مسؤول في مكتب عبد المهدي: شخصية فاعلة وراء محاولة اغتيال نائب رئيس الجمهورية

الشرطة أكدت أنها تحقق في قيام «مسؤول» في وزارة الأشغال بإدخال القنبلة

TT

أكد مصدر مسؤول في مكتب الدكتور عادل عبد المهدي، نائب رئيس الجمهورية العراقي، أن «شخصية فاعلة» كانت وراء محاولة اغتيال عبد المهدي، وانه «يعتقد ان هذه الشخصية قد جرحت خلال الحادث»، مشيرا الى ان «وزارة الداخلية تجري تحقيقا وسيتم الاعلان عن النتائج خلال الايام القليلة المقبلة».

واعترف المصدر بأن «هناك خللا أمنيا، وخروقات أمنية»، وقال ان «الخروقات في الاجهزة الامنية معترف بها من قبل الحكومة ومشخصة، وأن جزءا من (خطة فرض القانون) التي يتم تنفيذها في بغداد والتي يشرف عليها نوري المالكي رئيس الحكومة، هي تطهير الاجهزة الامنية من الدخلاء والمخربين ومكافحة الخروقات الأمنية».

ووصف الدكتور ليث شبر، المسؤول في مكتب عبد المهدي لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد، محاولة اغتيال نائب رئيس الجمهورية قائلا «كان هناك حفل لتوزيع الجوائز على موظفي وزارة الاشغال في قاعة بمبنى الوزارة الكائن في حي المنصور والبعيد عن المنطقة الخضراء، وكانت كل الإجراءات طبيعية بما فيها الاجراءات الامنية، حيث حضر نائب رئيس الجمهورية وبعد ان استقبله الوزير توجه الجميع الى قاعة الاحتفالات في الوزارة لبدء الاحتفال بتوزيع الجوائز». وأضاف شبر قائلا «بعد ان ألقى وزير الاشغال كلمته الترحيبية كان يفترض ان يلقي عبد المهدي كلمته ويباشر بتوزيع الجوائز، وما ان تحرك باتجاه المنصة حتى انفجرت العبوة الناسفة محدثة أضرارا كبيرة بالقاعة وقتلت وجرحت اشخاصا عدة»، مشيرا الى ان «الاعتقاد الأولي كان ان العبوة الناسفة قد زرعت في السقف الثانوي للقاعة، ولكن بعد التحقيقات وبالاعتماد على التسجيلات المصورة اتضح ان العبوة زرعت تحت أحد المقاعد الامامية من الجهة اليمنى، والتي كان منفذ العملية يعتقد أن نائب رئيس الجمهورية سيجلس هناك، لكن الدكتور(عادل عبد المهدي) جلس قبالة هذا الكرسي بالضبط».

وأوضح المسؤول في مكتب عبد المهدي قائلا ان «العبوة لم تكن ثقيلة وتم تفجيرها بالتحكم عن بعد، أي داخل القاعة او من خلف القاعة. ولو كانت العبوة ذات زنة أكبر من المتفجرات لكانت احدثت كارثة بجميع الحاضرين».

وقال شبر إن بعض العاملين داخل الوزارة كانوا على علم بوصول نائب الرئيس «لهذا هناك من رتب زرع القنبلة، وهو واحد من المسؤولين في الوزارة»، مشيرا الى ان «التحقيقات الأولية كشفت عن انه تم التعرف على هذه الشخصية التي يعتقد انها جرحت خلال الحادث».

وأكدت الشرطة العراقية ايضا أنها تحقق في ما اذا كان مسؤول بالوزارة قد زرع القنبلة. وقال مصدر أمني «يجري استجواب 35 موظفا في الوزارة لمعرفة كيف تم ادخال القنبلة الى المبنى»، مضيفا ان «معظم الذين يتم استجوابهم من الحراس ورجال أمن الوزارة». ونسبت اليه وكالة الصحافة الفرنسية، قوله انه سيتم استجواب المصابين في الحادث ما ان يتماثلوا للشفاء. وأوضح المصدر الأمني أن «الموظفين أبلغوا عشية التفجير أن نائب الرئيس سيحضر الاحتفال، وبالتالي فالشخص الذي زرع القنبلة كان يعرف انه سيكون موجودا». وأضاف ان «الوزارة بدأت بمنع الزوار من الدخول قبل الاحتفال بيوم، مما يرجح ان يكون شخص من داخل الوزارة وراء هذه الجريمة».

الى ذلك، ذكر مقربون أمس أن مديرا عاما بوزارة الاشغال توفي مساء اول من أمس الاثنين متأثرا بجروح أصيب بها في الانفجار. ونسبت وكالة رويترز اليهم، قولهم إن غازي ناجي الانباري توفي في المستشفى. وشيعت جنازته في محافظة كربلاء مسقط رأس وسكن الانباري.