رفع حظر التجول واللجوء إلى الحوار بعد يوم صاخب في البصرة

قيادي في الفضيلة لـ«الشرق الأوسط»: جهات داخلية وخارجية وراء الهجمات لإثارة الفتنة

TT

رفعت السلطات المحلية في محافظة البصرة، أمس، حالة حظر التجول التي فرضت إثر اندلاع اشتباكات مسلحة بين ميليشيات التيار الصدري وحزب الفضيلة الإسلامي، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة سبعة آخرين بجروح.

وذكرت مصادر مطلعة في المحافظة لـ«الشرق الأوسط» أن عددا من الأحزاب السياسية تمكن من تطويق الأزمة واللجوء إلى الحوار. وأفاد ضابط كبير في شرطة المحافظة، طلب عدم ذكر أسمه، لـ«الشرق الأوسط» بأن الأجهزة الأمنية «تعاملت بحكمة مع الأحداث ولم يجر تدخلها لطرف على حساب الطرف الآخر، على اعتبار أن الجميع هم من أبناء المحافظة، ويكفينا هدرا لمزيد من الدماء»، مشيرا إلى ان دور الأجهزة الأمنية «انحصر في تطويق مكان الاشتباك لإطفاء عناصر الفتنة، على أمل تدخل السياسيين ورؤساء الكتل المتقاتلة لإنهاء الاشتباك».

الى ذلك، نفت مصادر أمنية وسياسية في بغداد، ان يكون لاختفاء عناصر «جيش المهدي» التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في العاصمة، علاقة بما حدث في البصرة وقبلها في واسط التي قتل محافظها. وذكرت المصادر التي حاورتها «الشرق الأوسط» في بغداد، ان «جيش المهدي» والتيار الصدري موجودان في جميع المحافظات. من جهته، قال ممثل حزب الفضيلة في البرلمان الدكتور باسم شريف «انما الاعتداء على مقر حزبنا في البصرة وحرقه والتعرض لمحافظ البصرة بشكل علني، هو دليل على ضعف الإدارة الأمنية هناك». وأضاف ان الجهات التي ارتكبت أعمال العنف اول من امس «حاولت الفات النظر إلى انها تابعة لمكتب السيد الشهيد الصدر رغم اعتقادنا انهم لا يمثلون التيار، بل هم جماعات ارهابية تجب معاقبتهم وبشدة».

وبخصوص ردة فعل انصار حزب الفضيلة عما حدث، أكد «ان ابناء الفضيلة لم يتصدوا لهذا الامر بنفس الطريقة الهمجية، وتم الايعاز الى جميع انصارنا بالتزام الهدوء، لأن هذا الأمر يعني إحداث صراعات ليست على نطاق البصرة وحدها بل في كافة المدن العراقية التي يوجد فيها انصارنا، وعلمنا أن الأمر أثير في البصرة تحديدا للوصول إلى غايات محددة تقف وراءها جهات داخلية وخارجية تتمثل بتأزيم الوضع أمنيا وإثارة فتنة شيعية شيعية ومن ثم اشعال نار وتأجيج صراعات لا يمكن اخمادها تعصف بمشروع تسلم الملف الامني في هذه المنطقة التي تعد من أهم مناطق العراق».

وأضاف شريف ان ما حدث في البصرة «هو الاعتداء الثاني على مقرات الحزب، بعد ان حدث الاول الاسبوع الماضي في محافظة واسط وجاء بعد اعلان حزبنا الانفصال عن الائتلاف الشيعي. وقد تلقينا وفي أغلب المناطق رسائل تهديد من قبل جهات معينة تشير إلى استهدافنا». وبخصوص رأي المرشد الروحي لحزب الفضيلة آية الله محمد اليعقوبي، بين شريف «أن الفضيلة هو حزب له إدارة وتنظيم وله قنواته الخاصة للاتصال بالجهات المعنية والمسؤولة عن هذه الاعتداءات ومقاضاتها وفق القانون، كما ان الاعتداء على محافظ البصرة لا يعني الاعتداء على احد أعضاء الفضيلة بقدر ما هو اعتداء على السلطة الإدارية للدولة؛ أي انه تهديد مباشر وصريح واعتداء على الدولة وقانونها، ولهذا لا يمكن الرجوع إلى المرجعيات الدينية في مثل هذه الأمور ولا يمكن قيام دولة قانونية تعتمد على المرجعيات الدينية بكل صغيرة وكبيرة». مصدر رفيع المستوى في وزارة الداخلية، أرجع في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أسباب اندلاع المواجهات إلى عدة أمور «أهمها انسحاب حزب الفضيلة من الائتلاف الشيعي، وهو ليس الانسحاب الاول لهم، وأيضا لم يكونوا اول جهة تعلن انسحابها، بل سبقها التيار الصدري، ودائما تثار مواجهات إثر كل انسحاب كردة فعل لعدم السماح بإضعاف المكونات السياسية بهذه الطريقة». وتابع المصدر «كما أن مدينة البصرة لها طابعها الخاص؛ فهناك مناطق نفوذ يحاول كل طرف الحفاظ عليه أمام الأطراف الأخرى حتى باستخدام المصادمات، لكن هناك أطرافا تدخلت بين الأطراف المتصارعة للتهدئة والعمل على عدم توسيعه».

وعلى صعيد آخر، اغتال مسلحون مجهولون أمس طبيبة أثناء عودتها إلى دارها في منطقة حي الخليج وسط المدينة. وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن مسلحين أمطروا الطبيبة تحفة جعفر بوابل من نار أسلحتهم فأردوها قتيلة في الحال ولاذوا بالفرار. يذكر أن القتيلة شقيقة عضو مجلس محافظة البصرة بلسم جعفر البجاري النائبة عن كتلة الائتلاف.