أبو الغيط: مصر تتفهم الاستراتيجية الأميركية الجديدة في العراق

قال: ليس لدينا ما يشير إلى حقيقة ما حدث لإيهاب الشريف

TT

وصف وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط الوضع في العراق اليوم بأنه «معقد للغاية». وقال ان مصر «تتفهم الحاجة للإستراتيجية الأميركية الجديدة»، والتي تسعى إلى مواجهة الحكومة العراقية للميليشيات التي تقتل الأبرياء كما تسعى للبدء في العملية السياسية وإدماج السنة فيها، وكذلك إعادة تشكيل الجيش العراقي وعدم تدخل قوى خارجية في الشؤون الداخلية للعراق، موضحا أن ذلك ما كانت مصر تطالب به منذ الغزو الاميركي للعراق.

وقال أبو الغيط في مؤتمر صحافي مشترك أمس مع نظيره الايرلندي ديرموند أهرين: «ان مصر أيدت هذه الإستراتيجية من أجل تحقيق هذه الأهداف»، فيما قال وزير خارجية ايرلندا «إن بلاده ومصر لديهما رؤية واحدة حول كيفية الخروج من الوضع الحالى في العراق»، موضحا أن الأمر يحتاج إلى جهود دولية كبيرة والعمل على مساندة الحكومة العراقية المنتخبة.

وبالنسبة لنتائج التحقيقات التي أجرتها مصر فيما يتعلق بحادث اختطاف سفيرها السابق لدى العراق، إيهاب الشريف، وقتله، قال أبو الغيط ان بلاده ليس لديها ما يشير إلى ما حدث بالفعل للسفير إيهاب الشريف، موضحا «أننا لم نتمكن حتى الآن من العثور على جثمانه». وقال «كان هناك الكثير من الاتهامات، لكننا لا نأخذ بهذه الاتهامات لأن الحقائق هي التي يجب أن تفرض على صاحب القرار الرؤية».

وأضاف: «نعلم جميعا أن هناك عمليات قتل لعشرات الآلاف كل عام بالعراق إن لم يكن مئات الآلاف. وقد أشارت بعض التقارير الى أن عدد الضحايا العراقيين وصل إلى ستمائة وخمسين ألف عراقي أين هم وأين جثثهم؟ وتابع «لقد قمنا بالكثير من التحقيقات في هذا الحادث لكن لم نتوصل إلى نتائج تقودنا إلى حقيقة ما حدث».

وتعليقا على ما أثير إعلاميا عن دور المخابرات الإيرانية في اختطاف السفير إيهاب الشريف وقتله، قال: «لا ينبغي ولا أرغب في أن أعقب على مصدر نشرت صحيفة «الأهرام» عنه معلومات أو أحاديث وهو مصدر مجهول، ولا ينبغي التعقيب على مثل هذه المسائل من منطلق أني لا أعرف ما إذا كان هذا المصدر حقيقيا، وهل هو موجود أو غير موجود».

وبالنسبة لتضارب موقف وزارة الخارجية في التعامل مع الخبر حيث نفته في البداية ثم قامت بسحب النفي، أوضح أبو الغيط «أنه فيما يتعلق بالنفي والتراجع عنه من جانب وزارة الخارجية، فإنني أعتقد شخصيا أن هذا حماس يقود إلى الخطأ وإلحاق الضرر وما كان ينبغي أن يكون». وقال «للأسف كنت موجودا خارج القاهرة. وهذا أمر يعكس حماسا مبالغا فيه والدفاع عن رؤية ما».

من ناحية أخرى، قال أبو الغيط إن المباحثات مع الوزير الآيرلندي تناولت الوضع فى لبنان والمسألة العراقية والظرف الصعب الذي يجد الشعب العراقي نفسه فيه. كما تطرقنا إلى المسائل الأفريقية، خاصة موضوعي دارفور والصومال.

وأوضح أن ايرلندا لديها اهتمام كبير بالشأن السوداني ودارفور، باعتبار أن هناك الكثير من المنظمات غير الحكومية الايرلندية تعمل على الأرض في السودان لتقديم المعونة والدعم لأبناء الشعب السوداني.

وشدد أبو الغيط على ضرورة انضمام جميع الأطراف والجماعات إلى اتفاق أبوجا لحل مشكلة دارفور، موضحا أنه بدون انضمام الجماعات الرافضة لهذا الاتفاق فسوف يستمر القتال، مطالبا في نفس الوقت بضرورة التزام الحكومة السودانية قواعد حقوق الإنسان والقانون الدولي.

وأضاف أنه وفي الوقت نفسه «للحكومة السودانية أيضا الحق في الدفاع عن الإقليم». ويجب أن ينصب العمل الدولي والإقليمي على تأمين عملية السلام في دارفور لكي تكون حقيقية وجادة وذات مصداقية وتفرض على هذه الجماعات أن تدخل في الاتفاق. وأوضح أنه «وحتى يمكن تحقيق ذلك لابد أن يلتزم الجميع بالعمل البناء والإعداد لعملية حفظ السلام ونشرها بدعم من الاتحاد الأفريقي».

وفى الشأن الفلسطيني، استنكر أبو الغيط خطط إسرائيل لتحويل مسار الجدار الفاصل ليشمل مستوطنتين إسرائيليتين يقيم فيهما نحو ألف وخمسمائة مستوطن، استنكر أبو الغيط الخطط الإسرائيلية، مما سيؤدي إلى عزل حوالي عشرين ألف فلسطيني عن باقي الضفة الغربية المحتلة».

وأكد أن مثل هذه الخطوات غير المسؤولة تهدد جهود استئناف عملية السلام و «تلقي ظلالا قوية من الشك حول نوايا إسرائيل لتحقيق سلام عادل شامل على أساس حل الدولتين».

وأكد أبو الغيط أن الجدار الفاصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي ويمثل انتهاكا للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة، وهو الموقف الذي اتخذته محكمة العدل الدولية، في رأيها الاستشاري الصادر في التاسع من يوليو (تموز) عام 2004 وأيدته الجمعية العامة في 20 يوليو 2006.

ودعا وزير الخارجية المصري المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته لضمان امتثال إسرائيل لقرار الجمعية العامة وإزالة الجدار الفاصل ووقف كافة الأنشطة الاستيطانية ومصادرة الأراضي الفلسطينية المحتلة بما يتماشى مع المساعي الحالية لتهيئة المناخ الملائم لإعادة إحياء عملية السلام.