إصابة الزوبعي نائب رئيس الوزراء العراقي في هجوم انتحاري نفذه أحد حراسه

عدنان الدليمي لـ«الشرق الأوسط»: الهجوم تصرف شخصي لا تقف وراءه أية جهة

TT

جرح نائب رئيس الوزراء العراقي عبد السلام الزوبعي، وهو من العرب السنة، وقتل ستة اشخاص في تفجيرين، احدهما انتحاري، استهدفا مقره الواقع في وسط بغداد امس، على ما افادت به مصادر امنية. وأكدت مصادر ان أحد حراس نائب رئيس الوزراء نفذ الهجوم.

واوضحت المصادر ان «انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه وسط مقر الزوبعي، بينما انفجرت سيارة مفخخة متوقفة قرب المكان ما اسفر عن مقتل اربعة من الموجودين واصابة الزوبعي بجروح». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن تلك المصادر قولها ان «من بين القتلى مفيد عبد الزهرة مستشار الزوبعي لشؤون الجنوب، فضلا عن احد الحراس الشخصيين»، مشيرة الى جرح ما لا يقل عن عشرة اشخاص في التفجيرين، بينهم اربعة من افراد الحماية، فضلا عن الزوبعي.

من جهة اخرى، اكد مصدر عراقي مسؤول ان حالة الزوبعي ما تزال غير مستقرة، مشيرا الى مقتل ستة من افراد الحماية. وقال المتحدث باسم خطة أمن بغداد، العميد قاسم عطا الموسوي لقناة «العراقية» الحكومية: «اجريت اتصالا قبل قليل مع ادارة المستشفى وابلغوني بانه يخضع الى عملية جراحية والحالة غير مستقرة». واشار الى مقتل ستة من افراد الحماية واصابة 15 بجروح. وتابع الموسوي «هناك خرق امني من الحماية نحن نحقق بصورة مفصلة». ونقلت وكالة الانباء الالمانية عن الموسوي قوله لتلفزيون (العراقية) إن «انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه في مسجد في حي السكك القريب من المنطقة الخضراء، أثناء تأدية الدكتور سلام الزوبعي الصلاة». وقال إن «سيارة مفخخة انفجرت أيضا في المرآب خارج المسجد»، مشيرا إلى أن «الزوبعي تجرى له الآن عملية جراحية في أحد المستشفيات».وقال تلفزيون بغداد، الذي يتبع الحزب الإسلامي العراقي، نقلا عن أحد المسؤولين، إن «أحد أفراد حماية الدكتور سلام الزوبعي ويدعى وهب هو من فجر نفسه بحزام ناسف، أثناء تأدية صلاة الجمعة». وأضاف أن «الزوبعي أصيب في معدته وصدره وتم نقله إلى مستشفى ابن سينا التي تقع في المنطقة الخضراء».

وتضاربت التقارير عن عدد القتلى الذين سقطوا جراء الهجوم، حيث ذكر تلفزيون بغداد، أن عدد القتلى وصل إلى تسعة بعد مقتل ثلاثة من الجرحى، وهم شقيق الزوبعي ومرافقه وسكرتيره الشخصي، بينما قال تلفزيون العراقية إن الهجوم أوقع 17 قتيلا.

من جهته، اكتفى متحدث عسكري اميركي بالتاكيد ان «الزوبعي ادخل الى مستشفى اميركي في المنطقة الخضراء مصابا بجروح». واوضحت المصادر الامنية ان «الزوبعي (48 عاما) وشقيقه واحد الاطفال اصيبوا بجروح ونقلوا الى مستشفى داخل المنطقة الخضراء القريبة من مقره». ولم يكن ممكنا معرفة مدى خطورة اصابته.

من جهة اخرى، قال مسؤول في مكتب نوري المالكي رئيس وزراء العراق ان المالكي زار نائبه الذي أصيب في هجوم انتحاري امس وتحدث معه في المستشفى. وقال المسؤول لوكالة رويترز، بعد ان زار المالكي نائبه في المستشفى العسكري الاميركي في المنطقة الخضراء الدولية ببغداد، «انه مصاب ولكن ليس اصابة خطيرة».

وينتمي الزوبعي الى «مؤتمر اهل العراق» بزعامة عدنان الدليمي، رئيس جبهة التوافق، اكبر كتل العرب السنة في البرلمان (44 نائبا). وقال الدليمي، ان الهجوم وقع بعد ان انهى الزوبعي وعدد من حراسه صلاة الجمعة. وقال ان الهجوم استهدف الزوبعي شخصيا. واستبعد الدليمي وقوف اي جهة سياسية او جماعة مسلحة وراء الهجوم، الذي طال نائب رئيس الوزراء العراقي، وقال «انه تصرف شخصي لا تقف وراءه أية مجموعة». ودعا زعيم جبهة التوافق العراقية جميع المسؤولين العراقيين الى التأكد من افراد حماياتهم والى اجراء تحقيقات دقيقة معهم خشية من وقوع اخترقات. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.

ودان البيت الابيض بشدة الاعتداء ، معتبرا انه يؤشر على «استعداد الارهابيين للقيام بأي شيء لعرقلة الامور» في العراق. وقال المتحدث باسم البيت الابيض، «انه عمل جديد مدان تماما. وهو يدل على ان بعض الارهابيين سيقومون بأي شيء من اجل عرقلة مجرى الامور» في العراق. واضاف «لا نعرف المسؤولين، الا اننا نعلم ان هذا يؤكد مجددا اهمية الالتزام الثابت والمحدد الاهداف في بغداد وغير بغداد من اجل ايجاد ظروف السلام».