقية، التي يقطنها نحو ستة ملايين نسمة. ونسبت وكالة رويترز الى نانسي أوسي رئيسة المنظمة قولها: «انه موقف صعب للغاية. هناك موقف أمني مروع مع تزايد عدد الاشخاص النازحين».

وخلصت دراسة أجرتها المنظمة الى ان 80 في المائة من بين نحو 550 ألف عراقي مدني فروا من ديارهم منذ تفجير مزار شيعي مهم في سامراء، في فبراير (شباط) 2006، هم من سكان بغداد. وفجر هجوم سامراء موجة من العنف الطائفي. وقالت أوسي انه اذا استمر العنف بمعدله الحالي سيضطر أكثر من مليون مواطن اخرين ترك ديارهم في بغداد خلال الستة أشهر القادمة، وسيبقى غالبيتهم داخل العراق بدلا من اللجوء الى خارج البلاد. واضافت أوسي «هناك حاجة للتركيز أكثر على ذلك، بغض النظر عن رأي أي شخص، في الحرب هناك اناس يعانون». وتقول الامم المتحدة ان هناك نحو 7.1 مليون نازح داخل العراق، بالاضافة الى نحو مليونين لجأوا الى خارج البلاد. وغالبية اللاجئين فروا الى خارج البلاد قبل الغزو الاميركي في مارس (آذار) 2003. ومضت أوسي قائلة «انها أزمة انسانية متصاعدة ذات أبعاد هائلة».

وقالت منظمة القوات الطبية، ان حركة النازحين تعيد تقسيم أحياء بغداد على أساس طائفي، وتضر بالاقتصاد الهش بالفعل والنسيج الاجتماعي لتلك المجتمعات، التي تستضيف النازحين.

وعلى خلاف عمليات النزوح السابقة، التي أعقبت الغزو الاميركي، يبدو النزوح الحالي دائما حيث يتخلى الناس عن ديارهم او يبيعونها. ولا يحصل عدد كبير من الناس على الحصص الغذائية والمؤن التي توزعها الحكومة بشكل غير منتظم نظرا لتدهور الأمن. وسئل شون مكورماك المتحدث باسم الخارجية الاميركية عن تزايد عدد النازحين في العراق فقال ان الولايات المتحدة قلقة بشأن ذلك، وانها أبرزت أهمية تحسين الموقف الامني في العاصمة العراقية بغداد.

واضاف «الناس بحاجة لان يشعروا بأن الموقف الأمني يتحسن وانهم سيصبحون أكثر أمنا اذا ارادوا البقاء او اذا ارادوا العودة (الى ديارهم)».

من ناحية ثانية، قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة أمس، ان نحو 700 مواطن فلسطيني تقطعت بهم السبل على الحدود العراقية السورية، ويعيشون في ظروف غير انسانية بعد ان فروا من العنف المتصاعد في العراق. وقالت جنيفر باجونيس المتحدثة باسم المفوضية، ان اراقة الدماء والاضطهاد في العاصمة بغداد أجبر عددا متناميا من الفلسطينيين المقيمين في العراق الى اللجوء الى سورية، رغم رفض دمشق ادخالهم الى الاراضي السورية. واضافت باجونيس في تصريحات للصحافيين في جنيف، ان 356 شخصا يعيشون في منطقة أرض حرام بين العراق وسورية منذ مايو (ايار) بينما تعيش مجموعة تضم 340 شخصا في الجانب العراقي من الحدود. وأضافت «الفلسطينيون يواصلون العيش في ظروف غير انسانية وغير آمنة».